قنابل ذكية تقتل الخلايا السرطانية عبر اختراقها وقطع امداداتها

قال علماء ان قنبلة ذكية مضادة للسرطان تعمل بطريقة فيروسات الكمبيوتر قد تنفذ الى أعماق الاورام ثم تنفجر وتدمر الخلايا السرطانية دون الاضرار بالخلايا السليمة.

واختبر باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذي أنتج القنبلة وهي في حجم الجزيئ على فئران التجارب المصابة بسرطان الجلد أو الرئتين. وعاشت الفئران التي خضعت للعلاج بهذه الطريقة فترات أطول ثلاثة مرات من القوارض التي لم تتناول العلاج.

ويعتقد العلماء ان النتيجة نفسها قد تتحقق في البشر.

وقال البروفسور رام ساسيسخاران من قسم الهندسة الحيوية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مقابلة مع رويترز يوم الاربعاء "نحن متفائلون بأنه عند اختبار هذه (الطريقة) في الانسان فسنحصل على نفس النتائج الناجحة التي حصلنا عليها في الحيوانات."

وبعد حقن القنبلة وهي مثل بالون داخل بالون في مجرى الدم تسير في طريقها نحو الورم وتتخلل الى اعماقه. ثم يتحلل غشاؤها الخارجي وتطلق الدواء المضاد لتكوين الاوعية الدموية وبهذا تنهار الاوعية الدموية التي تغذي الورم.

وتنفجر الخلية الدقيقة المحملة بالدواء والمحصورة داخل الورم ليخرج عقار كيميائي يقتل الخلايا السرطانية. ولا تتعرض الخلايا السليمة للتدمير وبهذا يتم التخلص من الاثار الجانبية الموهنة مثل فقد الشعر والقيء والدوار وفقدان الوزن.

وقال البروفسور ساسيسخاران "اذا لم تغلق خطوط الامداد فستتمكن الخلايا السرطانية من الهرب وبهذا تنتشر. بقتل خطوط الامداد فانك تحد من تغلغل المواد الكيميائية العلاجية الى الخلايا السليمة."

وعاشت 80 في المئة من الفئران التي عولجت بقنبلة الخلايا الدقيقة 65 يوما زيادة عن القوارض التي تلقت أفضل علاج كيميائي استمر 30 يوما فقط.

أما الفئران التي لم تتلق علاجا على الاطلاق فعاشت 20 يوما.

وأثبتت القنبلة الذكية كفاءة أكبر في علاج الاورام القتامينية التي تصيب الجلد عن سرطان الرئة وهو ما قال العلماء الذين نشروا نتائج بحثهم في مجلة "نيتشر" العلمية ان هناك حاجة الى تغيير تصميم القنبلة لتهاجم أنواعا مختلفة من السرطانات.

وقال جودا فولكمان اخصائي السرطان بمستشفى بوسطن للاطفال في بيان "انها تقنية محكمة للهجوم على مكوني السرطان.. الاوعية الدموية والخلايا السرطانية."

ولان القنبلة الذكية تستخدم عقاقير ومواد موجودة بالفعل فان الباحثين يعتقدون انها قد يكون لها نفس الاثر في الانسان.

ويعتقدون أيضا انه يمكن استخدامها لعلاج أنواع من السرطان وأمراض أخرى ولاختبار تركيبات دوائية.

وقال ساسيسخاران "استطعنا أن نبرهن على انه يمكنك بالفعل تقليل سمية (الادوية) وزيادة كفاءتها."

وقد اثبتت الخلية الدقيقة، والتي تقاس ابعادها باجزاء المليون من المتر (نانومتر) نجاعتها ضد سرطان الجلد واحد اصناف سرطان الرئة عند الفئران.

وكانت الاستراتيجية المزدوجة، أي قطع الامدادات الدموية على الخلايا السرطانية قبل ابادتها بالعقاقير، شبه مستحيلة حيث لا يمكن ايصال الدواء الى قلب نسيج قطعت اوعيته الدموية.

وقد صمم الفريق الطبي الخلية على شكل كرة في قلب كرة اخرى، حيث تحوي كل منهما نوعا مختلفا من الادوية.

وقد ابتكروا طريقة لمنع جهاز المناعة من اكتشاف الخلية الدقيقة، كما جعلوا حجمها صغيرا كفاية للتسلل الى داخل الخلايا السرطانية، لكن اكبر من ان تدخل الى انسجة اخرى.

وقد أظهرت التجارب على الفئران ان العقاقير التي تقطع الأوعية الدموية تتحرر بتحلل الغشاء الخارجي، مما يغلق الخلايا السرطانية حول الخلية الدقيقة التي تبدأ بإطلاق العلاج الكيميائي الشبيه بالعلاجات التقليدية، لكن دون إلحاق ضرر بالخلايا المجاورة للسرطان.

وقد انكمش الورم السرطاني عند الفئران وقد بقيت 8 من اصل عشرة على قيد الحياة لأكثر من 65 يوما.

وكانت نتائج الخلية الدقيقة ضد سرطان الجلد أحسن منها ضد سرطان الرئة، مما يبين وجوب تعديلها حسب أنواع السرطان المختلفة.

وقال الدكتور جودا فولكمان من مستشفى الاطفال ببوسطن انها "تقنية انيقة لمهاجمة الخلايا السرطانية من ناحيتين، فهي تقطع امداداتها الدموية ثم تبيدها كيميائيا".

شبكة النبأ المعلوماتية - الجمعة 29/ تموز/2005 - 21/ جمادى الأولى/1426