مع ارتفاع حرارة الارض كائنات برية تنتقل عن اماكن أكثر برودة

يسبح سمك السالمون شمالا في المياه القطبية والجراد يغطي شمال ايطاليا ويعشش طائران محبان للحرارة ياكلان النحل فوق شجرة في لندن.. هل هذه مؤشرات على ارتفاع درجة حرارة الارض بسبب انبعاث الغازات الناجم عن انشطة انسانية او انها غرائب فصل الصيف؟

ففي الولايات المتحدة تحلق بعض الطيور المغردة شمالا الى كندا وفي كوستاريكا ينتقل طائر الطوقان لاعالى الجبال ويرجع ذلك فيما يبدو لارتفاع درجات الحرارة.

وقال ستيف سوير مدير السياسة المناخية في جماعة السلام الاخضر (جرينبيس) البيئية "هناك قائمة طويلة من الفصائل المهاجرة تصل الى أماكن أبعد شمالا. انه بالتأكيد مؤشر على ارتفاع درجات حرارة الارض."

وتابع أن اسماك السالمون تسبح في مضيق بيرينج بين الاسكا وروسيا الى بحر تشوكتشي ربما بسبب أن درجة حرارة المياه المتجمدة هناك ارتفعت.

ومثل هذه التغييرات يمكن ان يكون لها تأثير بعيد المدى على المزارعين واساطيل الصيد.

ويشكك بعض الخبراء في ان هذه الظواهر غير العادية التي تشمل كل شيء من الدببة الى الفراشات تدعم نظريات تشير الى ارتفاع درجة حرارة الارض بسبب الغازات التي تنبعث من السيارات والمصانع ومحطات الكهرباء وتحبس الحرارة.

ويقول فريد سينجر رئيس مشروع السياسة العلمية والبيئية الامريكي "اذا اردت قياس درجات الحرارة استخدم مقياس حرارة وليس طائرا. لدى الطيور جميع الاسباب للانتقال شمالا وجنوبا ومن جهة الى اخرى واي مكان ."

وقال سينجر ان الناس والكائنات تكيفت مع تغييرات غير مفهومة في درجات حرارة ترتبط بتغييرات طبيعية على مدار التاريخ. وتنتقل بعض الفصائل في اتجاهات غير متوقعة او تسافر دون عمد على متن شاحنات و طائرات وسفن.

غير ان بيانات الامم المتحدة تشير الى انه منذ البدء في تسجيل درجات الحرارة في الستينات من القرن التاسع عشر كان عام 1998 اكثر الاعوام دفئا يليه عام 2002 و2003 و2004. ويربط معظم العلماء بين ارتفاع درجات الحرارة وبين زيادة انبعاثات ثاني اكسيد الكربون من حرق الوقود الاحفوري وليس التغيرات الطبيعية.

وتقول اللجنة التي تقدم الاستشارات للامم المتحدة ان ارتفاع درجات الحرارة ربما يقود الى فناء الاف الفصائل ويتسبب في مزيد من الاعاصير والفيضانات والتصحر بينما يرتفع منسوب مياه البحار ربما مقدار متر واحد بحلول عام 2100.

ولاحظ سكان القطب الشمالي وصول فصائل جنوبية من الكائنات البرية الى القطب الشمالي في فصل الصيف في السنوات الاخيرة ومن بينها طائر ابو الحناء وبوم ابيض وزنابير.

وتتجمع المزيد من الادلة التي تدعم ذلك في الجنوب.

فقد عشش طائران ياكلان النحل بلونيهما الاصفر والاخضر والبني ويوجدان عادة في جنوب اوروبا وسط شجيرات في جنوب بريطانيا وهذه المرة الرابعة التي يعثر في على عش لهذا النوع من الطيور في بريطانيا.

ويقول جون لانشبري رئيس السياسة المناخية في الجمعية الملكية البريطانية لحماية الطيور "يبدو انه يرتبط بتغيرات مناخية."

واضاف ان الطيور في اوروبا تنتقل بصفةعامة الى الشمال وتابع ان مواسم الزراعة اصبحت اطول وارتفعت درجات حرارة مياه البحار.

غير ان بعض الامثلة مضللة.

ففي منطقة بيدمونت بشمال ايطاليا فوجيء السكان هذا الصيف باسراب من الجراد واعتقدوا انها قادمة من افريقيا.

ويقول خبراء الحشرات انه فصيل ايطالي ولم يهاجر لمسافات طويلة غير ان ارتفاع درجات الحرارة بشكل استثنائي في الصيف 2003 يعني توافر مساحة اكبر من الاراضي الجافة وعوامل مثالية ليضع الجراد بيضه.

وقال فينسنزو جيرولامي عالم الحشرات في جامعة بادوا "يمكن ان يكون ارتفاع درجات حرارة الارض سببا ايضا".وتابع انه في حالة تكرار فصول صيف اكثر حرارة واكثر جفافا من المحتمل ان تشهد ايطاليا اسرابا اكثر من الجراد.

وفي الولايات المتحدة تنتقل طيور مغردة شمالا الى كندا مسببة صداعا لحراس الغابات اذ يهدد هجرها لغابات اشجار التنوب (نوع من الصنوبريات) بتعرض الاخيرة لهجمات من يرقات صغيرة تاكلها الطيور عادة. واذا تركت اليرقات لتنمو وتأكل ستصيب الاشجار بالجفاف.

وتقول تيري رووت الاستاذة في جامعة ستانفورد الامريكية "يمكن ان تجف الاشجار مما يؤدي لمزيد من الحرائق. يمكن ان نواجه موقفا صعبا حقا."

وتضيف انه في غابة مونتفيردي في كوستاريكا يهدد طائر الطوقان بمنقاره الذي يشبه اصبع الموز وألوانه البراقة فصيلا اخر هو الكتزل الاخضر البديع اذ ينتقل الى اماكن اكثر ارتفاعا حيث يعشش.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 9/ اب/2005 - 3/ رجب/1426