عش كالفراشة تنثر عطر الورود بين الناس

تفاءلوا بالخير تجدوه...

كلمة حكيمة قد يتبادر منها الحث على التفاؤل في الحياة وعدم السماح للتشاؤم أن ينخر نفسياتنا فالفرق كبير بين متشائم يعتصر الحزن والأسى قلبه ويقطر العبوس والتجهم من وجهه ويسكن الاكتئاب والسوداوية في نفسه وآخر يموج حيوية وألقاً ويشرق وجهه ابتساماً وفرحاً ويملأ محيطه بهجة وسروراً ويدخل التفاؤل والسعادة إلى قلب كل من يتعامل معه، يرى من القمر نصفه المضيء ومن الكأس نصفها المليء ومن الإنسان صفاته الخيرة والنبيلة، ومن  الناس الأخيار والصالحين لا يرى المصاعب والمشكلات تحدياً لقدرات الإنسان بل ضرورة لتلوين الحياة، وعندما يتغلب عليها ويتجاوزها يشعر بالنشوة والانتصار، ويعود ليبدأ مشوار الحياة من جديد وبإشراقة جديدة... أما المتشائم ينظر إلى الحياة بمنظار أسود وعبر زاوية ضيقة جداً فلا يرى فيها سوى سلسلة من الآلام والمتاعب ويرى أن المجتمع يعج بالفساد والرذائل والطبيعة لا تحمل سوى الكوارث والظواهر الضارة، وأن الأسرة تربي أبناءها على الخطأ والاعوجاج، والإنسان مجبول على الشر والآثام...

فليس للحياة عنده طعم ولا لون وهي تخلو من كل أنواع المتعة وهي غير جديرة بأن تعاش لأنها دون جدوى، ويصبح العمر عنده مجرد عدّ للسنوات والأيام...

قد نساير المتشائم في تفكيره لما لاقاه من شرور الناس في حياته حتى أصبح لا يستطيع الثقة بأحد ولكن هذه لا تبرر تعميمه الحكم على الكل بل عليه مراجعة أفكاره بعقلانية ونهج الوسطية في الحكم على الحياة مع الناس. كما أنه لا يصح الثقة بكل أحد دون حزم أو تدبر فعن الإمام علي (عليه السلام) إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجلٌ الظنَّ برجلٍ لم تظهر منه خزية فقد ظَلَم، وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله فأحسنَ رجلٌ الظن برجل فقد غرّر أي جهل الأمور وغفل عنها.

أما عن كيفية تحصيل الوسطية العقلانية فهذا متروك لكل فرد حسب طريقته في فهمها وخبرته في الاحتكاك مع الناس وتمييز الصالح من الطالح منهم دون الغلو والتطرف في رأي وموقف ضبابي دون مقدمات ودلائل تثبت صحته وواقعيته.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 1/ اب/2005 - 24/ جمادى الأولى/1426