عشقناك والحبُّ المجردِ ُيورد*** وكل احتفال بالمجرة يشهد
وإنك رب العشق مذ أزل الدنا ***تناهيت حول العرش للعشق توقد
وانك رب العشق في نفس الهوى *** وغيرك لا معشوق بالقلب يرقد
فيا علة الإيجاد والعشق هل ترى *** أفي فهم معنى الذات والعشق منشد؟
وهذا صباح الشوق مذ لاح بوحه*** رآك له أهلا فوافاك يسجد
حباك ألهُ العرش بالعشق نفحة *** فكنت رسول العشق تعلو وتصعد
لترسو بك العشاق في كل رعشة *** تزوّد منك الروح والقلب تقصد
فصرت حسين الروح للروح جنة *** تذوب بها العشاق للحب ترصد
نبي لبعث الذات صرت مخلدا *** فأنت رسول الله صرت تجسد
وأنت حسين العشق من نور أحمد *** بمالك يوم الدين إياك نعبد
إمام براك الله نورا مجددا *** سفير بكل الدهر تهدي وترشد
وقد خصك المعبود سبط محمد *** فأنت له ابن وأنت له يد
وأنت له نهج يغيض ضلالة *** وأنت له فكر إلى الظلم يخمد
تعاليت رب العشق أي مكانة *** لك في الضمير الحي بالحق تخلد
فمنك عرفناك وبان لنا الهدى *** ومنك عرفنا الله والله يشهد
ومنك رسول الله قد قال قبلها *** إلى كف هذا السبط ُينمى محمد
فيا لك من وتر تعاليت طاهرا*** لفاطمة الزهراء والنور موعد
وحيدرٌ الكرار غذاك روعة *** فكنت له بين المطيعين فرقد
وكنت إلى الباري يدا مستضيئة *** على رأسها تاج الكرامة يعقد
يتوق لها قلبٌ تعمد للهدى *** وجاحدها لله لا شك يجحد
وقد نقضت عهد النبي عصابة *** إلى المنهج المنصوص باتت تفند
وقامت عليها بعد أن غاب نورها *** تشكك بالكرار والحقد أسود
ُتناهبُ حقا كان لله قائما *** وعاثوا بحكم للحقيقة يوأد
فلما انتهى عصر تمرد وانطوى ***تلاقفها بغي إلى الدين يطرد
وورثها الطاغوت والشرك عنوة *** وبدرية الأحقاد تطفو وتزبد
وقد صار دين الله للظلم ملعبا *** يلبي غوى الشيطان للكفر ملحد
أتيت ونهر الدم طوفان ثورة *** لها الشبه الوضاح بالحق ترعد
وإن قطار الدم إشعاع جذوة *** يفجر وعي الله والكفر يحصد
فقمت لتبقي الدين بالدم شرعة *** بأسرع ما للدين لله يحمد
وصلت حبال الدم بالعز وصلة *** وهيهات وصل الذل بالدم يعقد
لندرك أن الدم قرآن مرسل *** يثور على الطغيان والبغي يلحد
وكنت رحيب الصدر في خير عصبة *** تفانوا بذاك العشق حبا وافردوا
لك الحب لا معشوق بالحب يفتدى *** سواك وذاك العشق لله جردوا
فأقررت لله اللطيف بأنه *** حكيم له في كل أمر سؤدد
كذلك تجري حكمة الله في الورى****بها الله قد جاء و جاء محمد
فثرت لنصر الدين في الطف مفردا*** إلى الله بالدم الخضيب توحد
وآثرت قطع النحر عن طلب المنى *** وفرط الظما والحر والحرب يشهدوا
وذلك فضل الله يؤتيه من يشا*** على كلى ذي فضل لك الدم يصعد
فحلت بجيد الدهر ساطعة الرؤى *** بأن انتصار الدم لله موعد
فلولاك ما كنا إلى الله عبّدا *** وما كان شيء في الشريعة يوجد
ويكفي من التنزيل في كل آية *** بأنك ثار الله للرسل تسعد
لتبقى عشيق الذات ذات محمد ***وسيف علي الحق بالحق مشهد
لتبقى بتلك الذات قبلة كل ذي *** منيب لتلك الذات بالطف يحمد
متى ما دعوا فيك استجيب دعاؤهم*** وقد أمروا أن يسألوا ويمجدوا
فهبوا وقلب العشق مصباح مهجة *** يضيء وقلب الكفر بالغل مكمد
تفانوا بتلك الذات في كل فلدة *** إليك تعيد الوصل والوصل مجهد
ورغم عتاة البغي والقتل لم يكن *** لذاك الوصال الحق إلا يجددوا
لتشدو بك الأرواح في كل بقعة ***وكل بقاع الأرض للطف تسجد
كما وعد الرحمن بالآي سجدا *** فان بذاك الطف لله موعد
عليك سلام الله يا دوحة الهدى *** إليك حديث المجد ِ والعزِّ ُيسند
شعبان 1426هـ
|