مزارع الخنازير في الصين تنشر حمي بكتيريا المكورات السبحية وتهدد بتفشي مرض فتاك

يجلس تشن تشون فو امام حظيرة خنازيره يمسك بيديه غليونا فيما يحسب ثمنها عند بيعها بعد ثلاثة اشهر من الان حين يزيد وزنها مئات الارطال .. فكل رطل زيادة في وزنها من شأنه ان يساعد ابنه البالغ من العمر 15 عاما على مواصلة دراسته.

وقال تشن من منزله في سيتشوان ثاني أكبر اقليم في الصين من حيث تعداد السكان حيث فتكت بكتيريا مميتة بمئات الخنازير ونحو اربعين شخصا "لا أستطيع تحمل خسارة مالية فيها."

وتدر الخنازير خمس دخل تشن السنوي الذي يقل عن 500 دولار. ويستعين تشن بالخنازير في تسميد بستان جبلي على بعد ساعات من مركز تفشي مرض حمي بكتيريا المكورات السبحية الذي انتقل لمئات المزارعين والجزارين وكل من تعامل مع الحيوانات المريضة.

وارغمت سيتشوان التي تنتج 14 بالمئة من اللحم المفضل في البلاد على تعليق جميع صادرات لحم الخنزير المبرد والمجمد من أكثر المناطق تضررا الى هونج كونج. وفرض عدد كبير من المدن الصينية اجراءات مشددة لمنع دخول شحنات لحم الخنزير من الاقليم.

وهذه اخطر حالة تفشي مرض في الصين منذ ظهور فيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) في جنوب الصين في اواخر 2002 وانتشاره ليقتل نحو 800 شخص في جميع انحاء العالم.

وجاء تفشي المرض في وقت حرج بالنسبة لسيتشوان التي تشتهر اكثر بصلصة الفلفل الحارة وحيوانات الباندا النادرة اذ ان سعر لحم الخنازير كان اخذا في الهبوط حتى قبل تفشي المرض بسبب زيادة المعروض عن الطلب.

والان تهدد الاجراءات التي تطبق لمنع انتقال المرض من الاقليم الزراعي الفقير الذي يقطنه نحو 90 مليون نسمة بتقليص الارباح الضعيفة بالفعل لمربي الخنازير امثال تشن.

ويضيف تشن "بذلوا جهودا هائلة لتوعية الناس حتى لا يأكلوا الخنازير التي نفقت بسبب المرض."

وقال انه لم يذبح خنازيره وان عائلته لم تكن لتأكل حيوانات نافقة.

وتابع "لكن البعض يفعل ذلك لاسباب كثيرة. ربما لتناولها او لتقديمها للاصدقاء والاقارب اذ انه في معظم الاحوال لا يمكن بيع الا اللحم السليم. لا يمكن ان يرفضه الصديق فعليا ولكن تناولها غير صحي ايضا."

وتستهلك الصين اكبر كمية من لحم الخنزير من اي مكان اخر في العالم.

ويقول تشو يو فنج ممثل شركة لويس درايفوس التجارية في بكين ان تربية الخنازير كانت عملا مربحا في الصين مع زيادة استهلاكه بفضل نمو الدخل في المناطق الحضرية والساحلية.

غير ان زيادة المعروض وارتفاع تكلفة العلف خفضت هامش الربح في الاشهر الاخيرة.

وفي اواخر يوليو تموز قال تشو في مؤتمر صحفي في بكين "منذ يونيو لا يحقق مربو الخنازير ارباحا تذكر بصفة خاصة في سيتشوان والجنوب الغربي."

وبالنسبة لتشن (52 عاما) وزوجته ليو فاينج (51 عاما) فان انخفاض اسعار لحم الخنزير بنسبة 25 بالمئة سيقلص دخل الاسرة الذي يتراوح بين ثلاثة واربعة الاف يوان (370 الى 500 دولار) (الدولار يساوي 8.105 يوان) .

وقال ليو "لنقل ان سعر الرطل من لحم الجنزير الذي بلغ عمره اربعة اشهر كان اربعة يوانات ولكنه يبلغ الان ثلاثة يوانات. ولا يمكنك بيع نفس الكمية."

وذكرت وسائل الاعلام ان الخنازير تدر اكثر من نصف دخل الاسرة في مزارع اخرى في منطقتي تسيانج و نيجيانج الاكثر تضررا على الطريق السريع بين تشنجدو عاصمة الاقليم ومدينة تشونجتشينج.

ومصادر الدخل الاخرى زراعة الخضروات والذرة على مساحات صغيرة على التلال الخضراء الصغيرة والاجور التي يحولها افراد العائلة الذين يعملون في مدن اكثر رخاء.

وتربي اسر تمتلك 20 خنزيرا أو اقل نحو سبعين بالمئة من عدد الخنازير في سيتشوان.

ويقول شياو وانج "تربي عائلة زوجتى اكثر من مئة خنرير. ويجري فحصها يوميا منذ تفشي المرض ونفعل كل ما هو مطلوب من حيث الرعاية الصحية والتطعيم."

ويقول هوانج جوجانج امين ادارة العمليات والادارة في شركة ساوث هوب اندستري للعلف التابعة لمجموعة نيوهوب الصينية ان وانج احد المربين المحظوظين اذ لا يتوفر سوى لعدد قليل من المزارعين راس المال اللازم لتربية مئة خنزير او اكثر.

ويضيف "ان تربيه عدد كبير من الاسر الخنازير يبقي هوامش الربح منخفضة ويجعل من الصعب اقامة عدد اكبر من مزارع التربية."

واضاف "مع انتقال عدد اكبر من الاشخاص الى المدن وانتقال الثروة الى الريف سيقل عدد الاسر التي ترغب في ممارسة مثل هذا النشاط الذي ينطوي على مخاطرة كبيرة وعائد ضعيف مما يتيح مجالا اكبر لانتشار مزارع الخنازير."

وتابع "الان يربي المزارعون عددا من الخنازير فيكسبون بعض المال ثم يربون عددا اخر فيخسرون كل شيء."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 10/ اب/2005 - 4/ رجب/1426