السلطة السعودية الجديدة متهمة بانها تدعم التطرف الديني ومتخلفة عن الركب العالمي

أعرب الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عن استيائه لرفض بعض الساسة الامريكيين الاقرار بأن المملكة تبذل قصارى جهدها لمحاربة التطرف الديني.

وقال للصحفيين ان نجاح بلاده في محاربة "الارهاب" يفوق نجاحها في اقناع بعض الساسة الامريكيين بأنها تفعل كل ما يلزم لمحاربته.

ولا تزال السعودية تسعى لاعادة مد الجسور مع الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 التي كان غالبية منفذيها سعوديون.

وكان ستيوارت ليفي نائب وزير الخزانة الامريكي لشؤون الارهاب والمخابرات المالية قال في الشهر الماضي ان بعض المانحين السعوديين من الافراد ربما مازالوا يمولون متطرفين اسلاميين من بينهم مسلحون في العراق.

وقال الامير سعود الفيصل ان بلاده تتعامل مع المشكلة بصرامة وتعالجها عسكريا وعقائديا وماليا.

وحملت المملكة بشدة على المتشددين الاسلاميين الذين يحاولون الاطاحة بأسرة ال سعود المؤيدة للغرب.

ويضيف دبلوماسيون أن المملكة تسعى أيضا الى اغلاق حدودها مع العراق لمنع السعوديين من الانضمام للعمليات المسلحة هناك.

وأضاف الامير سعود الفيصل عقب مراسم مبايعة السعوديين للملك عبد الله أن بعض اعضاء الكونجرس الامريكي يرفضون تصديق أن بلاده تبذل قصارى جهدها لمحاربة "الارهاب". ومضى يقول ان هذا رأيهم لكنه لا يعبر عن الواقع الحقيقي.

وقال ان علاقات بلاده مع الحكومة الامريكية جيدة لكن المملكة تعمل بجد لتحسين العلاقات مع الشعب الامريكي.

وأعرب عن أمله في أن يكون هناك تحسن في ثقة الشعب الامريكي في الشعب السعودي مؤكدا أن بلاده تجتهد لتحقيق ذلك.

وقال اياد مدني وزير الاعلام السعودي ان العلاقة بين البلدين مرت بطريق وعر منذ عام 2001 لكنهما توصلا الى تفاهم أكبر حول الطريقة التي تسير بها الامور على جانبي المحيط.

هذا ويقول مهنئون في مراسم مبايعة العاهل السعودي الجديد الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الاربعاء انه ينبغي أن يتخذ الملك الجديد مزيدا من الخطوات نحو الحرية السياسية بالمملكة للحيلولة دون تخلفها عن باقي دول العالم.

وقال رجال أعمال سعوديون ومتخصصون عديدون ممن توافدوا لاعلان الولاء للملك عبد الله ان وضعه الجديد قد يسمح له بتسريع الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي بدأها عندما كان الحاكم الفعلي للملكة خلال العقد الماضي.

وقال سامي عنقاوي وهو مهندس معماري في الخمسينات من عمره "العالم يتحرك للامام بأقصى سرعة ونحن نتخلف. نريد اللحاق بالركب."

وأضاف قائلا لرويترز "انا متفائل لانه الان الملك. لقد أجرينا حوارا وحان وقت العمل. نأمل أن يكون ذلك على رأس جدول الاعمال."

وكان الملك عبد الله (81 عاما) يدير بالفعل الشؤون اليومية للمملكة أكبر منتج للنفط في العالم منذ اصابة أخيه الملك الراحل فهد بن عبد العزيز بسكتة دماغية عام 1995. ومات الملك فهد يوم الاثنين.

وخلال تلك الفترة اتخذ عبد الله خطوات تمهيدية لتحرير الاقتصاد وبدأ تغييرات سياسية محدودة بالمملكة حيث اجريت انتخابات للمجالس المحلية بأنحاء المملكة وتشكل مجلس للشورى له بعض السلطات التشريعية.

ولكنه كان مضطرا للتحرك بحذر كي يتجنب اثارة غضب المحافظين الذين يصرون على ضمان عدم حدوث أي تحول عن التقاليد الصارمة للمذهب الوهابي.

وحتى الليبراليين الذين يريدون التغيير يقولون انه يتعين أن يحدث ببطء لتجنب اغضاب المواطنين السعوديين الذين مازالوا محافظين بشدة.

وقال الاستاذ الجامعي جاسم هدب (50 عاما) "اعتقد ان السعودية ستمضي قدما ولكن بخطوات صغيرة...عندما نحاول دفع الناس الى المستقبل دفعا فهذا أمر سيء. لا نستطيع ان نكسر التقاليد الراسخة."

وقال كثيرون من مؤيدي الملك عبد الله ان البطالة التي تقدر نسبتها بنحو 10 في المئة تعد التحدي الاكبر أمامه.

وقال سالم الدوسري (22 عاما) الطالب بجامعة الملك فهد "أعتقد انه يريد التغيير. يريد أن يفعل أشياء جديدة لخلق مزيد من الوظائف ... سيكون ذلك أمرا جيدا للسعودية."

ومع بلوغ أسعار النفط مستويات قياسية من المتوقع ان يصل معدل النمو الاقتصادي الى 6.5 في المئة هذا العام ولكن من غير المحتمل ان يؤدي ذلك الى خلق ما يكفي من الوظائف في بلد يتزايد سكانه باستمرار ويقل أكثر من نصف سكانه وعددهم 17 مليونا عن سن 18 سنة.

وقال رجل الاعمال محمد الضامر (55 عاما) انه ايضا شديد القلق من البطالة والفقر.

وقال "أعتقد أن ما أثار المشاكل هنا هو أن الشبان يحتاجون الى وظائف. ما يدفعني للتفاؤل ان الملك عبد الله مهتم بهذه القضايا بينما الامير سلطان ولي العهد مشهور بكرمه."

وتابع الضامر "أود أيضا أن يرفع الناس أصواتهم أكثر .. لقد بدأوا ولكنهم مترددون. اريد أن أرى مزيدا من ذلك."

وقال عبد الرحمن عبد الواحد وهو لواء سابق يدير الان شركة أمنية انه يأمل ان يعمل الملك عبد الله على تصحيح الصورة السيئة للسعودية والمسلمين بصفة عامة في عيون العالم.

وتسببت هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة التي كان معظم منفذيها سعوديون موالون لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن الحليف الاستراتيجي للسعودية.

وأثارت الهجمات اتهامات في الغرب بان الشكل الصارم للاسلام المطبق بالمملكة يغذي الارهاب. وتسببت هجمات تالية بدول أخرى ألقيت مسؤوليتها أيضا على القاعدة في تشويه صورة الاسلام.

وقال عبد الواحد "العالم يحكم علينا بشكل سيء. بوسعنا ان نساعد باعطاء مثال جيد وليس بالسعي للبرهنة على انفسنا."

واضاف "ولكننا نريد بناء مجتمعنا على هدي المباديء التي وهبنا الله اياها لا بمناهج أجنبية."

شبكة النبأ المعلوماتية -االسبت 6/ اب/2005 - 1/ رجب/1426