ربما يكون جالون البنزين سجل أسعارا قياسية في الولايات المتحدة
ولكن سائقي السيارات في جاكسون بولاية المسيسيبي يلحون لشرائه من محطات
البنزين.
جلس جون أوليفر (27 سنة) ثماني ساعات في شاحنته قبالة محطة بنزين
خاوية يتلهف لدفع 3.20 دولار ثمنا للجالون ويقول "لا يمكن ان أعمل دونه.
لا يمكن أن أعيش دونه."
وعلى طول مئات الاميال في الجنوب الامريكي الذي أصابه الشلل من جراء
الدمار الذي سببه الإعصار كاترينا لا يجد السائقون بنزينا لسيارتهم في
أسوأ أزمة وقود في السنوات الاخيرة.
ويحرق السائقون القليل من الوقود الشحيح المتبقي لديهم ثم يبحثون عن
المزيد منه ويتنقلون من محطة الى أخرى لساعات او يصطفون على جانب الطرق
المحيطة بها على أمل ظهور ناقلة بنزين تعيد الحياة الى المضخات.
وفي جاكسون احاطت محطات البنزين المضخات بشريط اصفر او وضعت براميل
او حواجز لمنع دخول السيارات الى المحطة. وفي كل مكان علقت لافتات كتب
عليها "لا يوجد بنزين هنا".
ويقول تشاد كريستيان مدير مركز بيلوت للسفريات وهو موقف ايضا لتزويد
الشاحنات بالوقود في جاكسون "اذا فتحنا الابواب فسيكون بمثابة فتح
ابواب الجحيم تصطف السيارات لمسافة اربعة اميال من جهة واربعة اميال من
الجهة الاخرى."
ووصلت ازمة الوقود في جاكسون الى حد دفع الناس لوضع خطط مفصلة للبحث
عنه والاستعانة بالاصدقاء لوضع استراتيجيات للوصول اليه والجلوس طوال
الليل في سيارتهم. وقد ساعد ذلك على انتشار الشائعات...
يقول سائق "سمعت ان محطة بيلوت على الجانب الاخر من المدينة مفتوحة
وينتظرون هناك منذ خمس ساعات بالفعل." وقال اخر "يوجد بنزين هنا ولكن
لا يريدون بيعه."
ويقول مايك جويلوت وهو مدير متجر في جاكسون امضي يوما كاملا في
البحث عن الوقود بلا جدوى "ذهبت الى (محطة) وول مارت وانتظرت لمدة ثلاث
ساعات وحين انتعشت امالى ولم يكن امامي سوى عشر سيارات فقط خرج رجل
وهتف (انتهت الحفلة. نفد الغاز). شعرت بالضيق هذا اقل ما يقال."
ولم تجد رحلاته لست محطات اخرى وفي النهاية توقف ام محطة بيلوت وبعد
مرور ثمانية ساعات لم يحصل على شيء.
وحين انتصف الليل اكد عزمه البقاء حتى يحصل على بنزين قائلا "انا في
مهمة. قال لي المدير (لا تقلق واصبر حين يخف الازدحام سنبدا في ضخ
البنزين)."
غير ان المدير تشاد كريستيان سخر من الفكرة وقال "نحن هنا لبيع
البنزين اذا كان هناك بنزين سوف نضخه."
غير انه يحتفظ ببعض الاحتياطي. فمن حين الى اخر يتجاوز سائق سيارة
الحواجز ويحصل على بنزين. ويسأله احدهم كيف تسنى له ذلك فيجيب السائق
"شرطة".
وعند مدخل المحطة يلوح رجل لابعاد سائقي السيارات وحين يسأل احد
السائقين "متى ستحصلون على غاز" يجيبه "الثامنة والعاشرة من صباح
الغد".
ويحصل السائق التالي الذي يطرح نفس السؤال على اجابة مختلفة
"السادسة و45 دقيقة صباحا. وبعد دقائق قليلة يجيب على السؤال ذاته
قائلا "ليس لدي فكرة".
ولا يعرف معظم مديري محطات البنزين متى ستخف حدة الازمة الناجمة
جزئيا عن توقف خطوط الامداد في نيو اورليانز وعلى طول الساحل الذي ضربه
الاعصار.
ويقول كريستيان "افضل وسيلة للحصول على بنزين هنا ان تتناول احدى
شطائرنا." |