من مكتبة النبأ: ديوان الشهيد الشيرازي تعبير عن الآلام والهموم

الكتاب: ديوان آية الله الشهيد السعيد الإمام السيد حسن الشيرازي (ق.س)

المؤلف المعد: حسين محمد علي الفاضلي

المعلومات: الطبعة الأولى 1426هـ - 2005م

(464) صفحة من القطع الكبير

الناشر: مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع بيروت – لبنان

 بالمشاركة مع (دار سلوني بيروت – لبنان)

 (... ربما يكون فحوى رسالة الشعر... تفهم الإسلام... وعرضهُ على حقيقته.. في ثوب عصري جميل.. يضاهي جماله جمال الإسلام.. وتواكب عصرنته حيوية الإسلام السرمدية.).

نقرأ في الـ(مقدمة) بقلم المؤلف المعدّ:

حمداً لمن خلق الإنسان فعلّمه البيان، وأقدره على أن يظهر باللسان ما أضمر في حجب الجنان، والصلاة والسلام على من أفصح بقوله ((أنا أفصح من نطق بالضاد))[1]، والقائل: ((إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا)[2]، وعلى آله الذين ملكتهم الفصاحة أزقتها، وقدمتهم البلاغة فكانوا أئمتها، وبينوا أن امتداحهم أفضل سنة بقول صادقهم (ع): (من قال فينا بيت شعر بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة)[3].

لقد بدأ الشيرازي حسن (ق.س) ينظم الشعر مبكراً بعوامل البيئة الكربلائية، وقد احتضنت منذ القديم جمهرة من كبار شعراء العربية وآدابها إلى جنب الحركة العلمية والفقهية التي تميزت بها حوزة كربلاء المقدسة وجارتها حوزة النجف الأشرف العلمية... وكان الشعر الوسيلة الوحيدة التي يعبر بها الأديب عن أفكاره ومشاعره وينفس من خلالها عن همومه وآلامه ومشاكله، فكان الشعر يعرض في كل المناسبات كالتهاني والتعازي والذكريات الدينية كمواليد ووفيات أهل البيت (ع).

وكان هذا الجو الأدبي مشجعاً للشيرازي (ق.س) وأمثاله ممن واكبوا النهضة الأدبية، ومع غلبة هذا الجو الولائي والمناسبات الاجتماعية خصوصاً في أدب العتبات المقدسة (النجف وكربلاء).

ونقرأ في حقل (الشهيد في سطور):

* ولد الإمام الشهيد السيد حسن الشيرازي (ق.س) عام (1937م) في مدينة النجف الأشرف.

* ينحدر من عائلة عريقة في العلم والسياسة والفضل، فقد كان جده السيد ميرزا حسن الشيرازي (محرّم التنباك) الذي يعود إليه الفضل في طرد الإنكليز من إيران، وجده لأمه الإمام الميرزا محمد تقي الشيرازي مفجر ثورة العشرين في العراق، واجتهد علي يد مراجع كبار.

* اتخذ من لبنان مقراً له عام (1970م) وقبل ذلك يتردد عليه كثيراً.

* أسس جماعة العلماء عام (1977م) إلى جانب تبنيه لها.

* أسس كثيراً من المؤسسات التربوية والثقافية والدينية والاجتماعية في كل من العراق وسورية ولبنان وأوروبا واستراليا وساحل العاج وسيراليون ونيجيريا وكينيا.

* دافع عن قضايا لبنان وخاصة الجنوب...

* وضع أول لبنة في تأسيس حوزة علمية دينية في السيدة زينب (ع) في سورية وذلك عام (1975م)...

* قام بزيارات إلى أفريقيا وأوروبا لأغراض الدعوة الإسلامية.

* ساهم بحجم كبير فيما يتعلق بنجاح الثورة الإسلامية في إيران، وكان على صلة وثيقة بمفجرها الإمام الخميني (ق.س) على الصعيدين السياسي والإعلامي.

* دافع وبحماس عن كافة حركات... التحرر الإسلامية...

* ألف أكثر من (80 كتاباً وكتيباً) من الكتب الفكرية والإسلامية أبرزها (تفسيره للقرآن الكريم) و(موسوعة الكلمة البالغة 19 كتاباً..).

ثم نقرأ في حقل (مراثيه) من قصيدة (ذاك الشهيد) لإبراهيم محمد جواد:

أبداً أطوف بسورهّن محرَّما               وأروح أطرق بابهن مسلّما

القي على اسماعهن قصائدي             وأذوب في ألحانها مترنما

يا هنّ أن جئتكن مسائلاً                 عن هاشمي قيل صار مكممّا

تالله ما أنا عن هواه بتائب                مهما يكن بحر الهوى متلاطما

وكذلك نقرأ من (ديوان آية الله الشهيد السعيد الإمام السيد حسن الشيرازي) ضمن قصيدة (بقية الله):

آل طه عطية الله            وقضاهم قضيّة الله

وهو في نوره ابتدأهم.. فآل           الله هم.. هم وصيّة الله

فهو الله لا إله سواهُ                وسواهم برية الله

إن يكن آدمٌ بقية طينٍ              آل طه بقية الله

ومما نقرأ من قصيدة له بعنوان (علاقة الكون بالإنسان) وهي (من إشراقات سورة الشمس):

شرب البدر من وراء ضحاها           فارتدى معطف الغوى.. وتلاها

وأشرابّ النهار يسأل عنها             كل درب.. وكل من جلاّها

ويجسّ الظلام نبضاً.. فنبضاً..         ليرى من هو الذي يغشاها؟

ليست الأرض للكسالى سريراً        بل بساطاً على الرياح طحاها

تلك أسطورة الأساطير، هل تعـ           ـلم: من سنّها؟ وما سواّها؟

ولماذا هذه المعاناة بالشرّ؟                  وما يجتنيه من تقواها؟

وضمن قصيدة (صراع الجاذبيات) نقرأ:

يا ظلام الصبح في ليل بهيم!

يا شعاع الليل في صُبح بسيم!

حرر الأرقام من نوم النديم

وانبش الحرف عن السر العظيم

واخطف النجم من الرجم الأثيم

وارجم الغواص عنه في الصميم

وخلاياك انتفاضات سديم.

وفي قصيدة له بعنوان (حرية السيدات) نقرأ:

أفيقي من السكرة الغادرة               ولا تتبعي الفكرة الفاجرة

قذفت حجابك خلف الدروب          ودست فضيلتك العاثرة

فيا نعجةً غازلتها الذئاب                لتبقي لها طعمةً حاضرة!

ويا طفلة تعركين الرجال               كالفأر.. والقطط الكاسرة!


1- كشف الخفاء ومزيل الإلباس: إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي المتوفي: 1162هـ، الطبعة الثانية 1418هـ، دار الكتب العلمية، بيروت ج1 ص200.

2- من لا يحضره الفقيه: الشيخ الصدوق المتوفى: 381هـ، تحقيق علي أكبر الغفاري، الطبعة الثانية (1414هـ) جامعة المدرسين، قم المقدسة، ج4، ص 379.

3- وسائل الشيعة: الحر العاملي (المتوفي: 1104هـ) تحقيق: الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي دار إحياء التراث العربي، بيروت – ج10 ص467.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس15 / ايلول/2005 -10/ شعبان/1426