احتجاجات على ترشيح مبارك ومرشحون ومرشحات يرفعون لافتات البطالة والعنوسة والفساد

تظاهر قرابة 300 فنان وكاتب مصري مساء الثلاثاء في وسط القاهرة احتجاجا على ترشيح الرئيس حسني مبارك لولاية خامسة وسط انتشار امني كبير.

وتجمع المتظاهرون رافعين صور ام كلثوم وممثلين وكتاب مشهورين في ساحة طلعت حرب وسط القاهرة يحيط بهم نحو الف شرطي.

وانتشر عدد كبير من رجال الشرطة في الشوارع المجاورة.

وغنى الشاعر احمد فؤاد نجم مع الجمع بعض قصائده الشهيرة التي انشدها الشيخ امام عيسى وشكلا معا ثنائيا من ابرز رموز المعارضة للنظام في الستينات. وشارك في التظاهرة الكاتبان صنع الله ابراهيم ومحمد البساطي ورسامون وشعراء وممثلون معروفون بالتزامهم السياسي مع الديموقراطية. وانضم الى التظاهرة اعضاء من حركة "كفاية" المعارضة.

وردد المتظاهرون هتافات تعارض تولي مبارك السلطة لست سنوات اضافية. وعلقوا على ملابسهم اوراقا كتب عليها "لا لمبارك" و"الحرية الان" و"يسقط مبارك".

وقال الكاتب محمد البساطي "لم تتعرض مصر لاهانة على الساحتين الوطنية والدولية بمثل ما تعرضت خلال هذا الحكم المستبد الذي لا نرى له نهاية".

وقال احمد فؤاد نجم ان "التظاهرة رسالة الى كل الانظمة العربية التي تستند الى القمع وهي رسالة لرفض التمديد والتوريث" في اشارة الى جمال مبارك نجل الرئيس المصري الذي قيل انه يعده لخلافته.

وقال صنع الله ابراهيم "هدفنا محاربة الفساد والدكتاتورية". وخرج اعضاء في حزب الغد بزعامة ايمن نور الذي يطل مكتبه على الساحة الى الشرفة ليهتفوا مع المتظاهرين.

بدورها قالت اول سيدة تتقدم للترشيح لانتخابات رئاسية في مصر والعالم العربي انها تجتهد وتحاول لاثبات وجود المراة المصرية مطالبة بالحصول على حق المراة في قيادة الدول والحكومات والوزارات المهمة والفعالة.

واوضحت المحامية اشجان البخاري في تصريح لـ(كونا) انها تامل ان تساندها منظمات رعاية حقوق المراة في مصر وفي مقدمتها المجلس القومي للمراة الذي تراسه قرينة الرئيس السيدة سوزان مبارك.

واشارت الى ان هدفها هو رعاية المراة المعيلة ودعم المشاركة السياسية للمراة وان تقترب من دوائر صنع القرار ومحاربة البطالة وتشجيع الشباب على الاعمال الحرة ومحاربة الارهاب ودعم الوحدة الوطنية.

وحول جدية ترشيحها اقرت البخارى بانه ليس لديها خبرة الرئيس حسني مبارك - رشح الحزب الوطنى الحاكم- لكنها رات ان تترك الحكم للشعب "لانه لايقبل ان تستمر المراة لرعاية الزوج والاولاد او للترفيه او للنادي والوزارات الهامشية".

وذكرت انها قرات الترشيحات في اليومين الماضيين وفوجئت بعدم تقدم سيدة واحدة للترشيح لمنصب الرئيس مضيفة انها اسرعت الى اللجنة العليا للانتخابات وسحبت استمارة الترشيح لكنها فوجئت برفض امين اللجنة بحجة عدم وجود توقيع 250 شخصية برلمانية.

وقالت انها اسرعت بتظلم للجنة ضد هذا التمييز بين المرشح المنتسب لحزب والمرشح المستقل موضحة انه بعد قليل استدعاها المسؤول واعطاها الاستمارة والاوراق التي قامت على الفور بملئها فيما طلب رئيس اللجنة العليا رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار ممدوح مرعي وطلب استكمال التوقيعات حتى قبل غلق باب الترشيح الخميس المقبل.

وحثت البخارى -التي تخطت سن الاربعين ولديها ثلاثة ابناء - على جمع التوقيعات اللازمة لدعم اول امراة ترشح نفسها للانتخابات الرئاسية التعددية التي تعد الاولى من نوعها في تاريخ البلاد .

هذا وتراوحت البرامج الانتخابية للمرشحين للانتخابات الرئاسية في مصر من تحقيق أهداف سياسية واقتصادية هامة مثل تدعيم الديمقراطية وحل مشكلة البطالة الى الوعد بحل مشكلات اجتماعية يواجهها المجتمع المصري.

وحتى الان تقدم للترشيح لهذه الانتخابات التى تجرى فى السابع من سبتمبر المقبل 15 من رؤساء وممثلى الأحزاب السياسية واكثر من خمسين مستقلا من بينهم سيدات ما اعطى انطباعا أن هناك زحاما شديدا على منصب رئيس الدولة .

وتغلق مساء غد اللجنة المشرفة على الانتخابات باب الترشيح لأول انتخابات تعددية بعد أن أقر البرلمان تعديلا دستوريا يسمح باجراء الانتخابات بين أكثر من مرشح .

وباستعراض البرامج المعلنة لبعض المرشحين من خلال تصريحاتهم لوسائل الاعلام يلاحظ أن زعماء الاحزاب وضعوا القضايا السياسية الاكثر سخونة على رأس برامجهم الانتخابية فيما ركز المستقلون على قضايا اقتصادية واجتماعية خفيفة مثل العنوسة والذي تضعه احدى السيدات المتقدمات للترشيح على رأس برنامجها.

على سبيل المثال أكد رئيس حزب الغد أيمن نور الذى يعتبر من أقوى مرشحى المعارضة أمام مرشح الحزب الوطنى الأوفر حظا فى هذه الانتخابات الرئيس حسنى مبارك أن قيام جمهورية برلمانية وتوازن بين السلطات يشكل الملامح الرئيسية في برنامجه الانتخابي .

وفيما يؤكد مرشح حزب مصر العربي الاشتراكي وحيد الاقصرى في برنامجه الانتخابي على ضرورة دعم الوحدة العربية الأمر الذى يتطلب اعادة رسم السياسة الخارجية المصرية يرفع رئيس الحزب الدستورى ممدوح قناوى شعار " مصر للمصريين " .

اما رئيس حزب الأمة الذى قدم أوراق ترشيح وهو يرتدى (الطربوش) الذى الغته ثورة يوليو باعتباره جزءا من من برنامجه الانتخابى فقد شدد على تعميق الممارسة الديمقراطية فيما أكد طلعت السادات نجل شقيق الرئيس الراحل انور السادات تعزيز الحريات والممارسة الديمقراطية.

واهم ما فى برنامج رئيس حزب الوفد الليبرالى المعارض نعمان جمعة الذى جاء ترشحه مفاجأة لاحزاب معارضة رئيسية أخرى أعلنت مقاطعتها للانتخابات ضرورة تطبيق الديمقراطية السياسية كمدخل لأية اصلاحات اقتصادية واجتماعية.

واللافت ان برامج الاحزاب التى رشحت رؤساها أو ممثلين عنها لم تختلف عن برامجها السياسية والتى تركزت على القضايا المعتادة مثل البطالة والتنمية الاقتصادية والبطالة فيما كان المستقلون هم مفاجأة الترشيح سواء بعددهم أو بتبريرات لما دفعهم للترشيح .

وقالت مصادر لجنة تلقى أوراق الترشيح أن أغلب المستقلين الذين تقدموا لشغل هذا المنصب لا تنطبق عليهم شروط الترشيح مثل الحصول على تزكية 250 عضوا في المجالس النيابية مما يعزز الاعتقاد ان تقدهم للترشيح جاء بهدف لفت النظر الى قضايا اقتصادية واجتماعية لابد من وضعها في الحسبان.

فهناك من المستقلين من ركز على قضية البطالة حيث قالت سيدة لا تنطبق عليها شروط الترشيح بسبب عامل السن (30 سنة) فيما يشترط الا يقل عمر المرشح عن اربعين عاما أن السبب في تقدمها للترشيح أنه حاصلة على الماجستير فى مجال تخصصها ولم تحصل على فرصة عمل فيما أكدت سيدة أخرى أن الهدف من ترشحها حل مشكلة العنوسة .

والخلاصة ان التقدم للترشيح للانتخابات المصرية حمل مفاجأت منها العدد الكبير للمترشحين خصوصا بالنسبة للمستقلين وعدم وضوح البرامج الانتخابية الا بالنسبة لمرشح الحزب الوطنى حسنى مبارك الذى يرى المراقبون أن فرص نجاحه شبه مؤكدة بالنظر الى أن برنامجه السياسى معروف للجميع فضلا أن هناك مشروعات سيمنحه الناخب المصرى فرصة لاكمالها خصوصا على صعيد اصلاحاتت سياسية واقتصادية.

شبكة النبأ المعلوماتية -االخميس 4/ اب/2005 - 28/ جمادى الأولى/1426