شربت هواك في نفسي اعتقادا *** و أرويت الفؤاد به اتقادا
ومّليت العروق دما وحبا *** تمازج في تعلقك إنشدادا
وفي دنياك بُصّرت الأماني *** ومن صغري تلمست الودادا
رضعت هواك قربا في مهادي *** وباسمك قد تعوّدَ حين نادى
حملت ولاك غرسا في جناني *** بإحساس العقيدة فاستفادا
وهذي رحمةٌ حُملت لروحي *** على حبٍ يزيد بها ازديادا
ولا عجب وكلك نبع نور *** على الآفاق ِ يمتد امتدادا
ولا عجب وانك أسمى مجد *** على الدنيا ييممها الرشادا
على حب الوصي فطمت قلبي *** وألف فم باسمك كان زادا
فكل جوارحي نادت عليا *** شغافا منه تنعقد انعقادا
وليس ينال مني الصمت حظا *** إذا وسم الأمير لها اعتمادا
قلوب فوقها سمة تجلت *** تجدها ألسنا نطقت مدادا
له الأرواح حيث له تفادي *** وتسعد في محبته اجتهادا
أكاد وللهوى جندت روحي*** كآمالي لحضرتك انقيادا
تعثر فيك صيّاد المعاني *** وحارت فيك أحرفه ارتدادا
وباسمك اهتدي إن شحّ حرفي *** وحرفك وافر يثري الفؤادا
غرست ولاك عاطفة تغذت *** بروحك ما تحملت السدادا
واسمك يا علي الحق حصن *** بألطاف السماء له اتقادا
به لمْسُ الحقيقة كالزواهي *** تضيء الليل تفترس السوادا
ويهدى الفجر شمسا جللتها *** معانيك العظام كما أراد
تناثرت النجوم إليك عشقا *** به ترجو على يدك الحصادا
وهذا البيت قد صلى انفراجا *** بيوم فيه يحتفل اعتدادا
على تلك الرخامة حط ّ نور *** بألف هدى يبصرنا الرشادا
فيومك أسمى آيات الرجوب *** فسل عشقي لما قصد الجمادا؟
يجبك وفوق أعينه ابتسام ***بأن المجد يكتنف الجمادا
*****
أبا حسن تناهى فيك عز *** سماوي يجللك العمادا
فنلت الشمس كوثرة النساء *** وغيرك لم يكن كفوا زنادا
وحزت من النبوة كل صدر *** وكبر فوق منعطف يفادى
ففي حجر الرسول ربيت فجرا*** يغذيك الرشاد به اطرادا
ليشبع خافق التوحيد زهوا *** ويمنح منك معنى مستفادا
زكوت بناصع التطهير فضلا *** بأوفى ذمة في الحق ذادا
أبيت الدهرَ يبتذل ابتذالا *** وجزت الدهر تفترش الوهادا
بأمنع جانب وأعز جار *** ُمجدا ما تشكيت الجهادا
سقيت بني الرماح رماح ذل *** بما كفروا اجتنابا واشتدادا
وأرسيت الدماء الحمر صرحا *** بتاريخ الكرامة حيث مادا
وسدت الخلق تمنحهم رشادا *** ُخِلقت لأن تسود ولا تسادا
خلقت لان تشيع الحق فجرا *** من الإسلام يتقد اتقادا
نسجت على جوانبه الأماني *** لتُسعد في سماحته العبادا
فما شعروا بها إلا ثباتا *** من العلياء تحتضن البلادا
وسيفك يا علي الحق يعلو *** ليرجم مارد الكفر الحدادا
لترسي بالعقيدة وهي نور*** بخلق رسولها تعلو امتدادا
وتغدق للثناء الجم عدلا *** وبعد العدل تفترش القتادا
صبرت بدارك الذاوي جنانا *** وفي هذيان شمعتك المراد
يفر على يتامى البؤس دمع *** وتشبع جائع الأيتام زادا
وبطنك لم يدق للزاد ردحا *** لتطعمها احتسابا وازديادا
وما ضاقت مذاهبكم ولكن *** تفاجؤها اقتدارا واجتلادا
أبا حسن وهذا الجيل جيل *** نمى لقبا بحبك واستفادا
فامنن سيدي بولاك هديا *** ظليلا بالكرامة مستزادا
ليحمل للسما إكليل نور *** به في كل مزدحم يهادى
أبا حسن وحولنا ألف قاس *** على أعصاب من حمل العنادا
تفجرت الشفاه علينا حقدا *** يغالبنا المهانة واضطهادا
فأيدي الكفر للتكفير عادت *** وخارجة تعاودنا ارتدادا
تشبُّ لظى يمزقنا انتكاسا *** وتقتلنا جميعا أو فرادى
وترجع أسهم التاريخ جورا*** إلى ما ليس يبلغنا المرادا
وما الأرواح إلا للمنايا *** خلقن وتأبى نهضتها الهوادا
إذا احترقت جوانبنا التهابا *** وردنا عيون حارقها اجتهادا
ونرجع أحرف التاريخ هديا *** بصفين- الهرير إذا تنادى
كما رُسمت على الصحف الخوالي *** سنكتب أحرفا حمرا جدادا
نعاهدك المسير أبا حسين *** على خطو يعاهدك الرشادا
ونرسم من عزائمنا التآخي *** بإحساس المحبة حيث عادا
فوعد الحر للأحرار دين *** وباسمك يا عليْ لمعت سدادا
ولولا رحمة منحت إلينا*** بألطاف السماء بكم تهادى
لما كان التراحم في ذوينا *** ولا كان التوادد فينا سادا
فيا نور الغريْ- أمنن علينا *** بآمنة تجنبنا الفسادا
وجدْ بالعدل عدلا فينا يسمو *** على كل التعصب حيث حادا
تبنيتُ الولاء الحق نهجا *** وقبلت التراب لك انشدادا
قلوب وشمها تهوى عليا *** وقد وُسِمَ الجبين به ونادى
لتأبى أن تعيش بلا علي *** يشاطرها الكرامة والحصادا
فكل ريادة فينا علي *** وكل عدالة منه امتدادا
فديتك كل عاطفة تغذت *** بحبك ما تقدمت السوادا
رجب 1426هـ |