مدير علاقات عامة حكومي يحاول اقناع العراقيين بالدستور

 يخطط ليث شوبار في مبنى حكومي في قلب المنطقة الخضراء التي تحميها القوات الامريكية في وسط بغداد لكيفية دفع العراقيين للاهتمام بالوثيقة التي يواجه فيها سياسيوهم متاعب كبيرة في كتابتها.

وبعد الفشل في الوفاء بالموعد المحدد يوم الاثنين سيمضي الزعماء العراقيون اسبوعا آخر في محاولة للانتهاء من دستور يضع القواعد لكيفية تعايش الجماعات العرقية والدينية الرئيسية في البلاد مع بعضها في سلام في ظل نظام سياسي واحد.

لكن بالنسبة للعراقيين العاديين الذين يواجهون نقص المياه وانقطاع الكهرباء والتفجيرات الانتحارية والاغتيالات وعمليات الخطف والجريمة المنتشرة قد يبدو الجدل في نظرهم غامضا وغير ذي صلة.

قال شوبار انه يأمل بان يكون تم اقناع معظمهم بغير ذلك بحلول 15 اكتوبر تشرين الاول عند اجراء الاستفتاء على الدستور.

قال شوبار مدير لجنة ترويج الحوار الوطني والمشاركة الشعبية في صياغة الدستور انه سيربط مكافحة الارهاب بالتصويت على الدستور.

وكان يتحدث في مكتبه حيث بحث رؤساء التلفزيون استراتيجية الترويج للعراق الجديد.

قال انه كلما زادت المشاركة في الاستفتاء كلما تحركت العملية السياسية بسرعة اكبر واذا لم يدل شخص بصوته فانه سوف يعزز قوى الدمار.

وقريبا سيتحرك فريقه الى نحو 150 قرية في الاركان البعيدة للبلاد لشرح الدستور لجمهور ليس لديه فكرة تذكر عنه.

وستجري حملة من الاعلانات التلفزيونية حتى يوم التصويت على خمس من القنوات العراقية الجديدة التي تعمل منذ الغزو في عام 2003.

ويطلق احد الاعلانات شعارا يقول "ما الذي يحمينا من الضياع..دستورنا" بينما يتحول صبيان يافعين من صغار يساء استخدامهم في ورشة الى طلاب يرتدون قمصان ناصعة البياض في مدرسة ثانوية.

وتعلن الملصقات المنتشرة في بغداد والمدن الاخرى للعراقيين عن الاشياء الرائعة العديدة التي يستطيع الدستور القيام بها من تضميد جراحهم الى حمايتهم مثل خيمة بدوية.

وتظهر هذه الملصقات ايضا صورا لقبور جماعية اكتشفت بعد سقوط صدام حسين ولاكراد ماتوا بعد الهجوم بالاسلحة الكيماوية على حلبجة والاطفال الذين جرحوا في هجمات انتحارية شنها مسلحون من السنة يعارضون الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة والاكراد ومسانديها الامريكيين.

والخط الاخر في الحملة الحكومية التي يقول شوبار انها ستكلف مليون دولار هو الوطنية وهو مايرى انه محاولة لاعادة الهوية الوطنية في أمة منقسمة.

وقال استاذ الادب العربي الذي كان سابقا رئيس تحرير صحيفة العدالة اليومية ان هذه الاعلانات في التلفزيون ليس من الضروري ان تذكر الدستور بهذا الشكل لكنها ستشجع الوطنية. وقال انه عندما كان يدرس بالموصل في عام 1980 عندما بدأت الحرب العراقية الايرانية "لم نكن نسأل بعضنا البعض ما اذا كنا سنة او شيعة ونريد ان يعود ذلك الان والاحساس بالهوية الوطنية موجود لكن هناك حاجة الى احيائه".

ورفع بيده ملصقا بألوان قوس قزح لايزال ساخنا من المطبعة يحمل اسماء باهتة للعديد من الطوائف الدينية والعرقية تسبح حول عبارات بارزة تقول "انا عراقي" و "كلنا ننتمي للعراق والعرق ينتمي لنا".

وتتنافس ابداعات شوبار مع حملات اصغر حجما تنظمها لجنة الدستور بذاتها الى جانب جماعات ضغط متعددة لاتتضح مصادر تمويلها من اعلاناتها.

لكن في دولة تخلت رسميا عن وزارات الاعلام الشائعة في العالم العربي تشمل مهام شوبار التملق للصحافة كي تكتب بشكل ايجابي.

وقال انه يتصل بالكتاب في الصحف ويطلب من اساتذة الجامعات ان يكتبوا اعمدة توضيحية فليس من الممكن التأثير على الاكاديميين ورؤساء التحرير كما كان يحدث في ظل صدام حسين لكن هذا هو الدستور ويجب عمل شيء من اجله فهو هام جدا.

وقال انه لايريد ان يتدخل وانما يريد فقط ان يتأكد من انهم لن يهاجموا او يروجوا لحزب معين في المحادثات "فهذه لحظة تاريخية للعراق لذا يجب ببساطة ان يشرحوا العملية للشعب".

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 1817/ اب/2005 -12/ رجب/1426