ابناء المدخنات مصابون بضعف القدرة على التركيز والسلوك المتمرد على المجتمع

قال باحثون دنمركيون يوم الاثنين ان النساء اللاتي يدخن خلال فترة الحمل يزدن الى ثلاثة امثال احتمال اصابة ابنائهن بخلل في القدرة على التركيز.

وقال اطباء في جامعة ارهوس في كوبنهاجن ان المدخنة الحامل تعرض الجنين لتركيزات عالية نسبيا من النيكوتين وهذه تؤثر على مستقبلات مادة دوبامين الكيميائية الضرورية لنمو المخ.

وقارن الباحثون الذين نشروا نتيجة بحثهم في دورية طب الاطفال سجلات 160 طفلا مصابين بخلل النشاط المفرط بنحو 3800 طفل في مرحلة عمرية مماثلة.

وبلغت نسبة المدخنات بين امهات المصابين بهذا الخلل 59 في المئة. وخلصت الدراسة الى ان الحوامل اللاتي كن يدخن اثناء فترة الحمل يزيد الى ثلاثة امثال احتمال اصابة ابنائهن بخلل الحركة المفرطة ومن اعراضه النشاط العضلي المفرط وعدم التركيز والسلوك المندفع.

وهذه الحالات هي اكثر الاضطرابات العقلية انتشارا في الطب النفسي للاطفال.

وقالت الدكتورة كارين لينت التي اعدت الدراسة ان الدراسات التي اجريت على الحيوات والاجنة البشرية في الشهور الثلاثة الاولى من الحمل توضح تأثير النيكوتين على المخ في مرحلة النمو.

 ويقول باحثون بريطانيون إن تدخين الأمهات الحوامل قد يزيد احتمالات تبني أطفالهن لسلوك مناهض للمجتمع.

وقال الباحثون إنه توجد علاقة "صغيرة لكن ملحوظة" بين تدخين الأمهات الحوامل وبين ظهور أعراض السلوك المتمرد والاضطراب المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط على مواليدهن.

وخلصت الدراسة التي شملت 1896 من التوائم إلى أن نسبة ظهور هذه الأعراض ترتفع بزيادة عدد السجائر التي دخنتها الأم أثناء الحمل.

ونشرت نتائج الدراسة التي أجراها معهد الطب النفسي في الدورية البريطانية للطب النفسي.

وقال الباحثون إن هذه النتائج لا تعني وجود علاقة بين السلوك المتمرد وبين الاضطراب المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط، لكن يعرف أن الأخير يزيد احتمالات ظهور أعراض السلوك غير الاجتماعي.

وكانت دراسات أخرى قد اشارت إلى وجود صلة بين كل من السلوك غير الاجتماعي والاضطراب المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط وبين تدخين الأمهات الحوامل.

لكن لم يتضح ما إذا كان ازدياد احتمالات ظهور السلوك غير الاجتماعي مرتبطا بالاضطراب المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط أكثر من ارتباطه بتدخين الأمهات الحوامل.

وبالرغم من أن الاعتقاد بأن الاضطراب المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط عامل طبي مهم، فإنه غالبا ما ينحى باللائمة في السلوك المتمرد على عوامل اجتماعية.

وأرسل فريق من معهد الطب النفسي في لندن استبيانا إلى آباء 723 توأما متماثلا و1173 توأما غير متماثل.

وطلب من الآباء تقديم معلومات عن عاداتهم المرتبطة بالتدخين وعن سلوك أبنائهم.

ويصنف السلوك على أنه مناهض للمجتمع إذا حاول الطفل مضايقة وتخويف الأطفال الآخرين، أو قام بتدمير ممتلكاته أو ممتلكاتهم، أو اكتسب عادة سرقة الأشياء، أو دأب على الكذب أو عصيان الأوامر.

وقالت ثلث الامهات اللائي شملهن الاستبيان إنهم قمن بالتدخين أثناء الحمل.

وجاءت نتيجة الاستبيان أن أقلية صغيرة من الأطفال - من 4 إلى 11% - ظهرت عليهم أعراض السلوك المناهض للمجتمع أو المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط.

وعندما درس الباحثون تأثير تدخين الأمهات الحوامل، خلصوا إلى أنه أسهم بقدر صغير لكن ملحوظ في ظهور هذه الاضطرابات السلوكية.

وزادت نسبة ظهور هذه الأعراض بزيادة عدد السجائر التي دخنتها الأمهات الحوامل.

وقال الباحثون إنه توجد عدة تفسيرات لهذه العلاقة، والتي تشمل الآثار المباشرة لتدخين التبغ على تطور نمو الجنين.

وقالت الدكتورة تانيا باتون، التي قادت فريق البحث: "أكثرها شيوعا هو تأثير النيكوتين على نمو مخ الجنين، والذي غالبا ما يسفر عن إعاقة للجهاز العصبي.

"كما أن تدخين الحامل قد يقلص كمية الأوكسجين التي تصل إلى الجنين، وهو ما قد يؤثر بدوره على سلوكه في مراحل لاحقة من العمر."

وبرغم أن عوامل أخرى غير التدخين تلعب دورا أكبر في ظهور أعراض هذين الاضطرابين السلوكيين، السلوك غير الاجتماعي والاضطراب المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط، فإن الباحثين ينصحون أي حامل بتجنب التدخين.

وقال البروفيسور إيريك تيلور من معهد لندن لطب النفسي، معلقا على الدراسة: "إنها تظهر أن هناك تأثيرا حيويا على اضطرابات السلوك، وهذا شيئ من المفيد معرفته.

وأضاف تيلور: "بالطبع، نحن نعلم ان الحامل يجب ألا تدخن لأسباب صحية عديدة. إنه يتعلق بالجرعة، فكلما زاد التدخين كلما زادت الاحتمالات، وقد يكون لذلك تأثير مباشر على نمو الأجنة."

كما أشار تيلور إلى احتمال أن الامهات يورثن الجينات الخاصة بالسلوك غير الاجتماعي لأطفالهن.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 3/ اب/2005 - 27/ جمادى الأولى/1426