كيف نواجه الطائفية؟

الشيخ علي عبد الحسين كمونة*

أن التغاضي عن واقع الطائفية المزري في العراق يعني تعريض مصير الوطن للخطر مما يتطلب منا الوقوف موقف صلب للتصدي لهذا  المرض ، وأول خطوة لعلاج هذا المرض هو الإقرار بوجوده ، ومن ثم نبدأ رحلة علاجه كخطوة لاحقة للاعتراف بوجوده ، والعلاج المنطقي لا يتجلى إلا بالمساواة في الحقوق ثم إيفاء تلك الحقوق لأصحابها من الأقليات و الأكثرية .

أما الإغماض و الاستحياء من طرح الواقعيات المتجذرة في هذا الوطن ، فانه يفتح الطريق واسع أمام بعض المجاميع من دعاة الطائفية التي خرجت من الباب أو بالاحرى هربت من المواجهة بعد انهيار النظام السابق وتحاول الآن أن تدخل من منافذ الديمقراطية التي فتحت مع هبوب نسائم الحرية على العراق ، خصوصا إذا علمنا إن هناك دعم مالي ومعنوي من العديد من الدول العربية و الإسلامية وهناك قدرة تنظيمية لهذه المجموعة إضافة لوجود جذر تاريخي للطائفية في العراق كل هذا يساعدها على الاستمرار في تنفيذ مخططاتها الطائفية في العراق . 

 إن ألازمات الكبيرة والمستعصية لا تعالج بقرار سياسي بل لابد من علاج حضاري شامل يتحمل الشعب وقياداته كلها مسؤوليته .

والطائفية في العراق من هذا القبيل وعلاجها الشمولي يمكن أن يتحقق عبر مراحل وضمن علاجات عديدة مثل :

1- يجب أن يتسلح عموم طبقات الشعب بثقافة المواطنة الايجابية ، وثقافة المواطنة الايجابية هي منطلق التقدم ووسيلة الشعوب لمكافحة التخلف و التمزق ، فالثقافة بكل صورها وممارساتها من محاضرات ومؤتمرات وكتب وندوات ومراكز دراسات ومناهج تربوية وغيرها هي من الوسائل الايجابية لنشر الثقافة ومن خلال هذه النشاطات نتمكن من تحصين الشعب ضد الطائفية التي هي أم الفساد في العراق ، ويلتزم أن يشترك  بهذه النشاطات كل مكونات الشعب العراقي .

2- العمل على إكمال مسودة الدستور وفق أسس من المبادئ الصحيحة والتي تعتمد حقوق الوطنية الصادقة التي تسعى لبناء دولة القانون و المؤسسات على أسس العدالة و المساواة و الكفاءة وترفض أي شكل من أشكال الفئوية التي هي الخطوة الأولى نحو الطائفية .

3- تبني الدولة لخطة دبلوماسية عالية تعتمد صيغة الاتفاقات و التحالفات مع العديد من الأطراف المحلية و الدولية التي تتحسس من تنامي قوة الأكثرية الشيعية في العراق ، لان العلاقات الايجابية و التعاون مع دول الجوار وطمأنة المحاور الإقليمية و الدولية من شانه أن يسند حركة التغيير الوطني و الدستوري والبرلماني في العراق ، على النقيض من التمييز الطائفي و الاستبداد وإقصاء أو إلغاء الطرف الآخر .

4- العمل على تأسيس منظمات وجمعيات تختص بمكافحة الطائفية وتعمل سلميا بمختلف الوسائل المؤثرة لمكافحة  هذا المرض الخطير .

5- إسناد المناصب الإدارية والسياسية وفق مبدأ الكفاءة واختيار أشخاص مرنين ويتميزون بالروح الوطنية العالية وحب الآخرين سواء من أبناء مذهبهم أم من المذاهب الأخرى ، وسواء ينتمون.

6- لقوميتهم أم لقوميات أخرى ، المهم لديهم أن يتعاملوا مع الشعب على أساس انتمائهم لوطنهم ولا عبرة أو قيمة لباقي الانتماءات .

*الأمين العام لمجلس أهالي كربلاء

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد21/ اب/2005 -15/ رجب/1426