اعصار كاترينا يكشف البنى العنصرية للولايات المتحدة

أظهر استطلاع أجرته CNN بالتعاون مع صحيفة USA Today ومعهد Gallup تباينا في تقييم تعامل الإدارة الأمريكية مع إعصار كاترينا، عاكسا أساسا عنصريا في وجهات النظر.

وأظهر الاستطلاع أنّ ستّة من كلّ 10 سود يعتبرون أنّ الحكومة الفيدرالية كانت بطيئة في عمليات الإغاثة لأنّ غالبية السكان في لويزيانا من السود، في الوقت الذي لم يوافقهم على هذا الرأي سوى شخص واحد من كلّ ثمانية بيض.

كما كانت الأعداد مماثلة بخصوص ما إذا كانت عمليات الإغاثة بطيئة بسبب فقر الضحايا، حيث رأى 63 بالمائة من السود و21 بالمائة من البيض أنّ البطء يعود إلى فقر السكان في المنطقة المنكوبة.

وللاستطلاع، الذي شمل 848 شخصا أبيض و262 شخصا أسود في الفترة الفاصلة بين 8 و11 سبتمبر/أيلول، هامش خطأ بستّ نقاط مائوية.

وفي استطلاع منفصل، قالت أغلبية المستجوبين إنّها لا توافق تعامل الرئيس جورج بوش مع الكارثة.

وقبل الإعلان عن نتائج الاستطلاعين كان بوش قد نفى أي طابع عنصري في التعامل مع الأزمة، قائلا إنّ "كاترينا لم يكن عنصريا والإغاثة لن تكون كذلك."(التفاصيل).

غير أنّ الاستطلاع يظهر أنّ السود يلومون بوش، فيما يعتقد 37 بالمائة منهم أنّ رئيسهم هو الذي يستحقّ الجانب الأكبر من اللوم.

ويلوم 11 بالمائة من السود عمدة المدنية راي ناجين فيما توجّه 15 بالمائة منهم باللوم على الأهالي أنفسهم، فيما قال 27 بالمائة إنّهم لا يلومون أحدا.

ومن ضمن البيض، نحى 29 بالمائة باللوم على العمدة راي ناجين و27 بالمائة على سكان المنطقة أنفسهم و15 بالمائة لاموا بوش و24 بالمائة لم يلموا أحدا.

ورأى 51 بالمائة من البيض أنّ العوامل البيروقراطية شكّلت عائقا أمام عمليات الإغاثة أكثر من الحاجات الداخلية للولاية، وهو عكس ما رآه السود الذين يعتقد 56 بالمائة منهم أنّ افتقار الولاية لبنية أساسية ملائمة من العوائق.

وكان السود أكثر غضبا من البيض إزاء تعامل الحكومة مع الكارثة، وذلك بنسبة 76 بالمائة مقابل 60 بالمائة لدى البيض.

كما من ضمن السود، رأى 15 بالمائة فقط منهم أنّ بوش قام بعمل جيد في الأيام الأولى للكارثة، و36 بالمائة منهم رأوا أنّه قام بعمل جيد في الأيام الأخيرة.

وكان الرقم لدى البيض 49 بالمائة بالنسبة إلى الأيام الأولى و63 بالمائة بالنسبة إلى الأيام الأخيرة.

وردا على سؤال يتعلق بما إذا كان بوش يهتمّ بالسود، رأى 67 بالمائة من البيض أنّ رئيسهم يقوم بذلك فعلا فيما وافق على هذا الرأي 21 بالمائة فقط من السود.

وعلى صعيد الاهتمام بالكارثة في حدّ ذاته، أظهر الاستطلاع أنّ 71 بالمائة من السود يعيرون اهتماما بالغا بها مقابل 56 بالمائة لدى السود.

وبخصوص عمليات النهب التي شهدتها المدينة في الأيام الأولى للكارثة، قال نصف البيض إنّ من قام بذلك مجرمون، فيما لم يوافق على ذلك سوى 16 بالمائة من السود، فيما رأى 77 بالمائة من السود أيضا أنّ أولئك كانوا فقط أشخاصا يائسين يحاولون البحث عن طريقة للنجاة.

ويقول بول كينيدي المؤرخ الامريكي: أن هذا الانقسام موجود، وأن الفجوة في الدخل بين البيض والسود تتسع، وأن السود هم أكثر من يعانون من ذلك، إلى درجة تجعلني أقول إن كفاح جميع الليبراليين في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ومنهم مارتن لوثر كنج، قد انتهى إلى نتيجة مخيبة للآمال في نهاية المطاف.

واضاف بول كندي: ما فعلته تلك الكارثة هي أنها عززت هذا الرأي. فرؤية عشرات الآلاف من الأميركيين من السود الفقراء، وهم عالقون في الأماكن التي ضربها الإعصار، لأنهم لا يملكون سيارات، أولا يمتلكون مالاً، يمكن أن يستخدموه في الانتقال قبل أن تدهمهم العاصفة، وكذلك رؤية صور اليأس، وانهيار النسيج الاجتماعي الهش، كان كله أمراً يمزق نياط القلب، وسببا يدعونا إلى الغضب تجاه حقائق عدم المساواة السائدة في هذا المجتمع.

لقد كان إعصار كاترينا كارثة وطنية، ولكن ما حدث في الواقع هو أنه ضرب الأميركيين بشكل غير متساو، وحسب وضعهم في السلم الاجتماعي للأسف.

إن المحافظين يحبون دائماً أن يكرروا مقولة "إن المد المرتفع يرفع جميع القوارب"، ولكن المد المرتفع الذي غمر "نيوأورليانز" لم يفعل ذلك، بل إنه أغرق في الحقيقة العديد من القوارب الأكثر هشاشة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 14 / ايلول/2005 -9/ شعبان/1426