رئيس المخابرات الالمانية: الارهاب ينتشر من العراق.. تحذيرات بوقوع هجمات ارهابية جديدة

قال رئيس المخابرات الالمانية يوم الاثنين انه يخشى "انتشار" الارهاب من العراق الى محيط منطقة الشرق الاوسط وأعرب عن اعتقاده بوقوع هجمات جديدة في المنطقة.

وقال اوجست هاننج في تصريحات مقتضبة لرويترز "نخشى أن تنتقل التطورات الجارية في العراق الى خارجه."

واضاف ان من المحتمل أن تؤدي زيادة هجمات المتشددين على قوات الامن العراقية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق الى تشجيع متشددين على شاكلتهم على تكثيف هجماتهم في المنطقة الاوسع أيضا.

وأشار هاننج الى التفجيرات التي وقعت في منتجع شرم الشيخ في مصر الشهر الماضي مما أسفر عن مقتل 64 شخصا والتحذيرات الامنية خلال الايام القليلة الماضية التي أجبرت سفينة تقل سائحين اسرائيليين على تحويل مسارها من تركيا الى قبرص.

وفي تطورات أخرى بالمنطقة اعتقلت السلطات الاردنية الاسبوع الماضي 17 مشتبها بهم فيما يتصل بمؤامرة مزعومة لمهاجمة عسكريين أمريكيين قادمين من العراق يقضون عطلة في الاردن.

كما حذرت استراليا وبريطانيا يوم الاثنين من هجمات وشيكة في السعودية حيث أغلقت الولايات المتحدة بعثاتها الدبلوماسية هناك لمدة يومين بعد هذه التهديدات.

وردا على سؤال في وقت سابق ان كان لدى المخابرات الالمانية معلومات بشأن تهديد للمملكة قال هاننج "ننظر الى الوضع في السعودية في اطار التطورات بالعراق ومصر وحتى باكستان وأفغانستان."

وأضاف "ليس لدينا ما يسمح بأن نقول بعدم وجود تهديد بل على العكس ... نحن نتصور تصعيدا للوضع في المنطقة فيما يتعلق بالارهاب."

وعارضت ألمانيا الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وكثيرا ما أبدى رؤساء أجهزتها الامنية القلق منذ ذلك الوقت من أن البلد الذي تمزقه الحرب أصبح نقطة جذب للارهاب ووسيلة تستخدمها القاعدة لتجنيد موالين لها.

وقال اوتو شيلي وزير الداخلية الالماني في نفس المؤتمر الصحفي انه لا يرى تهديدا قويا بشن هجمات ارهابية في المانيا أثناء الاستعدادات الجارية للانتخابات البرلمانية في 18 سبتمبر ولكنه استدرك الى القول انه لن يتم تخفيف الاجراءات الامنية في البلاد.

من جهتها ذكرت صحيفة لو فيجارو الفرنسية يوم الاثنين ان المخابرات الفرنسية أصدرت تقريرا قبل تفجيرات لندن الانتحارية بفترة قصيرة يقول ان القاعدة تخطط لهجمة في بريطانيا وانها ستستغل في الهجمة الجالية الباكستانية الكبيرة في بريطانيا.

وقالت الصحيفة ان تقرير المكتب الفرنسي الرئيسي للمعلومات الذي يعادل المكتب الخاص للشرطة البريطانية جاء فيه انه من الضروري مراقبة الجالية الباكستانية في فرنسا اذا كانت الدولة تريد تجنب العنف.

وجاء في التقرير المكون من 20 صفحة المكتوب في اواخر يونيو حزيران فيما يتعلق بالجالية الباكستانية في فرنسا "تبقى المملكة المتحدة مهددة بخطط قررتها أعلى المراتب في تنظيم القاعدة... سينفذها عملاء سيستغلون مشاعر الجالية الباكستانية الكبيرة في المملكة المتحدة المتعاطفة مع الجهاد."

وكان ثلاثة من المفجرين الاربعة الذين قاموا بتفجيرات لندن بريطانيين من أصل باكستاني.

واضاف التقرير ان فرنسا التي تعيش بها جالية باكستانية قوية يتراوح عددها بين 35 و40 الفا ويتركز اغلبها في منطقة باريس ان فرنسا "ليست محمية من مثل هذه الانواع من الجماعات العنيفة حينما تدرك مدى قرب الصلات (تجارة الاسرة او عبر الشركاء) بين الجالية الباكستانية في بريطانيا والعديد من الباكستانيين المقيمين في فرنسا."

كما جاء في التقرير "تتبع الجالية الباكستانية ضروري فيما يتعلق بمنع حدوث اي عمل عنيف (في فرنسا)."

ونقل التقرير تصريحات في مارس اذار من جيش محمد وهي جماعة مسلحة كشميرية محظورة تتبع تنظيم القاعدة والتي وصفت فرنسا بانها معادية للاسلام. وقال التقرير ان الجماعة قد تشعل هجمات على المصالح الفرنسية في باكستان.

وتتزايد اعداد الجالية الباكستانية في فرنسا بسبب الهجرة غير الشرعية والشبكات المتخصصة في بطاقات الهوية المزورة. واضاف التقرير ان معظم الباكستانيين في فرنسا يريدون الاندماج في المجتمع ويرفضون نشاطات الاقلية المبنية على التطرف الديني.

وكانت باكستان طرفا في قضية كبيرة في يونيو حزيران في محكمة باريس الجنائية الاساسية التي حكمت على باكستاني يحمل الجنسية البريطانية بالسجن خمسة اعوام بتهمة التأمر الارهابي.

وادين غلام راما (67 عاما) لانه استغل رحلاته الى بريطانيا ونيويورك وباكستان والسعودية بين عامي 2001 و 2002 كغطاء بينما كان ينظم هجمات ارهابية.

وادين ايضا بتهمة مساعدة ريتشارد ريد "مفجر الحذاء" خلال اقامته في باريس. وكان الركاب المسافرون مع ريد قد أمسكوا به أثناء محاولته تفجير قنبلة بدائية الصنع خبأها في حذائه خلال رحلة جوية بين باريس وميامي في ديسمبر 2001 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في يناير 2003.

هذا وكانت بريطانيا قد حذرت يوم الاثنين من أن بعض المتشددين في المراحل الاخيرة من الاعداد لشن هجمات في السعودية في الوقت الذي أغلقت فيه واشنطن مقار بعثاتها في البلاد ليومين كما طلبت استراليا من مواطنيها تجنب السفر إلى المملكة.

وقالت السعودية التي تصارع منذ عامين حملة عنف يشنها اتباع زعيم القاعدة اسامة بن لادن انه لا توجد لديها أي معلومات مؤكدة عن أي تهديد ارهابي وشيك.

وقال تحذير نشر في موقع السفارة البريطانية لدي السعودية على الانترنت "ثمة تقارير موثوق بها تفيد بأن ارهابيين في المراحل الاخيرة من تخطيط هجمات."

وكانت بريطانيا اشارت في وقت سابق إلى وجود "تقارير موثوق بها" تفيد بأن متشددين يخططون لشن هجمات في المستقبل القريب.

وطلبت وزارة الشؤون الخارجية الاسترالية من مواطنيها تجنب السفر إلى السعودية قائلة إن المتشددين ربما يخططون لهجمات على التجمعات السكنية.

وقالت الوزارة في موقعها على الانترنت "تلقينا تقارير موثوقا بها تفيد أن ارهابيين يخططون لهجمات في السعودية في المستقبل القريب."

واضافت "يأتي هذا بعد تقارير أخرى حديثة تشير إلى أن ارهابيين قد يخططون لمهاجمة المجمعات السكنية في السعودية."

وأدت التحذيرات الامنية التي ترافقت مع قلق الولايات المتحدة من احتمال التعرض لنقص في البنزين إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى قياسي آخر.

وتفرض السعودية وهي أكبر مصدر للنفط في العالم إجراءات امنية مشددة حول المنشات النفطية. وشن متشددون حملة تفجيرات بالمملكة منذ عام 2003 لطرد الغربيين من السعودية وزعزعة استقرار الاسرة المالكة الموالية للغرب.

وتأتي التحذيرات بعد يوم من اعلان السفارة الامريكية في الرياض ان البعثات الدبلوماسية الامريكية في السعودية ستغلق ابوابها يومي الثامن والتاسع من أغسطس آب بسبب تهديد ضد مباني أمريكية.

وحذر البيان ايضا من "بواعث قلق أمني مستمرة" بالمنطقة بما في ذلك ما يتعلق بسفن تبحر في جنوب البحر الاحمر.

ومن المتوقع ان يواصل الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي اعتلى عرش المملكة هذا الشهر بعد وفاة أخيه الملك فهد الحملة التي تشنها الحكومة السعودية على النشطين التي يقول محللون إنها أضعفت بالفعل شبكة القاعدة في السعودية.

وضرب مفجرون انتحاريون عدة مجمعات سكنية يقطنها أجانب ونفذ مسلحون هجوما في وضح النهار على القنصلية الامريكية في جدة وأودت الحملة بحياة 91 شخصا من الاجانب والمدنيين السعوديين .

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 10/ اب/2005 - 4/ رجب/1426