الكتاب: العلاقات العامة والإعلام من منظور
علم الاجتماع
المؤلف: د. حسين عبد الحميد أحمد رشوان
الناشر: المكتب الجامعي الحديث الاسكندرية –
مصر
المعلومات: الطبعة الرابعة 2003م
(417) صفحة من القطع الكبير
تعد العلاقات العامة ظاهرة اجتماعية من حيث أنها من أهم الجوانب
التطبيقية لعلم الاجتماع الحديث، ويستهدف هذا المؤلف تبيان أن العلاقات
العامة نشاط اجتماعي... فهي ترتبط بالمجتمع، كما تؤثر بالمعايير
الاجتماعية على وسائل الاتصال بالجماهير.
نقرأ في (مقدمة) الكتاب:
الاتصال هو حامل العملية الاجتماعية، كما أن له مدلول طبقي. كذلك
يلعب الإعلام دوراً هاماً في مواجهة الرواسب الثقافية وترتبط عملية
الإعلام والاتصال بالجوانب الديموجرافية ودورنا في هذا المؤلف هو إظهار
تلك العلاقة والارتباط بين العلاقات العامة باعتبارها ظاهرة اجتماعية
وبين الظواهر الاجتماعية الأخرى.
ونقرأ في الفصل الأول (ماهية علم الاجتماع) من عنوان (مجال تعريف
علم الاجتماع):
كل علم من العلوم له مجاله الخاص الذي يدرسه، فمجال علم الطبعية
دراسة الظواهر الطبيعية كالحرارة والضوء والكهرباء... الخ، ومجال علم
الكيمياء المتفاعلات ومعرفة عناصر المواد... الخ وعلم الفلك مجاله
الكواكب والنجوم... الخ وعلم النفس مجاله السلوك الفردي للإنسان... الخ.
فما هو إذن مجال علم الاجتماع؟ وكيف نعرفه؟
لاقت كلمة (علم الاجتماع) الكثير من أنواع الخلط، فقد اعتبره البعض
فن الخدمة الاجتماعية وعلاج مشكلات كمشكلة السكن والفقر والجريمة،
ويميل الآخذون بوجهة النظر هذه إلى اعتبار أن المظهر التطبيقي لعلم أو
فن الخدمة الاجتماعية يجعل علم الاجتماع دون مستوى العلم، وأدنى من
العلوم الأخرى.
والواقع غير ذلك – إن الهدف الرئيسي من علم الاجتماع هو الحصول على
المعلومات والوقائع الاجتماعية ودراستها دراسة تحليلية وضعية علمية
صحيحة بقصد اكتشاف القواعد والقوانين التي يمكن الاعتماد عليها في
الكشف عن الظواهر الاجتماعية والتنبؤ بما سيحدث في المستقبل، أما
الخدمة الاجتماعية فهي علم أو فن تطبيقي يهدف إلى مساعدة الناس على حل
مشاكلهم وتطبيق الوسائل العلاجية لإصلاح عيوب المجتمع. والإخصائي
الاجتماعي يمكنه استغلال معلومات وقوانين ونظريات علم الاجتماع من
الناحية العلمية في رسم خططه لتنسيق المجتمع.
ويدلنا تاريخ الدراسة العلمية الاجتماعية – كيف أثرت البحوث
الاجتماعية في جذب أنظار الرأي العام والإخصائيين الاجتماعيين نحو
موضوعات ومشكلات اجتماعية كالجريمة والانتحار... الخ ومن أمثلة ذلك
دراسة (بوث) في انجلترا لمستوى الفاقة وما أطلق عليه خط الفقر، ودراسة
(هوارد) في انجلترا عن السجن والمسجونين، والدراسة التي قام بها (رايس)
في نيويورك عن مستوى المعيشة المنحط لدى آلاف السكان في تلك المدينة،
وكان لهذه الأبحاث والدراسات أثرها الواضح في جذب أنظار المصلحين
الاجتماعيين وتنمية الوعي إزاء مسائل ومشكلات اجتماعية، كان يمكن أن
تظل كما هي وبدون علاج.
ثم نقرأ في الفصل الثاني (ماهية العلاقات العامة) من محور عنوان
(تعريف العلاقات العامة):
من الصعب علينا في العلوم الاجتماعية النظرية منها والتطبيقية وضع
تعريف شامل جامع مانع لمصطلحات تلك العلوم إذ ما زالت هذه العلوم تفتقر
إلى لغة علمية، وإلى القدرة على تحديد المفهومات والتصنيف الجيد، حتى
تصبح علوماً كسائر علوم الطبيعة. وفي هذا الصدد تذكر (لوسي مير locy
mair) في مقال لها أصدرته تحت عنوان لغة العلوم الاجتماعية: (إن الكثير
من مصطلحات العلوم الاجتماعية مازالت حتى الآن يكتنفها الغموض
والاضطراب فليس هناك اتفاق بين علماء الاجتماع حول تحديد تلك المصطلحات،
فاختلفوا في مفهوم (الطبقة) وماهية (البناء الاجتماعي) وكثيراً ما نشبت
الخلافات العلمية بين علماء الاجتماع والانثربولوجيا حول مفهوم (النظام
والنسق system) وكثيراً ما ازدادت حرارة الجدل حول إمكان توصل علم
الاجتماع إلى القانون السيكولوجي sociologisdl law أو استحالة إمكانه،
أو حول الفروق بين البناء structure والتنظيم Orgahzation أو التمييز
بين (الوظيفة) و(العملية) داخل إطار البناء الاجتماعي.
أما لغة العلوم الطبيعية فتمتاز بالموضوعية والتجريد، فنحن – مثلاً
– لا يمكن أن نجد تعارضاً في وجهات النظر بين علماء الطبيعة أو
الكيمياء حين يدرسون (الحرارة) أو (الضوء) أو حين يتكلمون عن الفلزات
واللافلزات ولغة العلوم الاجتماعية للأسف الشديد مازالت لغة كيفية
Qualitative وكثيراً ما تتأثر بالنزعة الذاتية subjective على حين أن
لغة العلم هي لغة كمية Quantitative تهدف أصلاً إلى تكميم أو قياس
الظاهرات والوقائع العلمية.
وكذلك نقرأ في الفصل الخامس (الجمهور والرأي العام) من عنوان (الجمهور):
تحتاج المنشآت صغيرها وكبيرها إلى ثقة الجمهور، ومن هنا نرى أن
المنشآت على اختلاف نشاطها في حاجة إلى تعرّف آراء الجمهور، ومده
بالمعلومات لكسب ثقته وتأييده، ويتطلب هذا دراسة الجمهور دراسة وافية.
ولكن من محور الجمهور؟ وكيف يتحد الناس في جماعات صغيرة ووحدات
كبيرة تعبر عن رأيها؟ وما هي أهميته بالنسبة لواضعي برامج العلاقات
العامة؟
الجمهور في نظر خبراء العلاقات العامة جماعة من أفراد تقع في محيط
نشاط منشأة أو مؤسسة معينة تؤثر عليها ونتأثر بها، وتتسم بطابع مميز،
وينمو بين أفرادها مجموعة من الشعارات والرموز، ويوجد بينهم مصالح
متشابهة، ويربط بينهم روابط معينة، وكلما ازدادت هذه الروابط توثقاً
كانت الجماعة أكثر تجانساً.
ومن العنوان الفرعي (تعريف الرأي العام) نقرأ:
بالرغم من أن مصطلح الرأي العام لم يستخدم بهذا المسمى إلا في أواخر
القرن الثامن عشر، نتيجة لظهور الجماهير الغفيرة بسبب النمو السكاني
السريع حينذاك... من حيث إدراك مدى النفوذ الذي يفرضه الرأي العام على
تصرفات الإنسان وحياته اليومية فقد سماها مونتسيكو (العقل العام
Espirit General) وسماها روسو (الإرادة العامة Volonte General) أما
الاختلاف الوحيد بين المناقشات القديمة والمناقشات الحديثة في هذا
الصدد فهو ذلك الذي يتعلق بإدراك مدى النفوذ الذي يفرضه الرأي العام
على تصرفات السياسة والفلاسفة[1].
1- أنظر د. محمد عبد القادر حاتم. الرأي العام
وتأثيره بالإعلام والدعاية ص 12. |