اعلان الحرب الشاملة على الشيعة يعكس وجود الزرقاوي في وضع حرج وفشله ونجاح العملية السياسية

يعكس اعلان زعيم القاعدة في بلاد الرافدين الاردني ابو مصعب الزرقاوي "الحرب الشاملة" على الشيعة في العراق وجوده في وضع حرج بعد ان وجهت القوات الاميركية مؤخرا ضربات قاسية ضد تنظيمه كما اعتبرت الخميس مصادر عسكرية اميركية ومحللون.

وفي تسجيل بث على شبكة الانترنت الاربعاء اعلن ابو مصعب الزرقاوي "الحرب الشاملة على الشيعة الروافض" في العراق متهما اياهم ب "ابادة" السنة الذين دعاهم الى "التيقظ".

واتت هذه التصريحات بعد ساعات من وقوع 11 عملية انتحارية اودت بحياة 150 شخصا في بغداد. وقد استمرت هذه العمليات اليوم الخميس مع ثلاث اعتداءات جديدة بالسيارات المفخخة استهدفت رجال الشرطة العراقيين واوقعت 23 قتيلا على الاقل في بغداد.

واعتبر ناطق باسم القيادة الامريكية الوسطى الخميس في قاعدة السيلية في قطر "ان تصاعد العمليات الارهابية تعكس مؤشرا على حالة الياس التي يعيشها تنظيم القاعدة لانه لا يستطيع منازلتنا عسكريا".

واضاف المتحدث لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان الزرقاوي "يحاول تعطيل مسار الديموقراطية والاصلاحات التي بدات تظهر في العراق".

واعلن متحدث عسكري آخر الكابتن ايريك كلارك لوكالة فرانس برس في دبي ان هدف الزرقاوي وانصاره هو "اثارة الفتنة بين الطوائف اثارة حرب اهلية".

واضاف "نقوم بعملية عسكرية في تلعفر" في اشارة الى هجوم كبير شنته القوات الاميركية مع قوات الامن العراقية ضد معقل المتمردين في تلعفر قرب الحدود السورية.

واوضح "كل مرة نفعل ذلك كما حدث في الفلوجة منذ بضعة اشهر او في تلعفر في الايام الاخيرة يخاف من ان يتم تدمير تنظيمه الارهابي".

وفي بغداد قال وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي في مؤتمر صحافي "كانت عملية تلعفر نوعية لانه تم العزل بين السكان الذين يريدوا ان يعيشوا في عراق حر متسامح وبين الذين يدعمون الارهابيين (...) ولهذا جن جنون الزرقاوي وكل من يقف مع الزرقاوي".

ومن جهته قال المحلل السياسي في باريس احمد القديدي "يبدو ان الزرقاوي ومناصريه هم في حالة ياس بعد الضربات القوية التي استهدفت معاقلهم الرئيسية وخصوصا في الفلوجة والقائم ومؤخرا في تلعفر".

واضاف "ان سلسلة الانفجارات بالسيارات المفخخة واعلان الحرب الشاملة ضد الشيعة تدل على احباط السنة المناهضين لمشروع الدستور العراقي الذي يكرس تهميشهم السياسي".

وسيخضع هذا المشروع الذي تم تعديله قبل ان يرفع امس الاربعاء الى الامم المتحدة في بغداد لاستفتاء في 15 تشرين الاول/اكتوبر. ولا يزال بعض العرب السنة يعارضونه معتبرين ان الاعتراف بالفدرالية قد يؤدي الى تقسيم البلاد.

ومن جانبه قال عضو في الجمعية الوطنية العراقية عباس البياتي "ان الهدف من اعلان الارهابي (ابو مصعب) الزرقاوي حربا طائفية هو عرقلة العملية السياسية والدستورية (..) ومحاولة قطع الطريق امام التواصل العربي بعد ان بدأ العرب بالانفتاح (في اتجاه العراق) وخصوصا بعد زيارة رئيس الوزراء الاردني عدنان بدران" الى بغداد.

واتت هذه الزيارة المفاجئة الاولى لمسؤول عربي على هذا المستوى منذ سقوط نظام صدام حسين في نيسان/ابريل 2003 عقب اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة قررت خلاله جامعة الدول العربية فتح مكتب لها في بغداد.

واضاف هذا النائب الشيعي "ولكن الشيعة لن ينجروا الى حرب طائفية وسيحاربون موجة الارهاب يدا بيد مع اخوانهم السنة الذين شملهم ايضا الزرقاوي بتهديداته واتهمهم بانهم عملاء" للصليبيين.

ومن جهته قال رئيس ديوان الوقف السني احمد عبد الغني السامرائي لوكالة فرانس برس "ان الزرقاوي حكم على العراقيين جميعا بالاعدام. حكم على اخواننا الشيعة بالقتل والاعدام وحكم في الوقت نفسه على السنة الذين سيشاركون في الانتخابات القادمة لان السنة عازمون على المشاركة في العملية السياسية بكل ثقلهم".

الا ان السامرائي وهو من السنة اشار الى وجود "نوعين من الارهاب في العراق:الارهاب الملثم (الذي يمثله الجهاديون الانتحاريون) والارهاب المنظم الذي تمثله قوة تستغل اجهزة وزارة الداخلية (العراقية) ابشع استغلال". واضاف "ان هذه القوة تقتل (السنة) العراقيين تحت ذرائع شتى وقبل ان يصلوا الى السجون".

ولم يستبعد ياسر السري مديرالمرصد الاسلامي الذي يتخذ من لندن مقرا له "احتمال اندلاع حرب طائفية شاملة بسبب تصرف رجال الشرطة في المناطق ذات الغالبية السنية بطريقة صارخة".

واختتم "اننا نشهد منذ بعض الوقت ارهاب دولة وتعذيبا رسميا يتخذ لونا طائفيا في هذه المناطق الامر الذي يؤجج الحقد بين الشيعة والسنة".

واعتبر نائب رئيس الجمهورية العراقية الدكتور عادل عبد المهدي العمليات الارهابية التي استهدفت مناطق في بغداد هذا اليوم "ردة فعل فاشلة من قبل الارهابيين الذين تخاذلوا في مواجهة القوات العراقية في تلعفر" .

وقال المسؤول العراقي في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني السيد كيم هاولز عقده اليوم " تم بحث مسائل عدة مع السيد هاولز منها موضوع الملف الأمني و العمليات الارهابية التي استهدفت بغداد اليوم و أودت بحياة المئات من الشهداء و الجرحى".

ووجه الدكتور عادل عبد المهدي شكره إلى الحكومة البريطانية لدعمها العراق مؤكدا "سنبقى نعمل سوية لمحاربة الارهاب و بناء عراق ديمقراطي".

من جهته نقل الوزير البريطاني تعازي حكومته لاسر ضحايا الهجمات الارهابية التي استهدفت بغداد اليوم واصفا هؤلاء الارهابيين بأنهم يتبعون أسلوب العنف ولانهم لا يستطيعون العيش بجو ديمقراطي . كما أبدى الوزير البريطاني تشجيعه للجهود التي بذلها العراقيون لكتابة مسودة الدستور مؤكدا ان الحكومة البريطانية عازمة على دعم العراقيين الذي يتمتعون بمصادر كبيرة للطاقة و أهمها "شعب العراق العريق الذي يتمتع بمؤهلات عملية و فنية".

بدوره اعتبر نائب وزير الخارجية الايطالية الفريدو مانتيكا أن تصاعد الاعتداءات الارهابية التي شهدتها العاصمة العراقية هذين اليومين دليل على الهزيمة السياسية للارهابيين الذين يسعون الى اشعال الحرب الأهلية.

وقال مانتيكا في تصريح على هامش ندوة حول المساعدات الى العراق ان تزايد عدد الذين يسجلون أنفسهم في قوائم الناخبين بشكل ملموس حاليا هو نتيجة قرار للعرب السنة المشاركة في العملية الانتخابية.

وأوضح أن ذلك يعني الهزيمة السياسية للارهابيين مما دفعهم الى التصعيد الوحشي وشن سلسة التفجيرات الارهابية التى تعرضت لها العاصمة العراقية واودت بحياة عدد كبير من المدنيين العراقيين الابرياء.

وأشار الى أن الزرقاوي وجماعته يسعون عبر الترهيب بعد هزيمتهم السياسية الى سلك الطريق الوحيد التي بقيت أمامه وهي اشعال فتيل الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة.

ووصف مانتيكا الأوضاع الحالية التي يمر بها العراق قائلا انه "يبدو واضحا أننا أمام صدام حاسم من ناحية بين النضال الديمقراطي والسياسي الذي يبدو أن السنة قد قبلوا به وبين من لا يقبل بالعملية الديمقراطية من ناحية أخرى.

وفيما يلي مقتطفات من نص تسجيل صوتي بث على الانترنت ومنسوب الى زعيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي التي تعبر عن يأس الزرقاوي وحرجه وسفه وغباء حربه الشاملة:

"تمضي الايام وتتوالى الاحداث وتتعدد المعارك وتتنوع المسميات والهدف واحد حرب صليبية رافضية ضد اهل السنة. لقد تلاقت مصالح الصليبيين مع اهواء اخوانهم الروافض الحاقدين فكانت هذه الجرائم والمجازر في حق أهل السنة فمن الفلوجة الى المدائن ومن ديالا وسامراء والموصل وصولا الى الرمادي وحديثة واروه والقائم وغيرها وأخيرا وليس اخر في تلعفر وهذه المعركة التي جاءت لتغطي على فضيحة عدو الله بوش في تعامله مع ما خلفه جندي واحد من جند الله وهو الاعصار كاترينا المدمر الذي كشف للعالم اجمع مقدار العجز الكبير في مواجهة الدمار لهذا الاعصار بسبب الاستنزاف الذي حدث لطاقات الجيش الامريكي في العراق وافغانستان وليعيد الى الاذهان مظاهر التفريق العنصري بين افراد الشعب الامريكي وليكشف هشاشة الاسس التي يقوم عليها بنيانه فانتشرت عمليات القتل وتفشت عمليات السلب والنهب والاتي أدهى وأمر باذن الله تعالى.

"جاءت هذه المعركة لتكشف النقاب عن هذا الوجه القبيح لحكومة احفاد ابي العلقمي ولتهتك الستر الذي يتوارى خلفه حيث تم عزل الاحياء الرافضية لتجنيبها القتل والدمار ثم ليتم بعدها شن حرب ابادة شاملة على احياء اهل السنة في خطوة للقضاء على كل مظاهر الحياة في هذه الاحياء.

"لقد ثبت لنا ثبوتا لا مرية فيه استخدام الصليبيين للغازات السامة في معاركهم ضجد المجاهدين وان انكر ذلك ارباب الحيش الاسود واتباعهم وهذه مشافي تلعفر دونكم فاستنطقوها عن حالات الاختناق والتسمم الكثيرة في صفوف من ضمتهم جدرانها ومن استطاع من اهل السنة الفرار من جحيم القتل الصليبي تلقته يد الغدر من اعضاء فيلق الغدر وغيره لتعيث في اجساد الرجال تعذيبا وتقتيلا وتنكيلا وفي النساء انتهاكا لاعراضهن وسلبا وسرقة لحليهن وزينتهن انها حرب طائفية منظمة اعدت فصولها باحكام وان رغمت انوف من اعمى الله ابصارهم وختم على قلوبهم.

"ويحكم يا علماء اهل السنة أرخصت عليكم دماء ابنائكم فبعتموها بثمن بخس أهانت عليكم اعراض نسائكم .. ويلكم أما بلغكم ان كثيرا من اخواتكم العفيفات الطاهرات من اهل السنة في تلعفر قد انتهك عرضهن وذبح عفافهن وامتلات ارحامهن بنطف الصليبيين واخوانهم الروافض الحاقدين اين دينكم بل اين نخوتكم ومروءتكم.

"هذا ومازال المجاهدون يقاتلون العدو فكيف اذا ما استقر الامر بحكومة احفاد ابن العلقمي واشتد ساعدهم وترسخت قواعدهم واركانهم ماذا تنتظرون اتحسبون انكم بكتابتكم بيان تنديد واستنكار قد نجوتم من مساءلة العزيز الجبار والله ان الموقف شديد والحساب عسير.

"ها هو ذنب الروافض سعدون الزليمي لا أسعده الله يتبجح بذكر انتصاراتهم في تلعفر عن اي نصر يتكلم هؤلاء الجبناء الذين لا يجرؤ احدهم على الخروج من جحره الا وهو محتم بجنود المارينز أيظن هذا الخائن ان هدم الدور على من فيها من النساء والاطفال يعد نصرا بئس النصر والله لقد حشدوا لمعركتهم مع هذه الفئة القليلة المؤمنة التي لا يتجاوز تعدادها المئات اكثر من عشرة الاف من الجنود منهم اربعة الاف من الصليبيين وهذا ان دل فانما يدل على مقدار الخوف والهلع الذي اصاب نفوسهم وتراهم يزعمون قتل العشرات واسر المئات من العرب والافغان وهذا كله محض كذب وافتراء فالمدينة خالية من اي من المجاهدين العرب فليعرضوا هؤلاء الاسرى ان كانوا صادقين ثم يتوعد هذا الذنب الذي خان دينه وامته ورضي بان يكون مطية للصليبيين والصفويين بانه قادم هو وزبانيته نحو الانبار وراوة وسامراء ونحن نقول له ان المجاهدين بفضل الله قد اعدوا لك ولجنودك سيفا قاطعا وسما ناقعا ولتشربون باذن الله من كؤوس الموت الوانا.

"وهذا نداء لاهل السنة عامة في العراق ان هبوا من سباتكم واستيقظوا من غفلتكم فقد طال رقادكم فان رحى الحرب للقضاء على اهل السنة لم ولن تتوقف وان لم تبادورا للحاق بركب المجاهدين للدفاع عن دينكم والذب عن اعراضكم فانها والله الحسرة والندامة. فاياكم وما يروج له من خدعة الدستور والدعوات للمشاركة في الاستفتاء عليه من قبل ادعياء اهل السنة الذين خانوا الله ورسوله وباعوا دينهم بعرض من الدنيا بثمن قليل ففي الوقت الذي تنحر فيه رقاب اهل السنة في تلعفر والقائم نجد اذناب هؤلاء الخونة في اربيل يستجدون اذناب اليهود الطالباني والبرزاني لتحقيق مطالب لهم في هذا الدستور الشركي.

"هؤلاء خانوا الامة من قبل فكانوا أحد أركان المؤامرة.

"وبناء على ما سبق ذكره وبعد أن تبين للعالم أجمع حقيقة هذه المعركة ومن المستهدف الحقيقي منها فان تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين قرر ما يلي..

"اولا.. بما أن حكومة حفيد ابن العلقمي وخادم الصليب ابراهيم الجعفري قد اعلنت حربها الشاملة على اهل السنة في تلعفر ومن بعدها الرمادي والقائم وسامراء وراوة تحت ذرائع اعادة الحقوق ومحاربة الارهابيين فقد قرر التنظيم اعلان حرب شاملة على الشيعة الروافض في جميع انحاء العراق اينما وجدوا وحيثما حلوا جزاء وفاقا فمنكم كان الابتداء وانتم من بادر بالاعتداء فخذوا حذركم. فوالله لن تأخذنا بكم رأفة ولن تنالوا منا رحمة واي طائفة تريد ان تنأى بنفسها عن ضربات المجاهدين فلتبادر على جناح السرعة بالبراءة من حكومة الجعفري والا فهم في الحكم سواء وقد اعذر من أنذر.

"ثانيا من الان فصاعدا كل من يثبت انتماؤه الى الحرس الوطني او الشرطة والجيش او يثبت انه عميل او جاسوس للصليبيين فحكمه القتل وليس فحسب بل وهدم منزله او تحريقه بعد اخراج النساء والذرية منه جزاء على خيانته لدينه وامته وليكون لغيره عبرة ظاهرة وعظة زاجرة.

"ثالثا.. حاول ابو رغال الدليمي بث الفرقة والشقاق بين المجاهدين والعشائر زاعما ان شيوخ العشائر هم من طلبوا منه المجيء لانقاذهم فهذا محض كذب وافتراء فأبناء العشائر هو اهم احد ركائز الجهاد والعشائر كان لها الايادي البيضاء في نصرة الجهاد واهله. مع هذا فنحن نحذر العشائر بان كل عشيرة او حزب او جمعية يثبت تورطها وعمالتها للصليبيين واذنابهم من المرتدين ... فلنقصدنهم كما نقصد الصليبيين ولنستأصلن شأفتهم ولنفرقن شملهم. وما حل ببعض الخونة في القائم خير دليل.

"وفي الختام نقول للصليبيين والروافض الصفويين بان جريمتم وفعلكم الجبان في تلعفر لن يمرا بدون عقاب قاس باذن الله منتعالى واني اتحدى حكومة احفاء ابن العلقمي وعلى راسها الجعفري المجوسي وابو رغال الديلمي فليخرجوا من جحورهم من المنطقة الخضراء ويواجهوا كتائب المجاهدين."

شبكة النبأ المعلوماتية -االسبت 17 / ايلول/2005 -12/ شعبان/1426