المرجعان السيستاني والفياض يدعوان للتصويت بنعم على الدستور

دعا المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني أنصاره يوم الخميس الى التصويت "بنعم" على مسودة دستور البلاد المقرر طرحها في استفتاء يوم 15 اكتوبر تشرين الاول.

وابلغ مكتب السيد السيستاني ومقره مدينة النجف رويترز ان السيستاني حث مساعديه على نشر التأييد لمسودة الدستور بين اتباعه.

وحملت القنوات التلفزيونية المحلية أيضا في النجف اليوم دعوته للتصويت "بنعم" في الاستفتاء.
ويتمتع السيد السيستاني بتأييد واسع وسط الاغلبية الشيعية بالعراق وتعد دعوته دعما هاما للحكومة التي يقودها الشيعة والاكراد والتي تكافح من اجل حشد التاييد لمسودة الدستور.

وتعارض الاقلية السنية التي تشكل 20 في المئة من عدد السكان مسودة الدستور بشدة وتخشى من انها قد تزيد من التهميش الذي تعرضت له منذ الاطاحة بالرئيس صدام حسين.

وتعهد كثير من السنة برفضه مخافة ان يمنح حكما ذاتيا واسعا للشيعة في الجنوب الى جانب الحكم الذاتي الذي يتمتع به الاكراد في الشمال. ويخشى السنة العرب بصفة خاصة من أن الحكم الذاتي من شأنه أن يقضي على تبعية عوائد النفط الهائلة بالعراق للحكومة المركزية.

وتواجه الحكومة العراقية والقوات الامريكية المساندة لها مسلحين من العرب السنة يقومون يوميا بتفجيرات وهجمات مسلحة في انحاء البلاد مع تصاعد المخاوف من أن العراق قد ينزلق نحو حرب أهلية.

وكان السيد السيستاني دعا في نهاية آب/اغسطس العراقيين الى تسجيل اسمائهم على اللوائح الانتخابية تمهيدا للاستفتاء.

واعطى البرلمان العراقي الاحد الضوء الاخضر للامم المتحدة لطباعة خمسة ملايين نسخة من مسودة الدستور قبل طرحها على الاستفتاء في العراق في 15 تشرين الاول/اكتوبر المقبل.

ودعا المرجع الشيعي اية الله اسحق الفياض في وقت سابق الخميس في مؤتمر صحافي عقد في النجف الى التصويت ب"نعم" على الدستور.

وقال ان على الخطباء في المساجد "حث المواطنين على المشاركة الفاعلة في التصويت على الدستور بكلمة نعم" لان الدستور "يراعي حقوق كافة طوائف الشعب العراقي".

واعلن الحزب الاسلامي العراقي (السني) في بيان الاربعاء رفضه الكامل لمسودة الدستور المقترحة واستنكاره لطريقة التعامل مع مطالب واعتراضات العرب السنة. ودعا العراقيين الى رفض النص خلال الاستفتاء.

ويعترض العرب السنة على ورود مبدأ الفدرالية في الدستور ويعتبرونه خطرا من شانه ان يؤدي الى تقسيم البلاد.

وقد جاء كلام الشيخ  الفياض خلال جوابه عن سؤال:

ما هو رأي سماحتكم حول المشاركة في الاستفتاء على مسودة الدستور؟

الجواب: إن مسودة الدستور الدائم للعراق وإن كانت لا تتناسب مع مكانة العراق الإسلامية وحضارته الدينية العريقة على مر التاريخ إلا إنها تلبي طموحات الشعب العراقي بكافة أطيافه وشرائحه وأديانه مضافا إلى أن هذا هو المقدار الميسور الذي تمخض عن جهود مضنية بذلها المخلصون من أبناء العراق ولهذا ندعو الشعب العراقي بكافة مكوناته وطوائفه المشاركة بقوة في الاستفتاء على الدستور وبكلمة ((نعم)) من أجل ضمان حقوقهم وحرياتهم ومستقبل أجيالهم ومن أجل توحيد الكلمة وهزيمة الارهاب والارهابيين وإنهاء الاحتلال نسأل الله تعالى أن يأخذ بيد الجميع لما فيه خير العراق وشعبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد اسحاق الفياض

25/ رجب / 1426

من جهته رفض المرجع الديني آية الله الشيخ محمد اليعقوبي عدة فقرات في الدستور واشار الى ذلك بقوله:

انها غير مقبولة وهي دون الحد الأدنى ولا يمكننا أن ننصح الجماهير بالتصويت على مسودة الدستور الحالية ب(نعم) وإعطائها المشروعية ما لم تجرِ عليها بعض التعديلات كإدخال عنوان الكرد الفيليين ضمن أسماء الأقليات المذكورة في المادة (122) وتقييد إطلاق كون من ولد من أم عراقية عراقياً المذكورة في المادة (18) وبنفس الوقت لا نريد مصادرة جهود الذين كتبوه فنترك للجماهير الخيار بالتصويت عليها بنعم أو كلا .

وقال سماحته في كلمة مهمة ألقاها في جموع من الزائرين من المحافظات الجنوبية :

إنما وصل الحال إلى ما هو عليه بسبب وجود فجوة بين الشيعة والسنة عمل الاحتلال وواجهاته ومنفذي سياساته عن علم أو جهل وكانت حادثة الجنديين البريطانيين المتنكرين في البصرة أمس خير شاهد على ذلك ولو إن المتنفذين من أهل السنة وضعوا أيديهم بأيدي إخوانهم الشيعة بدل إن يضعوها بأيدي الإرهابيين والصداميين وتركوا الدفاع والتبرير لجرائمهم لكان وضع الدستور أفضل من الصيغة الحالية التي يظهر فيها الابتزاز لصالح طرفٍ ثالثٍ واضحاً. وعلى أي حال فإن الفرصة لم تفت ويمكن البدء الآن بحوار ذي مصداقية وشفافية للخروج بدستور يحفظ حقوق الجميع من دون أن يغمط حق أحد ولا يتمدد أحد أزيد من حجمه .

شبكة النبأ المعلوماتية -الأحد 26 / ايلول/2005 -20 / شعبان/1426