من مكتبة النبأ: اكتشف شخصيتك.. وشخصيات الآخرين

الكتاب: اكتشف شخصيتك.. وشخصيات الآخرين

المؤلف: كيرو لويس

المترجم: د. زاهي أدلبي

الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع المملكة الأردنية – عمان

الأوليات: الطبعة الأولى 2004م

(272) صفحة من القطع الكبير

 

(أعرف نفسك، كيف تفهم الآخرين، اختبارات لمعرفة ذاتك، كيف تحدد أهدافك، اكتشف طاقاتك الكامنة)

 

إن معرفة الذات هي المهمة الأصعب في الحياة لأنها تستوجب مراجعة الذات وسبر أغواها بتجرد وشجاعة، من البحث عن الهوية مفتاح التكيف السليم مع الواقع ونحن جميعاً بحاجة إلى أن نعرف جيداً (هيئتنا النفسية) من دون أي مرجعية لكي ننجح بشكل أفضل في حياتنا الخاصة..

في محتوى (المقدمة) نعيش مع هذه السطور:

(أعرف نفسك)

عبارة سقراط الشهيرة لا تزال أصداؤها تتردد حتى الآن ولعلها اليوم أكثر تأثيراً مما مضى وذلك لسببين اثنين، ففي عالم يتغير بسرعة ويتطور باستمرار يحتاج المرء شخصية قوية تخوله السيطرة على محيطه. وفي مجتمع ضاعت فيه المرجعيات واختلطت فيه أدوار النساء بأدوار الرجال واحتاجت إلى تحديدها من جديد، يحتاج المرء أن يعرف نفسه معرفة حقة مما يسهل العلاقات الإنسانية سواء في المجتمع أو في الحياة الخاصة.

كيف يكون المرء معلومات عن نفسه؟ الوسيلة المباشرة أكثر من غيرها هي التجربة. فأفعالنا تزوّدنا على الدوام بالكثير من المعلومات عن أنفسنا عندما نحللها. لكننا لا نعرف أنفسنا حق المعرفة إلا عبر التجارب العشوائية التي قد تؤول أو لا تؤول إلى النجاح. أما الوسيلة الأخرى فهي الاختبارات النفسية، ونجد بتصرفنا، في هذا المجال، تشكيلة واسعة من الاختبارات المخصصة لاستكشاف (هيئتنا النفسية) وإظهارها إلى النور.

وهذه الاختبارات التي اثبتت صحتها الدراسات والإحصاءات جديرة بالثقة، ودقيقة في التعريف الذي يمكنها أن تقدمه عن شخص ما.

وفي محتوى الفصل (علم الطباع) نكون قد وقفنا على بعض من مضمون عنوان (عوامل الاستعداد) عبر عنوان فرعي متصل به هو (النهم):

يمكننا مقارنة هذا العامل بالشهوة إلى الطعام، أو بالتغذية والسلطة، أو التهام الكتب، أو التعطش إلى المال والسلطة. وبعبارة أخرى النهم هو جوع مادي وروحي ولو قارنا الميلين المتناقضين: النهم وعدم النهم، لوجدنا أن الشخص النهم سيصاب بالسُعار (جوع مرضي) وغير النهم سيصاب بالخلفة (فقد الشهوة إلى الطعام) هي الحالة القصوى لكل منهما.

يقترب هذا العامل من مركزية الذات... ويقترن النهم مع الرغبة في التملك وإثبات الذات... هو وسيلة تسمح بإثبات الذات، أي تسمح بثراء أكبر، أو بأهمية أكبر، أو بسلطة أكبر.

لذلك فهو بحد ذاته هدف، وليس وسيلة لإشباع ملذات أخرى وهذا ما يفسر لماذا يمضي البخيل مجمل حياته وهو يدّخر ماله ولا ينفق إلا القليل منه. لأن متعته الوحيدة ليست في شراء الأشياء، بل في الاستمتاع بسلطته وهو ينظر إلى حسابه في المصرف.

ومن محتوى الفصل (اكتشف شخصيتك) نطلع على إدراج بعض العناوين المثيرة للانتباه وهي:

* شكل الوجه والجسم.

* الجبين: مفتاح الشخصية.

* الأنف: مفتاح الحس.

* الفم: مفتاح العاطفة.

* الأذنان: مفتاح الانفتاح.

ومن العنوان الآنف (شكل الوجه والجسم) نُطالع هذه العبارات:

أن علم تصنيف الفرد من خلال معالم جسمه يرتكز على قياسات النسب بين الوجه والجسم. أما الهدف فهو إظهار العلاقة عند كل فرد بين شكل الوجه والجسم والسلوك النفسي. يتم تحليل الوجه عادة من خلال تمييز وملاحظة حجم أقاسمه الثلاثة وبروز أحدها، الأول: الأعلى (من أعلى الجبين إلى الحاجبين) وهو القسم العقلي والنشاط الفكري والقدرات المنطقية، الثاني: الأوسط (من الحاجبين إلى الشفة العليا) وهو القسم العاطفي ومنطقة الاتصال والحياة الاجتماعية، والثالث: الأسفل (من الشفة العليا إلى الذقن، وهو القسم الجسدي واندفاع الغرائز.

وتجدر الإشارة إلى أن (معالم الجسم) التي تحدد الشخصية نادراً ما تكون صادقة في التعبير عن الشخص مئة بالمئة.

ومن العنوان الآنف أيضاً (الجبين: مفتاح العقل) تواجهنا هذه الدلالات:

الجبين هو الطابق الدماغي في الوجه، ولهذا فقد رمز دائماً وبشكل عفوي على النشاط العقلي. وهو أيضاً رمز علاقتنا بالعالم، فنحن يمكننا أن نسير مرفوعي الجبين باعتزاز، أو على العكس من ذلك، أن نطأطأ الجبين كناية عن الخضوع.

وكذلك ضمن العنوان الآنف (الأنف: مفتاح الحس) ننسجم مع هذا التحليل:

الأنف هو عضو الشم وعضو الإحساس بالانجذاب أو النفور، ولقد بات من المعروف اليوم أن في الأنف متلقيان عصبية ذات تأثير مباشر على الناحية الجنسية عند الذكور كما عند الإناث. ففي دراسة الشكل الخارجي يمثل الأنف الحساسية العميقة أي الشهوانية والانفعال عند كائن معين، وهذه الحساسية هي التي توجه رغباتنا.

وفي محتوى الفصل 3 (اختبر نفسك) تجلب انتباهنا عناوينه الفرعية العديدة التي يتقدمها العنوان (هل أنت متسامح؟) حيث نلحظ فيه هذه الإشارة المركزة:

في حياتنا الاجتماعية والعائلية والغرامية، المسألة كلها مسألة تقدير، واحترام للذات وللآخر، ومسامحة. وكل ذلك يشكل مفاهيم هي أشبه بالرمال المتحركة، مفاهيم تتحدد على مقاس قدرتنا على التسامح.

وعن محتوى الفصل 4 (فجر طاقاتك) تطالعنا مباشرة هذه الكلمات التي هي بمثابة تمهيد لكل الفصل:

إن الحياة مليئة بالصعاب، ولكل منا جحيمه الخاص ولا أحد يعرف حجم معاناتك، أو يستطيع أن يحكم على عمق الألم الذي ينتابك. إنك لا تستطيع أن تنقل لأحد إحساس أن تتعايش مع المتاعب، وقد لا تستطيع حتى أن تعترف بذلك لنفسك.

وأخيراً وضمن محتوى عنوان (كلمات في الحياة) نكون مجبورين أن نصدق تماماً ما نقرأه من التحليلات الآتية:

السعادة: أنك تعرف جيداً أنه لن يموت أحد بدلاً منك، لذا، فإنه يجدر بك أن تحيا حياتك بنفسك. فكلما حاولت إرضاء الآخرين، فأنك بذلك تجعل مشاعرهم أهم من مشاعرك. وإذا أجلت سعادتك، وقدمت عليها سعادة الآخرين، حتى ولو كنت تعتقد أنك تفعل هذا بدافع من الحب، سينتهي بك الحال إلى الشعور بخيبة الأمل إزاء ردود أفعالهم تجاهك بطريقة وبأخرى، فإن محاولتك إسعاد الآخرين لن تكون كافية أبداً لتحقيق الغرض منها سواء بالنسبة لك أم بالنسبة للآخرين. وسوف ينتهي بك الحال إلى أن تتوقع الكثير من الآخرين مما يؤدي بك إلى الاستياء الشديد.

شبكة النبأ المعلوماتية -السبت 1 / تشرين الأول/2005 -  26 / شعبان/1426