اصدارات جديدة: الحسين (ع) والوهابية

الكتاب: الحسين (ع) والوهابية

دراسة تحليلية لأخلاقيات الإمام الحسين (ع) وعقائد ومواقف الوهابية

المؤلف: جلال معاش

المعلومات: الطبعة الأولى 1425هـ 2005م

(585) صفحة من القطع الكبير

الناشر: دار القارئ للطباعة والنشر والتوزيع بيروت – لبنان.

نقرأ في عنوان (تقديم) لـ(مؤسسة الإمامة) هذه السطور:

مازال الإمام الحسين (ع) يحببنا بالإسلام، وبدعوة جده المصطفى (ص)...

والإمام الشهيد أبو عبد الله الحسين (ع) نهض ليأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، وإصلاح ما أفسده صبيان بني أمية وزبانيتهم...

يا دعاة الكفر لجميع الطوائق الإسلامية، أتقوا الله في الأمة!! فإن عملكم هذا ليس من الدين الإسلامي في شيء، لأن الدين المعاملة بالمثل، والجدل بالتي هي أحسن، لقد ابتدعتم ديناً جديداً لا يقدس حتى رسولنا المصطفى (ص).

أتقوا الله بالعباد والبلاد..

ونقرأ من عنوان (المقدمة) هذه الكلمات:

الحمد لله على الإيمان، والحمد لله على الإسلام... والحمد لله على القرآن، والحمد لله الذي منَّ علينا بمحمد وآله الكرام (صلوات الله عليهم أجمعين).

في صبيحة العاشر من المحرم عام 1425هـ، وأنا أحُيي مقتل الإمام الحسين بن علي (ع) أخبروني بالفاجعة التي حصلت على أرض كربلاء، نظرت الى التلفاز وتسمرت أمام الفضائيات والعيون عبرى والصدور حرى وكأن في العين قذى، وفي الحلق شجى على ما جرى في كربلاء، وبقية الدولة الإسلامية ومساجد شيعة أهل البيت الأطهار (ع).

فكرّت وتدبرت وتأملت في هذه المصائب التي تتوالى علينا من كل ناحية، فرأيت أن الأزمة التي تعاني منها هي: أزمة أخلاقية وحقوقية أكثر من أي شيء آخر.

نعم.. أن أزمة عالمنا المعاصر اليوم حسب ما شخصه العلماء المختصون:

1- أزمة أخلاقية: لأن حضارتنا اليوم بلا أخلاق، بل صارت المفردات الأخلاقية هي عبارة عن رذائل في قاموس الحضاريين من الغرب إلى الشرق، كالشرف والكرامة والحياء والعفة وغيرها...

2- أزمة حقوقية: رغم أن العالم المستكبر ينادي ويدير العالم تحت شعار (حقوق الإنسان) إلا أنهم يعتبرون حقوقهم وحدهم ولا حق لأحد غيرهم، لأنهم الأقوياء وأصحاب النادي النووي في العالم، وأما العالم فلا حق له إلا أن ينفذ ما يملى عليه من أولئك الطغاة.

اهتديت الى فكرة... أن أجري شبه مقارنة بل مفارقة ما بين المناقب الحسينية... وبين المواقف والأعمال الوهابية التي أصبحت اللغة المعاصرة للأمة الإسلامية، بسبب ما فيها من جمود وتحجر وجحود وتعصب.

فهي... تصنّف الأمة الإسلامية ما بين كافر ومشرك مستوجبين القتل والتنكيل واستباحة الدماء والأعراض والأموال، لا لذنب اقترفوه إلا لأنهم تمسكوا بالقرآن، وسنة الرسول الأعظم (ص) وأهل بيته الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين)..

ومما نقرأ في الباب الأول (الأخلاق الحسينية) وتحت العنوان الفرعي (فهم الأخلاق) هذه التذكيرات المعرّفة والمعروفة:

... الوجود الأخلاقي معطي نفسي، اجتماعي قيمي، يشتمل على الوقائع اللازمة في كل مجتمع إنساني مما يتصل بالسلوك.

و... أما ينبوع السلوك الأخلاقي... وجد ... أنه ينبع من النفس أو الشعور، وأطلق... على هذا الينبوع اسم الوجدان أو الضمير أو الحس الأخلاقي.

.... أنه صوت نبيل يدعو الى الخير...

وكذلك نقرأ في الفصل الثاني (الأخلاق الحسينية) هذه الكلمات:

... كان الإمام الحسين (ع) نبع فضائل وفيض كمائل إنسانية، ينتصب علماً للهدى ومناراً للإسلام والإيمان...

إننا نريد أن نتحدث عن أبي الأحرار الإمام الحسين (ع) لنتعلم منه أصول التربية الإسلامية، ونرى أين نحن المسلمون في هذا العصر من ذاك كله لاسيما دعاة التكفير وحاملوا لواء الخوارج في هذا العصر الخطير، الذي يرون لأنفسهم دنيا خاصاً لا أحد من المسلمين يشاركهم فيه. فيكفّرون الأمة الإسلامية برمتها، ويتعاملون معها بأخلاقيات شاذة ما أنزل اله بها من سلطان أقلها استباحة الدم، والعرض، والمال، بفتوى أشبه شيء بالجنون والهذيان.

ومما نقرأ في الباب الثاني (مواقف الوهابية) ضمن عنوان تمهيد فقرة (حديث البدعة) هذه النصوص:

لقد روت كتب الحديث أنه (صلوات الله عليه وآله وسلم) قال: ((إن على كل حقيقة نوراً... إن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار))[1].

البدعة: هي إحداث شيء ليس من الدين، وإلصاقه بالدين والتعبد به، أو دعوة الناس إلى التعبد به.. وفي الحديث الشريف: (من سمع ناطقاً فقد عبده، فإن كان الناطق من عند الله فقد عبد الله، وإن كان من عند الشيطان فقد عبد الشيطان)[2].

ومما نقرأ أيضاً في الفصل الأول (وقفة عقائدية) هذه الإشارات:

تلك كانت مقدمة موجزة عن الوهابية السلفية بحيث لا يمكن للباحث أن يتجاهلها إذا اراد أن يكتب عن تلك الجماعة من الناس... لاسيما وأن عقائدهم استشرت وطرائقهم تفشت في الأمة كالنار في الهشيم إذا رافقته رياح قوية...

فالرياح جاءت عن السياسة وبعض الدول التي تبعث تلك الأفكار الضالة المضلة، راحت تضع الأموال الطائلة في سبيل الدعوة لأفكار محمد بن عبد الوهاب، للانقلاب على دين رسول الله محمد بن عبد الله (ص)، ولكن كانوا كما يحدثنا ربنا عن أهل جهنم والعياذ بالله (كلما دخلت أمة لعنت أختها)[3].

وفي متن عنوان (عقيدة الوهابية في التوحيد) نقرأ هذا المعنى المختصر:

إن الوهابية كفّرت الأمة بسبب التوحيد وهم أبعد ما يكون عن التوحيد، لأن لهم توحيداً مخترعاً... ومن لا يقول بتوحيدهم كافر، مشرك، حلال الدم والمال والعرض.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 14 / ايلول/2005 -9/ شعبان/1426