نساء الصين مأسيهن لم تنته بعد

احتفلت الصين يوم الاربعاء بما أحرزته من تقدم في السعي للمساواة بين الجنسين وهو هدف ارساه ماو تسي تونج حينما قال عبارته الشهيرة "النساء يرفعن نصف السماء" ولكنها سلمت بأن الملايين منهن مازلن يعشن في فقر مدقع.

وأصدر مكتب المتحدث باسم مجلس الوزراء الصيني كتابا ابيض ( تقريرا حكوميا رسميا) خاصا بالمساواة بين الجنسين يقول ان عدد الفقراء في المناطق الريفية ومعظمهم من النساء انخفض ليصبح 26.1 مليون العام الماضي بعد ان كان 80 مليونا عام 1994.

وجاء في الكتاب ان الحكومة بدأت برامج للتخفيف من الفقر لمساعدة النساء ومن بين هذه البرامج فتح حسابات ائتمانية لبدء مشروعاتهن الخاصة وتقديم تخفيضات واعفاءات من الضرائب بالاضافة الى تدريبات عملية.

وجاء في التقرير المكون من 38 صفحة "ولكن الموروثات التي عفا عليها الزمن والتقاليد الخاصة بعدم المساواة بين الرجل والمرأة الموروثة من تاريخ وثقافة الصين لم تمح بالكامل بعد. وحقوق ومصالح المرأة يتم تجاهلها حتى الان بدرجات متفاوتة في بعض الاماكن."

ففي الصين القديمة كان من المعتاد التمييز ضد المرأة في مجتمع يتحكم فيه الذكور وكن محرومات من التعليم ولم يكن لديهن الحق في اختيار شريك حياتهن.

كانت اقدامهن تجبرهن على البقاء في المنزل واشباع رغبات الرجال الجنسية وهي عادة بدأت في الاندثار في اوائل القرن العشرين واختفت تماما حينما وصل الشيوعيون الى السلطة عام 1949.

وقال الكتاب الابيض انه مازال هناك "عدم توازن واضح في تطور النساء في مناطق وجماعات مختلفة وفي المكانة الاجتماعية" في اشارة الى الفارق الكبير في الثروة بين الاقاليم الشرقية الساحلية والمناطق الداخلية الغربية.

واضاف ان معدل وفيات النساء اثناء الولادة انخفض ليصبح 48.3 حالة وفاة لكل 100 الف امرأة العام الماضي بعد ان كان 61.9 حالة لكل 100 الف عام 1995.

ولكن الانتحار يبقى سببا بارزا للوفيات بين النساء خاصة في الريف. واظهرت ارقام وسائل الاعلام الحكومية عام 2002 ان 250 الف امرأة صينية ينتحرن كل عام وهو رقم يزيد بنسبة 25 بالمئة عن معدل الانتحار لدى الرجال.

واضاف التقرير ان معدل الامية بين النساء في الريف في سن 15 عاما وما فوق وصل الى 16.9 بالمئة العام الماضي منخفضا بنسبة 10.5 نقطة مئوية عن عام 1995.

وخصصت الحكومة 139.4 مليار يوان (17.2 مليار دولار) للتعليم الالزامي للاطفال في عام 2004 أي مثلي المبلغ المخصص في عام 1995.

كما سنت الصين ايضا تشريعا يجرم العنف الاسري ضد المرأة ولكن الاختطاف والاتجار في النساء والاطفال مازال شبحا يهدد البلاد.

وذكرت وسائل الاعلام الاسبوع الماضي انه خلال السنوات الاربع الماضية ضبطت الشرطة الصينية نحو 25 الف حالة اتجار في النساء والاطفال وانقذت اكثر من 50 الف امرأة وطفل ولكنها لم تذكر أرقاما اجمالية عن مثل هذه الجرائم.

وأشاد التقرير ايضا بدور المرأة في الحكومة قائلا ان نحو 20 بالمئة من اعضاء البرلمان من النساء. وينتمي الى الحزب الشيوعي الصيني نحو 12.96 مليون امرأة يمثلن 18.6 بالمئة من اجمالي اعضاء الحزب وهو رقم اعلى بنسبة ثلاث نقاط مئوية عن عام 1995.

وقالت جو شيوليان رئيس اتحاد نساء كل الصين للصحفيين يوم الاربعاء "تحتل تسع سيدات مناصب قيادية عالية في الحزب والحكومة الوطنية."

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 25/ اب/2005 -19/ رجب/1426