s

 
 

بدء طباعة وثيقة الدستور العراقي ومواقف سرية وعلنية للجامعة العربية والخليجيون يدعون العراقيين للحفاظ على هوية العراق العربية والاسلامية

قال نائب بارز من أعضاء لجنة صياغة الدستور العراقي يوم الثلاثاء ان المحادثات الاخيرة بين الزعماء العراقيين بشأن مسودة الدستور الجديد انتهت دون إجراء أي تعديل للصياغة وان طبع المسودة سيبدأ يوم الخميس.

وقال النائب بهاء الاعرجي لرويترز "انتهت المحادثات. لم نتوصل لاي اتفاق على ادخال تغييرات على المسودة وستطبع بالشكل الذي قرئت به أمام الجمعية الوطنية الاسبوع الماضي."

وأضاف "لن تجرى تغييرات."

وقال ان خمسة ملايين نسخة من مسودة الدستور سيبدأ طبعها اعتبارا من يوم الخميس.

واقر البرلمان الذي يغلب الشيعة والاكراد على اعضائه مسودة الدستور في 28 اغسطس آب رغم معارضة بعض السنة وكان من المفترض أن تسلم إلى المطابع الاسبوع الماضي تمهيدا لتوزيعها على الناخبين.

لكن محادثات غير رسمية بين الفصائل المختلف لمحاولة ارضاء السنة بادخال بعض التعديلات البسيطة على الصياغة تسببت في تأجيل الطباعة.

وقال بعض زعماء السنة إنهم سينظمون حملة لدعوة الناخبين إلى رفض الدستور في الاستفتاء الذي سيجرى عليه إذا لم تعدل بعض البنود في المسودة.

واعرب صالح المطلك وهو أحد كبار مفاوضي العرب السنة في تصريح لرويترز عن اسفه لاتخاذ هذا القرار رغم ما سيترتب عليه إذا أقر مشروع الدستور بصيغته الحالية.

وقال إنه إذا أقر الدستور في الاستفتاء فسيقول العراقيون الذين يرفضونه أن النتيجة زورت وسيكون الموقف سيئا على الصعيد السياسي وقد يخرج الموقف الامني عن السيطرة وإذا رفض الدستور باغلبية الثلثين في ثلاث محافظات فسيزيد التوتر الطائفي. واضاف أن هذا القرار يخلو من الحكمة.

واذا رفض الدستور باغلبية الثلثين في ثلاث من المحافظات العراقية البالغ عددها 18 محافظة فسيعتبر مرفوضا وتبدأ عملية الصياغة مرة أخرى بعد انتخاب برلمان جديد مؤقت في ديسمبر كانون الاول القادم. أما إذا وافق الناخبون على الدستور فستجرى الانتخابات في ديسمبر كانون الأول لانتخاب برلمان لفترة تشريعية كاملة.

ويتخوف السنة من اقتراحات طرحها الاكراد والشيعة تتعلق بعدم مركزية السلطة وباهتمام الاكراد بالابقاء على خيار الانفصال للمنطقة التي يتمتعون فيها بالحكم الذاتي في شمال العراق.

من جهته كشف الرئيس العراقي جلال طالباني عن ان هناك مواقف سرية وعلنية للجامعة العربية ازاء مسودة الدستور.

واوضح طالباني خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لمجلس الرئاسة ببغداد العاصمة قائلا "اننا اتفقنا عبر المكالمات الهاتفية على صيغة معينة ترضي الجامعة العربية" معربا في الوقت نفسه "عن اسفه للتصريحات العلنية بشان مسودة الدستور رغم إدراج النص الذي تفضل به السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية".

وذكر انه تم ادراج نص يقول "ان العراق عضو مؤسس للجامعة العربية ويلتزم بمواثيقها".

كما نفى الرئيس العراقي جلال طالباني إجراء أي تعديلات اخرى في مسودة الدستور مشددا بقوله "ليس هناك تعديلات في مسودة الدستور".

وكانت مواقف عراقية وعربية متباينة اثيرت في الاونة الاخيرة ازاء عدم تضمين الدستور العراقي نصا ثابتا حول عروبة العراق وكونه عضو في الجامعة العربية والاكتفاء بالاشارة الى ان "العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب. وهو جزء من العالم الاسلامي. والشعب العربي فيه جزء من الامة العربية" وهو ما ورد نصا في المادة الثالثة من باب المبادئ الاساسية في الدستور العراقي.

وعن زيارة وفد يمثل العرب السنة إلى كردستان العراق رحب الرئيس العراقي بزيارة السنة العرب قائلا "نحن في كردستان نرحب بالإخوة العرب من السنة والشيعة ونحاول إن نلعب دورا مهما لتوضيح بعض النقاط".

واضاف "إن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني أكد للعرب السنة إن مسودة الدستور المقدمة إلى الجمعية الوطنية فيها جوانب مشرقة وإذا كانت هناك نواقص فهذا لا يبرر مقاطعتهم للعملية الدستورية والسياسية" ماضيا الى القول "ان البارزاني اوضح لهم انه لاجدوى من المقاطعة وحثهم على ضرورة المشاركة وتجنب الأخطاء السابقة التي وقعوا فيها من خلال مقاطعة الانتخابات الماضية".

يذكر ان وفدا من العرب السنة يزور اقليم كردستان العراق لغرض التوصل الى حلول بشان ضمان مشاركة اكثر فاعلية في العملية الدستورية والسياسية ويضم الوفد مجموعة من اعضاء ال15 من بينهم د.صلح المطلك.

وقال الرئيس العراقي "إن التحالف الوطني الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد قدما تنازلات مهمة وأبديا مرونة في سبيل حثهم (العرب السنة) على المشاركة وإدخال مطالبهم على إن تكون الأخيرة" مؤكدا ان بقاء سلسلة المطالب لا يؤدي إلى نتيجه.

بدوره دعا المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي في ختام اعمال دورته العادية ليلة الثلاثاء الاربعاء في جدة العراقيين الى توحيد كلمتهم والحفاظ على هوية العراق "العربية والاسلامية".

ودعت كل من السعودية والامارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين الاعضاء في المجلس في بيانها الختامي الذي نشر فجر الاربعاء "الى ان تتوحد كلمة ابناء الشعب العراقي لتحقيق ما يصبو اليه من امن واستقرار ورخاء تؤدي الى وحدة ترابه الوطني والتأكيد على هويته العربية والاسلامية واعادته عضوا فعالا في امته".

واكد المجلس دعمه "اشراك كافة اطياف الشعب العراقي في العملية السياسية تجنبا لما قد يترتب على عدم تحقيق ذلك من نتائج سلبية على وحدة العراق واستقلاله وسيادته".

وكان مسؤول خليجي طلب عدم كشف هويته قال لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان دول مجلس التعاون "لا تشعر بارتياح لبعض الغموض الذي ورد في شأن الهوية العربية والاسلامية للعراق" مشيرا الى ان هذه الدول "تأمل ايضاحا في هذا الشأن".

وتنص مسودة الدستور العراقي التي ستطرح على الاستفتاء العام في 15 تشرين الاول/اكتوبر على ان "الشعب العربي في العراق هو جزء من الامة العربية" في حين يطالب العرب السنة في العراق بالتأكيد على ان العراق كله ارضا وشعبا جزء من الامة العربية.

وقال وزير خارجية البحرين الشيخ محمد بن مبارك ال خليفة الذي ترأس الاجتماع ان دول مجلس التعاون تعتبر "العراق دولة عربية مؤسسة للجامعة العربية".

واضاف خلال مؤتمر صحافي "ما يجري الان في العراق يعتبر من اختصاص الشعب العراقي ونحن ندعم اي توجه يصون استقلال العراق ووحدته".

وقال ان "الدستور العراقي لا يزال مطروحا للنقاش داخل العراق وان ما يهم دول المجلس هو ان يبقى العراق موحدا (..) وان تجري الامور السياسية بشكل منظم ويساهم فيها جميع فئات الشعب العراقي" مشيرا الى ان الوفد العراقي الى الاجتماع الوزاري للجامعة العربية الخميس والجمعة في القاهرة سوف يطلع المجلس على "الموقف العراقي بشأن هذا الموضوع وما تم التوصل اليه في العراق".

وكان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى طالب الحكومة العراقية بايضاح حول النص الوارد في مشروع الدستور العراقي حول هوية العراق معتبرا ذلك "خطيرا للغاية".

الا ان الرئيس العراقي جلال طالباني نفى عزم بلاده الابتعاد عن جامعة الدول العربية مشيرا الى ان احدى المواد في الدستور العراقي الجديد تهدف الى الاخذ بالاعتبار تكوين السكان في البلاد وخاصة الاقلية الكردية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 8 / ايلول/2005 - 3 / شعبان/1426