القنبلة النووية قد تحدد اسم الفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2005

بعد 60 عاما من الهجوم الامريكي بقنبلة نووية على هيروشيما من الممكن ان يعود القائمون على جائزة نوبل للسلام في عام 2005 لتأكيد اتجاه بمنح الجائزة مرة كل عقد لعمل يهدف الى منع حرب نووية كبرى.

وترفض لجنة منح الجائزة المكونة من خمسة أعضاء مجرد اعلان الاسماء الموجودة على قائمتها القصيرة. وتعقد اللجنة عدة اجتماعات قبل ان تعلن في اكتوبر تشرين الاول الفائز بما يعتبره كثيرون أرفع وسام في العالم من بين 199 مرشحا.

ومع ذلك اذا اعتبر التاريخ هاديا فان ذكرى تفجيري هيروشيما في السادس من اغسطس اب وناجازاكي في التاسع من الشهر نفسه قد تساعد في تحديد الفائز. وتوفي قرابة 200 الف بحلول نهاية عام 1945 بسبب الهجومين اللذين عجلا باستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية.

ذهبت جائزة نوبل للسلام عام 1995 الى العالم البريطاني جوزيف روتبلات الذي دعا لحظر القنبلة النووية وجماعة بوجواش المناهضة للانشطة النووية. ومنحت جائزة عام 1985 الى جماعة (اطباء دوليون لمنع الحرب النووية) وهي جماعة ضمت أطباء امريكيين وسوفيت.

وقال شتاين توينيسون رئيس المعهد الدولي لبحوث السلام ومقره اوسلو "اذا جعلت اللجنة الجائزة هذا العام مرتبطة بالاسلحة النووية سيبدو وكأنه تقليد راسخ."

لكنه صرح بان مجرد الاشارة الى وجود نمط لاختيارات اللجنة يمكن ان تجعلها تبتعد عن فكرة منح الجائزة عام 2005 لموضوع مرتبط بالسلاح النووي. وقال "اللجنة لا ترغب في ان ينظر اليها على انه يمكن التنبؤ باختياراتها."

وفي صلة محتملة بالسلاح النووي منحت جائزة عام 1975 للعالم النووي الروسي المنشق اندريه سخاروف الذي قاد حملة مدافعة عن حقوق الانسان في الاتحاد السوفيتي.

وفي عام 1965 لم تكن للجائزة أي علاقة بالسلاح النووي ومنحت لصندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف). ولم تمنح أي جائزة عام 1955.

ومنذ عام 1985 كرمت اللجنة طيفا واسعا من القضايا التي لا علاقة لها بالقضية النووية. وعلى سبيل المثال فازت الناشطة الكينية في مجال البيئة وانجاري ماثاي بجائزة نوبل للسلام عام 2004 كما سبقتها المحامية الايرانية شيرين عبادي المدافعة عن حقوق الانسان وفازت بالجائزة عام 2003 فيما فاز بها الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر عام 2002.

ويقول جيير لوندشتاد مدير معهد نوبل النرويجي "لا يوجد نمط" لمنح جوائز خاصة بمناهضة السلاح النووي كل عشر سنوات في ذكرى الهجوم على هيروشيما. واضاف في اشارة الى عامي 1995 و1985 "من المؤكد ان ذلك كان مجرد مصادفة."

وصرح بان جائزة سخاروف عام 1975 كانت تكريما لعمله في مجال حقوق الانسان. ومع ذلك فقد امتدح اسي ليونيس رئيس لجنة نوبل سخاروف الذي لم يحضر مراسم تسلم الجائزة عام 1975 لوصفه الحرب النووية بأنها "انتحار جماعي".

ومنحت جائزة نوبل للسلام عدة مرات قبل عام 1985 الى نشطاء في مجال نزع السلاح النووي في عام 1962 و1974 و1982. وعلى سبيل المثال فقد فاز رئيس الوزراء الياباني الاسبق ايساكو ساتو بالجائزة عام 1974 لمعارضته انشاء اي برنامج ياباني لصنع أسلحة نووية.

ومن بين المرشحين للفوز بجائزة نوبل للسلام عام 2005 التي تبلغ قيمتها 1.3 مليون دولار الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ومديرها العام محمد البرادعي وسط مخاوف من الطموحات النووية لايران وكوريا الشمالية. وكان البرادعي من بين المرجح فوزهم بها العام الماضي.

كما هناك اخرون مرشحون من بينهم السناتور الامريكي ريتشارد لوجار والسناتور السابق سام نان لجهودهما في تفكيك اسلحة الحقبة السوفيتية النووية وهي مهمة قد تصعب أيضا حصول الارهابيين على مواد نووية.

وفي مارس اذار التقى اولي دانبولت مجويس رئيس لجنة نوبل ولوجار في السفارة النرويجية بواشنطن. وقلل لوندشتاد من اهمية الاجتماع وقال انها كانت مناسبة شارك بها كثير من الضيوف.

وقال اروين ابرامز الاستاذ الفخري بجامعة انتيوك (انطاكيا) باوهايو والخبير العالمي بجوائز نوبل ان اللجنة ربما تكون قد فكرت في هيروشيما اثناء تحديد الفائزين بجائزتي عامي 1995 و1985 لكنه قال انه لا توجد سياسة لمنح الجائزة مرة كل عقد.

واستطرد "في عام 2005 هناك مبررات جيدة للتفكير في هيروشيما وليس فقط مجرد الذكرى." ورشح ابرامز سينجي ياماجوتشي احد الناجين من القنبلة التي القيت على هيروشيما والناشط المناهض للقنابل النووية للحصول على جائزة عام 2005.

وكثيرا ما تضع لجنة نوبل الذكريات في حسبانها. وفاز الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الشعوب الاصلية ريجوبيرتا مينشو من جواتيمالا بالجائزة عام 1992 الذي وافق مرور 500 عام على رحلة كولومبوس عبر المحيط الاطلسي.

ومن بين المرشحين الاخرين لجائزة عام 2005 التي تحمل اسم العالم السويدي الفريد نوبل منظمات إغاثة ساعدت ضحايا موجات المد العاتية بالمحيط الهندي والرئيس الاوكراني فيكتور يوشتشينكو لتزعمه "ثورة برتقالية" سلمية.

وأمام لجنة نوبل الحالية التي يعينها البرلمان النرويجي لمدة ست سنوات فرصة لتسجيل حدث غير مسبوق وان تمنح الجائزة لامرأة للعام الثالث على التوالي بعد ماثاي وعبادي.

ومن بين المرشحين ايضا نجم الروك الايرلندي بونو نجم فريق (U2) لقيادته حملة لتخفيف حدة الفقر في العالم الثالث. ومن قبيل المصادفة حمل الالبوم الاخير لفريق (U2) اسم "كيف تفكك قنبلة نووية" "How to Dismantle an Atomic Bomb".

شبكة النبأ المعلوماتية - الاحد 31/ تموز/2005 - 23/ جمادى الأولى/1426