عراق فدرالي ... نعم مع سبق الأصرار

أيــاد هـاشــــــــم

لقد أثبتت الأشهر الثلاثين الماضية منذ أن  تعرض جرذ العوجة " لـ(الغدر) من جانب مقربين منه مما ادى الى سقوط بغداد في التاسع من ابريل " كما صرحت بذلك أبنته أيّـاها  من أردن " البريزة  " , لقد أثبتت تلك الشهور بأن من يدمر العراق و يقتل مدنيـّــه و في الأعم الأغلب الشيعة منهم هم نفس هؤلاء المقرّبون و من يتوالاهم لوجه الدولار و لوجه فتاوي " السلف "  في " الروافض " وما بني عليه على لسان " الخلف " بعد أن أتضح لهم أن الذبيحة الشيعية سوف لن تكون سهلة المنال كما كانت في زمن "  صدامكم صدامنا صدام كل العرب " و بعد أن أستقلت الذبيحة الكردية بقرارها و أضحت قاب قوسين أو أدنى أقرب الى موقع الذبـّــاح من الذبيحة.

في رسالته التي نشرت في موقع شفاف الشرق الأوسط في الخامس من نيسان المنصرم ( ليس بعيدا عن تاريخ السابع من نيسان , عيد ميلاد حزب البعث العفلقي ) يقول الزرقاوي " يَنبَغي أن تعلمِي أمةَ الإسلام، أنَّ التَّشيُعَ دينٌ لا يلتقي معَ الإسلام، إلا كمَا يلتقي اليهودُ مع النصارى تحتَ إسمِ أهلِ الكتاب [1] " و هذا الأردني البريزي  هنا لا يغرّد بعيدا خارج سربه فالبخاري صاحب " أصحّ كتاب بعد كتاب الله " يقول في الصفحة 125 من خلق أفعال العباد  " ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي ، أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم [2] " و ينص أبو حنيفة  على أن  " مـن شــك فـي كـفـر هـؤلاء , أي الرافضة ، فـهـو كـافـر مـثـلـهـم [2] " و أذا كانت هذه هي أقوال السلف فلم نستغرب مما أفتى به الخلف من أمثال بن باز عندما سأل "  من خلال معرفة سماحتكم بتاريخ الرافضة ، ما هو موقفكم من مبدأ التقريب بين أهل السنة وبينهم " فأجاب " التقريب بين الرافضة و بين أهل السنة غير ممكن لأن العقيدة مختلفة [3] " أما اللجنة الدائمة للبحوث و الأفتاء في السعودية برئاسة عبد العزيز بن عبد الله بن باز و أنابة عبد الرزاق عفيفي و عضوية كل من عبد الله بن قعود و عبد الله بن غديان فقد افتت في سنة 2003 على أن " لا يجوز للسني أن يتـزوج من نساء الرافضة، وإذا وقع النكاح وجب فسخه [4] " و ماأ ذكره هنا هو قطرة من محيطات الأفتاء المبرمج على مدى التأريخ " الأسلامي " في حق الشيعة حتى أصبح قتل الشيعي عقيدة راسخة عند العديد من السنة تصل جائزتها الى غداء مع الرسول الكريم بتفجير أجسادهم في الجموع الشيعية في شوارع و أسواق و مدن العراق و لأن كان الأمر كذلك عند المتطرفين من السنة و هم كثر فأن ما يمكن وصفه بالمعتدلين منهم على مبدأ " يعطيك من طرف اللسان حلاوة ".

ليس من نافلة القول أن أستهداف الشيعة  في العراق ليس له علاقة بتدين هؤلاء " الرفضة " من عدمه فيكفي أن يكون العراقي شيعيا و لو بالأسم ليكون مستهدفا و ليس من نافلة القول أن المناطق السنية في العراق لم تشهد من السيارات المتفجرة في الشوارع و الساحات العامة  و لو عشر معشار ما يتم تفجيره في المناطق الشيعية هذا أن شهدت بعضا منها من الأساس. هل يمكنكم القول لماذا الطريق من بغداد الى الحلة و كربلاء لا يكاد يمر يوم دون أن يقتل راكب فيه أو يختطف زائر لمرقد الحسين ,  لقد كان الأعلام السني و ما زال ينعتنا بشتى النعوت و يشكك في عروقنا وينال من أنسابنا فنحن مرة ليس أكثر من هند  جاء بهم الفتح " الأسلامي " و مرة " فرس " نحقد على كل ما هو عربي كما كان يجاهر بذلك جرذ العوجة " السني " و يعينه على ذلك ملوك ورؤساء " سنة " و ثالثة أننا ليس أكثر من " يهود  " و نحن مرة أقلية رافضية مجرمة  تريد أن تبتلع الأكثرية السنية الهادئة الوديعة و تارة نحن الذين جئنا بالمحتل الأمريكي وتناسى القوم أن هذا المحتل يتواجد بقواته و أسلحته و معداته في بلدان سنية و منها أحتل العراق .

يريدنا السنة " بستان قريش " الأبدي لا حق لنا حتى في أن لا نقتل دون أن ندفع ثمن الرصاص الذي يقتلوننا به ,  محافظنا تكريتي و مدير شرطتنا رمادي و قائد أمننا فلوجي و أمين حساباتنا موصلي , رجالنا عمال يفترشون الأرصفة كل صباح  لعل مقاول من قوم " العجل يابا " يمن عليهم بلقمة خبز دقيقها نوى مطحون و نسائنا قد أخذ الدهر منهن مأخذه و هن يجرين من مركز شرطة لمعتقل الى دائرة أمن بحثا عن أبن لم يعد أو زوج قد أختفى أو والد و أخ قد أعتقل.

ما الذي تخافونه من " فدرلة  " العراق ,  فأذا كنتم انتم الأغلبية كما تدعون فلن تضيركم أقلية خصوصا و ان الأغلبية من الكرد هم من السنة ايضا و بذلك يكون بعض الوسط العراقي و معظم شماله تحت حكم السنة و الجماعة , لماذا كل هذا الخوف من فدرالية قد تحدث في  وسط العراق وجنوبه و لا تكترثون بفدرالية متحققة في شماله , هل خوفا من عدم تدفق النفط الذي أهداه جرذ العوجة لأردن البريزة أكراما لمأثرة جلالته في أطلاق المدافع و الصورايخ في جبهات قتال " قادسية صدام " أم رأفة حال بالملايين من الأيادي المصرية الكسولة أم شوقا الى أنشودة " طارت طيارات الميغ ... طيارات البعثية  ...  بالليل ياعيني بالليل " و على " الأخضر الدولاري " الذي كان يتقاضاه  " الزلمات " ممن باعوا الأرض و العرض في فسطين و جاءوا يشنفون أسماع " أبو الشهدبن " بمثل هذا الساقط من الكلام.

قلتها و ما أزال و سأبقى أذكـّــر بها ما طلعت شمس و بزغ قمر يا شيعة العراق أنتم مستهدفون بالتهميش و التدمير و التقتيل لا لأنكم تنتمون لحزب الدعوة و لا لكونكم تساندون المجلس و ليس لأنكم خط صدري  , أنتم مستهدفون لأنكم شيعة بالمسمى المطلق أينما صادف وجودكم تحته , علمانيون كنتم أو وطنييون , مستقلون كنتم أم متحزبون و أذا لم يستقل لكم قرار سياسي أنتم وسيلته و غايته فابشروا بأبن " صبحة " جديد و اذا خشيتم من لومة لائم فتذكروا قول الله سبحانه " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير "

[email protected]


[1] www.alwatan.com/graphics/2003/08aug/2.8/heads/ft4.htm

[2] http://www.dsunnah.net/modules.php?op=modload&name=Sections&file=

index&req=viewarticle&artid=7

[3] www.sahab.com/go/showthread.php?s=693af65b9d868340046aa4c8acd5

dca7&threadid=305

[4] www.sahab.com/go/showthread.php?s=693af65b9d868340046aa4c8acd5

dca7&threadid=346

 

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 16/ اب/2005 -10/ رجب/1426