السفير السعودي الجديد في واشنطن كانت له علاقات سابقة مع القاعدة وطالبان

كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها ان تعيين رئيس الاستخبارات السعودية السابق الامير تركي الفيصل سفيرا الى الولايات المتحدة يجب ان يشكل فرصة للرياض لتوضح علاقاتها الماضية مع الاسلاميين المتطرفين والارهابيين.

واكدت الصحيفة ان الامير تركي الفيصل "ليس ارهابيا ولا متعصبا دينيا" وذكرت بانه بصفته رئيس الاستخبارات "تولى شخصيا ادارة علاقات الرياض مع (زعيم تنظيم القاعدة) اسامة بن لادن والملا محمد عمر" الزعيم الروحي لحركة طالبان.

وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها الاحد ان "تعيينه يجب ان يسهل مناقشة جدية للجوانب الغامضة من العلاقات التاريخية بين السعودية وعالم المتطرفين والارهابيين الاسلاميين".

وعين الامير تركي الفيصل سفيرا للسعودية في الولايات المتحدة في تموز/يوليو الماضي خلفا للسفير الحالي الامير بندر بن سلطان الذي استقال من منصبه.

وكان الفيصل رئيسا للاستخبارات السعودية طيلة 27 عاما حتى 21 آب/اغسطس 2001.

واشارت الصحيفة الى ان الامير تركي "يمكن ان يكون خيارا جيدا في اهم منصب دبلوماسي سعودي. فهو على معرفة بالقضايا الاساسية ويملك اتصالات جيدة جدا في بلده ويقف بشكل عام في الصف السليم في النقاش الداخلي حول الاصلاح السياسي".

الا ان الصحيفة اشارت الى ان الامير تركي "كان لفترة طويلة في مركز نظام تعني السياسة فيه الاسرة الملكية ويعني القضاء الجلد والسيف ويعني المال توزيع عائدات النفط بين الامراء ولا تعني حقوق المرأة شيئا".

من جهته قال السفير السعودي لدى بريطانيا الامير تركي الفيصل في تصريحات بُثت يوم الاحد ان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن أصدر توجيهات مباشرة لشن بعض الهجمات التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية واستهدفت في الأساس مصالح غربية.

وأشار الامير تركي الذي عين هذا الشهر سفيرا لبلاده في واشنطن في مقابلة مع تلفزيون رويترز الى ان استمرار الاحتلال الاسرائيلي والغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق يساعدان القاعدة على تجنيد المزيد من الأعضاء.

وتابع الأمير تركي الذي رأس جهاز المخابرات في بلاده طوال 24 عاما "لا تزال هناك إمكانية للاتصال بالقيادة الرئيسية المركزية... التي هي بن لادن و (مساعده) ايمن الظواهري ومن يلتف حولهم من اشخاص وإصدار أوامر من هناك باتخاذ أو ارتكاب اعمال ارهابية.

"لكن ايضا يوجد استقلال ذاتي اذا صح التعبير لبعض الشبكات في اماكن واوضاع معينة يصعب من خلالها او فيها الاتصال المباشر مع القيادة المركزية وهنا يترك للقائمين على هذه الشبكات القرار في متى وكيف واين يتخذوا اجراءاتهم؟."

وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد أعلن مسؤوليته عن العديد من العمليات التي وقعت في السعودية منذ عام 2003.

واكد الامير تركي الذي تولى منصبه الحالي عام 2003 انه رغم نجاح قوات الامن السعودية في قتل او اعتقال الكثير من قادة تنظيم القاعدة في المملكة فلا يزال الامر يتطلب بذل المزيد من الجهد كما تعهد بتعقب من يساند ويبرر مثل هذه الهجمات من الناحية الدينية وبتقديمهم للمحاكمة.

وقال "قوات الامن في المملكة استطاعت ان تتصدى لخطر هؤلاء الارهابيين بكل كفاءة ونجاح والقت القبض على كثير منهم... كما انها قتلت عددا كبيرا ممن ادعوا لنفسهم قيادة تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل.

"نحن نتقصى ونتابع من يحرض ومن يفتي ومن يبرر لهؤلاء. وهؤلاء المفتون والمحرضون والمبررون في الغالب يعملون في الخفاء فالوصول اليهم قد يأخذ وقتا أطول ولكن باذن الله ستصل اليهم الاجهزة الامنية وسيتم حسابهم امام المحاكم في الممملكة العربية السعودية."

وردا على سؤال بشأن الضغوط الامريكية على السعودية وغيرها من الدول العربية لتطبيق اصلاحات ديمقراطية قال الامير تركي الذي من المقرر ان ينتقل الى واشنطن ليرأس بعثة بلاده هناك ان السعودية تتقبل النصح فيما يتعلق بسياستها الداخلية والخارجية كما انها تقدم المشورة ايضا للادارة الامريكية بشأن سياساتها في المنطقة ولا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وقال الامير تركي "نحن في المملكة نقبل من اصدقائنا النصح في كل ما يتعلق بوضعنا وعلاقتنا معهم وما عندنا حرج في ذلك وما نعتبر اننا وصلنا الى الكمال بل بالعكس لا زلنا نسعى مع الغير.

"ايضا نحن نسدي نصحنا لاصدقائنا يعني الولايات المتحدة. نحن من سنوات ننصح الولايات المتحدة بتعديل سياستها تجاه الشرق الاوسط... فبقدر ما نتلقى بدون حرج نصح الاخرين ايضا نحن نسدي نصحنا للاخرين فنحن ما نرى في عملية اسدائنا النصيحة اي مشكلة او حرج بل بالعكس اذا كان عندنا خلل ان كان في مجتمعنا او في وسائل تعليمنا أو كيف نتابع الامور فنحن نرحب بمن ينبهنا الى هذه الامور لكي نصلحها."

وأشار الامير تركي الى ان عدم استقرار الاوضاع السياسية في المنطقة يمكن أن يتيح دوافع للجماعات الاسلامية المتشددة لشن هجماتها.

وقال "لا شك أن الحق المهضوم للشعب الفلسطيني يؤجج مشاعر كل الشعوب ومش بس العربية - العربية والاسلامية والآن حتى غير الاسلامية... لكن استمرار الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين يسمح لاشخاص مثل بن لادن ان يستخدموه لجلب التأييد والدعم من اولئك الذين يرون في التعامل مع اسرائيل أمرا غير محق بل انه ظالم لحقوق الشعب الفلسطيني. والان الوضع في العراق ايضا طبعا يزيد في هذا الامر ويترك مجالا لاستقطاب اشخاص وعناصر مختلفة" الى تنظيم القاعدة.

وتابع الامير تركي الذي تقاعد من رئاسة جهاز المخابرات قبل شهر واحد من وقوع هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 ان بن لادن اختار بنفسه الخاطفين الخمسة عشر السعوديين الذين شاركوا في هجمات 11 سبتمبر لانه كان يسهل عليهم دخول الولايات المتحدة ولانه أراد ان يفسد العلاقات السعودية الامريكية.

وأضاف "هو في آخر لحظة اختار هؤلاء. السبب الأول هو لانهم سعوديون فيسهل عليهم الحصول على تأشيرة للدخول للولايات المتحدة. والسبب الثاني لكي يخلق فرقة واختلافا وتنافرا بين الولايات المتحدة وبين المملكة العربية السعودية."

وكانت هجمات سبتمبر قد أسفرت عن أكبر صدع في تاريخ العلاقات السعودية الامريكية حيث القت واشنطن باللوم عن التشدد الاسلامي عامة على نظام التعليم والتشدد الوهابي في السعودية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 3/ اب/2005 - 27/ جمادى الأولى/1426