المارد العراقي ... والخوف السعودي و العربي الرسمي

محمد الوادي

فجأة وبدون مقدمات ولا سابق انذار لملم سعود بن فيصل وزير خارجية "السعوديه" كل جرأته واجمع كل ما في جعبته من شجاعه واشهر سيفه الخشبي وامتطى"فرسه الابيض"!! ومن قلب الولايات الامريكيه وبحضور وزيرة الخارجيه " رايز" ولمرتين متتاليتين خلال ثلاث ايام ,ليعلن "  أننا الان نسلم العراق الى ايران دون مبرر, وان الايرانيين ينصبون اناسهم بالعراق ويسلمون المدن للمليشيات"!!

بالاضافه الى تصريحات "ناريه" اخرى له لايعادلها شيء الا عدد الارهابيين السعوديين المرسلين الى العراق الذي تجاوز عددهم اكثر من ثلاث الاف أرهابي حسب اخر احصائيه رسميه معلنه من وزارة الداخليه السعوديه!! دخلوا كل هولاء وغيرهم من الاوباش الارهابين "الاعراب" في مهمه " جهاديه" مميزه علاماتها الاساسيه هي البطش بااهل العراق الطيبين ومحاولة اشعال حرب طائفيه واهليه من خلال القتل على الهويه و استهداف المراقد المقدسه و مناطق معينه واستباحة دمائهم وحرماتهم وقتل الرجال والنساء والشيوخ والاطفال دون استثناء او تميز , اضافه الى محاولة حرق وتدمير كل مرتكزات الاقتصاد والبنى التحتيه العراقيه !! بحجة مقاومة " الاحتلال " ناسين او متناسين أن هذه  القوات الموجوده في العراق تستمد معظم عناصر الدعم اللوجستي والعسكري من الاراضي السعوديه !!

قد يستغرب البعض اذا قلت اني كمواطن عراقي افرح جدا عندما اسمع مثل هذه التصريحات من بعض المسؤولين " العرب " ويزداد يقيني بان المارد العراقي خرج من قمقمه وبدأ يسير بالطريق الصحيح لذلك كلما تقدمنا خطوه نحو الديقراطيه والحريه والدستورالدائم فقدت هذه الانظمه أتزانها وخرجت من طريقها المالوف وزاد قلقها على نفسها !!فبدأت ترمي بسهامها المسمومه على هذا المارد العظيم الذي بدا يهز كياناتهم الهشه وانظمتهم الغير شرعيه. والأ  من يتصور ان دوله كبيره وشاسعة وفيها اهم مقدسات المسلمين تحكمها عشيره وتسمى باسمها وينصب ابناء هذه العشيره "امراء" على كل المدن ويستاثرون بالحصه الكبيره من خيرات البلد دون حساب او رقيب!!ومع ان كل مكامن النفط فيها تقع في المنطقه الشرقيه لكن اهل هذه المنطقه هم من افقر الناس في هذه المملكه ومبعدين تماما عن كل المناصب والدوائرومضطهدين والسجون تغوص بهم لالذنب اقترفوه سوى  " مذهبهم " الذي يتقاطع مع المذهب الوهابي الحاكم والذي ولد كل هذه الكوارث التاريخيه على الامه الاسلاميه والعربيه امثال بن لادن والزرقاوي!!مفارقه مذهله تحاكي بطرزاها المقيت "حكومة العوجه" الساقطه في العراق!!

من هنا يمكن تفهم قلق وزير خارجية " السعوديه " وتدخله الشنيع في الشأن العراقي .واعترافه الصارخ بدور هذه "المملكه" في معاونة المجرم صدام في هدر دماءالشعب العراقي والايراني على حد سواء طيلة اكثر من ثماني سنوات!!وكذلك اعترافه بدورهم الطائفي المشبوه لقتل الانتفاضه الشعبانيه المباركه التي قام بها الشعب العراقي عام 1991!! اعترافات وحقائق دامغه " ومن فمك أدينك" !!!

ولكن هذا وغيره يجب ان لايبعد تركيزنا عن الموامرة الحقيقية التي تحاك هذه الايام ضد الواقع العادل في العراق الجديد ولايمكن ابعاد ذلك عن الزيارة السرية التي قام بها " رعد بن بندر" الى دمشق واتصالاته المتتالية في القاهره وعمان  وكذلك الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس السوري الى مصر, أضافة الى  تصريحات عمرو موسى "ديكتاتور" مايسمى بالجامعه العربيه خلال الايام الاخيره وبالتنسيق مع اطراف داخليه معروفه ومشخصه في الساحه العراقيه وتمثل صورة البعث بشطريه القديم والجديد أضافه الى التكفريين الذي استخدمهم الاول كمطيه لتحقيق اهدافه المشبوهه للرجوع الى سدة الحكم .واخرها مؤتمر" الانبار"كما سمى وانعقد في عمان والذي حضره كثير من البعثيين في سابقه علنيه تحمل مضامين خطيره يجب عدم تجاهلها!!

أن مراجعه بسيطه لسجل هذه الحكومات "الديكتتاوريه" ستعطينا كثير من التفسيرات لمحاولاتهم البائسه للتاثير السلبي في العمليه السياسيه الجاريه في العراق. ففي ظل ظروف غايه في الصعوبه ومحفوفه بالمخاطر والارهاب خرج حوالي تسعة ملايين عراقي مايعادل ثمانية وخمسين بالمائه للادلاء باصواتهم في اول انتخابات ديمقراطيه حقيقه في كل تاريخ البلد تمخظت عنهاجمعيه وطنيه وحكومه منتخبه ,مقابل انتخابات صوريه في مصر وفي ظروف طبيعيه أشترك فيها فقط ثلاث وعشرون بالمائه من الناخبين!! ورئيس يحكم منذ اكثر من خمسه وعشرين عام ويرشح نفسه لسبعة سنوات قادمه دون تحديد وقت معين لاانهاء فترة حكمه!! لابل مع اعداد واضح لاابنه ليكون الحاكم القادم لمصر!!

 استمرارا لحالة شاذة لاتشابهها  الا طريقة توارث "رئاسه العشيره" في القبائل العربيه!!وايضا تشابهها طريقة ملك الاردن الراحل " الملك حسين" الذي نهض من فراش الموت في لندن بعد ان تم زرقه باكثر من عشرة " أبر منشطه" ليرجع الى الاردن ويغير ولي عهده اخوه الامير حسن الذي نصب منذ عام 1963 وليضع بدل عنه ولده  " عبد الله " ليصبح بعد ايام معدوده جلالة "الملك عبدالله" !!! أن انظمه مثل هذه تحيط بالعراق لابد ان تظهر عليها علامات القلق والخوف والارتجاف من "المارد" العراقي الذي يسير نحو الديمقراطيه والحريه واحترام التعدديه وقبل كل ذلك احترام الانسان العراقي في سابقه كبيره تفتقر لها كل هذه الانظمه الجاثمه على أنفاس شعوبها منذ سنين وعقود طويله .

 أن هذه  التحركات وهذا التدخل السعودي والعربي الصارخ في الشأن العراقي مرفوض جملة وتفصيلآ , مثلما يرفض التدخل الايراني والتركي بالشأن العراقي. فالعراق لم ولن يكون كرة يتقاذفها المتنافسين ولا لقمه سائغه في أفواه الحاقدين والعراق بكل تاريخه وأرثه الكبير ومستقبله المشرق  لن يكون بضاعة كاسدة معروضة للبيع في سوق المتأمرين عرب كانوا او من معهم من العراقيين!! كما لايمكن القبول والتعاطي مع بعض الاصوات التي تدعو الى أحلال "قوات عربيه" في العراق كما صرح بذلك وزير خارجية قطر!!  لان هذه التصريحات لايمكن النظراليها بحسن نيه وبعيدا عن التحركات المشبوه للحكومات العربيه وتدخلاتها السلبيه في الشأن العراقي.

العراق لاهله وأبنائه الطيبين بكل طوائفهم عرب شيعه وسنه واكراد وتركمان ومسيح وكل الاقليات الاخرى يجتمعون على حب العراق كما يجتمعون على كره من يكره العراقيين.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية -السبت 1 / تشرين الأول/2005 -  26 / شعبان/1426