حليب الأم أغنى بالدهون والطاقة والرضاعة غير السليمة قد تصيب الأطفال بالجفاف

تظهر دراسة جديدة ان حليب الأمهات اللائي يرضعن أطفالهن طبيعيا لأكثر من عام أغنى بالدهون والطاقة من حليب أولئك اللائي يرضعن أطفالهن لبضعة أشهر فقط.

وقال درور مانديل الباحث في جامعة تل ابيب باسرائيل لرويترز هيلث ان هذه الدراسة هي الأولى التي تبحث في القيمة الغذائية لحليب الأم بعد مدة من الرضاعة الطبيعية.

وأضاف في مقابلة عبر البريد الالكتروني قوله "قد يعود ذلك الى ان الطفل يرضع مرات أقل في اليوم وبالتالي يصبح الحليب أكثر تركيزا."

وقارن مانديل وزملاؤه حليبا أُخذ من 27 امرأة كن يرضعن أطفالهن بين شهرين حتى ستة أشهر و34 أما كن يرضعن أولادهن طبيعيا بين 12 و39 شهرا.

وأفاد الباحثون في دورية طب الاطفال ان متوسط محتوى دهون الحليب المأخوذ من مجموعة الامهات اللائي يرضعن أطفالهن فترة زمنية أقصر كان أزيد قليلا من سبعة في المئة مقارنة مع نحو 11 في المئة لدى مجموعة الفترة الزمنية الأطول. كما اظهرت الدراسة ان لتر الحليب الخاص بالام المرضعة لفترة زمنية أقصر يحتوي على نحو 740 سعرا حراريا مقارنة مع 880 سعرا حراريا في نفس الكمية من لبن الامهات اللائي يرضعن طبيعيا لسنة أو أكثر.

وتوصي الاكاديمية الامريكية لطب الاطفال بأن تكثف الامهات إرضاع اطفالهن طبيعيا حتى ستة اشهر وان الرضاعة الطبيعية لسنة أو أكثر ستمنح الرضيع "كل فوائد الرضاعة الطبيعية" التي تتضمن تراجع معدلات أمراض مثل عدوى الاذن والاسهال وتقلص احتمالات الاصابة ببدانة الاطفال.

ومع ذلك أشار مانديل وزملاؤه في تقريرهم الى ان "الفترة الزمنية المثلى لاستمرار الرضاعة الطبيعية غير معروفة."

وأشار الباحثون الى انه في حين ترى دراسة وجود علاقة بين طول فترة الرضاعة الطبيعية وزيادة احتمالات الاصابة بمرض القلب أُثيرت "الكثير من الاعتراضات على هذا الاتهام." وأضافوا انه من الضروري تقييم نوع الدهون التي يحتويها حليب الام بعد عام من بدء الرضاعة قبل إثارة مثل هذا الاحتمال.

كما أشاروا أيضا الى انه "في الوقت الراهن تقضي السياسة الرسمية للاكاديمية الامريكية لطب الاطفال بعدم تحديد فترة زمنية للرضاعة الطبيعية."

واضاف مانديل في تصريحات لرويترز هيلث قوله "أظهرت النتائج ان إسهام الرضاعة الطبيعية بالسعرات الحرارية في تغذية الاطفال لا يمكن اهماله. ومن هنا يمكننا ابلاغ الامهات ان الاستمرار في إرضاع أطفالهن طبيعيا له قيمة غذائية فيما يتعلق بمسألة السعرات الحرارية."

من جهة اخرى حذرت دراسة من أن الرضاعة الطبيعية بشكل غير ملائم يمكن ان تصيب الاطفال بالجفاف وتتسبب في ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم بصورة مفرطة. والامر شائع نسبيا لكن قد يكون من الصعب الاعتراف به.

وشرح اطباء في مجلة طب الاطفال ان ما يعرف "بالجفاف الناتج عن زيادة مفرطة للصوديوم في الدم" لدى حديثي الولادة ينتج عن الانتقال غير الملائم للبن الثدي من الام الى الطفل. والسحب السيئ للبن من الثديين يؤدي الى تركيزات عالية للصوديوم في اللبن باستمرار وهو ما قد يزيد من سوء مستويات الصوديوم لدى الطفل.

ويقول مايكل موريتز من مستشفى الاطفال في بيتسبرج ان "الامهات الجدد قد يواجهن صعوبة في تقديم امداد كاف من لبن الثدي في الاسبوع الاول بعد الولادة بسبب مشاكل متعلقة بوظائف الاعضاء او لان الطفل قد لا يكون قادرا على امساك الثدي بشكل ملائم."

وتابع انه يتعين على اطباء الاطفال والاباء ان يكونوا واعين بانه حين يحدث ذلك يكون خطر الاصابة بالجفاف اعلى بكثير عما كان يفترض في السابق.

وقال موريتز "اذا اصيب الرضع بالجفاف نوصي بشدة بان يتم استكمال لبن الثدي بغذاء بديل او لبن ثدي من مصدر اخر."

وتابع موريتز وزملاؤه في المستشفى على مدى خمس سنوات 3718 طفلا من حديثي الولادة الذين كانوا يرضعون طبيعيا. ومن هذا العدد كان 70 طفلا مصابين بجفاف نتيجة الزيادة المفرطة للصوديوم في الدم والمرتبط بالرضاعة الطبيعية. وهذا المعدل اعلى بكثير مما ظهر في اطفال اكبر سنا وفي مرضى اخرين ادخلوا المستشفى.

واشار الفريق الى انه من المرجح مع زيادة النساء اللاتي يبادرن الى الرضاعة الطبيعية استجابة للتشجيع القوي من الاكاديمية الامريكية لطب الاطفال فانه "سيكثر حدوث زيادة مفرطة في الصوديوم في الدم ترتبط بالرضاعة الطبيعية وان هذا الوضع معترف به بصورة محدودة حاليا."

شبكة النبأ المعلوماتية -الأثنين 19 / ايلول/2005 -14/ شعبان/1426