الجيش الجمهوري الايرلندي يعلن ايقاف العنف المسلح واللجوء للطرق السلمية

اعلن الجيش الجمهوري الايرلندي الخميس في بيان انه أمر جميع الناشطين لديه بوقف الكفاح المسلح اعتبارا من الخميس عند الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي (15,00 ت غ).

وورد في البيان ان "قيادة الجيش الجمهوري الايرلندي أمرت رسميا بوضع حد للكفاح المسلح. وسيسري مفعول ذلك اعتبارا من الساعة 16,00 من بعد ظهر اليوم (الخميس). وقد تلقت كل الوحدات في الجيش الجمهوري الايرلندي الاوامر بالقاء السلاح".

وقال الجيش الجمهوري في بيان طال انتظاره إنه قرر سلوك الطريق الديمقراطي منهيا بذلك فترة من العنف امتدت لاكثر من ثلاثين عاما.

وطلب الجيش الجمهوري الايرلندي من الناشطين السعي الى تحقيق هدف اعادة توحيد ايرلندا وانهاء السلطة البريطانية على ايرلندا الشمالية بوسائل سياسية فقط. ويتابع البيان "لقد تلقى المتطوعون تعليمات بالمساهمة في تطوير برنامج سياسي وديموقراطي بحت من خلال طرق سلمية".

وسيؤدي هذا القرار التاريخي للجيش الجمهوري الايرلندي الذي يطبق وقفا لاطلاق النار منذ عام 1997 الى تعليق نشاط جهازه شبه العسكري وهي مبادرة لا سابق لها منذ انشاء هذه المجموعة السرية عام 1970.

ونقل تلفزيون سكاي عن بيان الجيش الجمهوري الايرلندي قوله انه قرر وقف كل انشطته ليحقق أهدافه من خلال العمل السياسي وهي خطوة حاسمة لاحياء محادثات السلام للتوصل الى تسوية سياسية في اقليم ايرلندا الشمالية المضطرب.

وجاء في بيان الجيش "أمرت قيادة الجيش الجمهوري الايرلندي رسميا بانهاء الحملة العسكرية وعلى كل وحدات الجيش الجمهوري الايرلندي ان تلقي السلاح. وعلى المتطوعين المساعدة في تطوير برامج ديمقراطية وسياسية بحتة من خلال السبل السلمية فقط."

وأعلن الجيش في بيانه انه كلف ممثلا له بالتعاون مع جهاز مستقل لنزع السلاح يتولى مهمة الاستيثاق من القائه السلاح "بطريقة تعزز ثقة الشعب أكثر وتخلص الى هذه النتيجة بأسرع وقت ممكن."

وكان متوقعا ان يكشف الجيش الجمهوري عن خطته المستقبلية منذ ابريل نيسان الماضي حين طالبه حليفه السياسي الشين فين بانهاء الكفاح المسلح من أجل قيام ايرلندا موحدة.

وصعدت الجرائم التي اتهم الجيش الجمهوري بارتكابها من النداءات المطالبة بحله وتعرض الشين فين للوم من جانب مؤيديه التقليديين.

وفي وقت سابق من اليوم وعد جيري ادامز رئيس الشين فين بان يجيء بيان الجيش الجمهوري الايرلندي الكاثوليكي بمثابة اختبار وتحد لكل اطراف الصراع في ايرلندا الشمالية.

لكن وقبل ان يصدر البيان قال الحزب البروتستانتي الرئيسي في الاقليم الذي يفضل الوحدة مع بريطانيا ان الاتفاق على احياء برلمان محلي معلق امامه طريق طويل.

وقال ايان بيسلي زعيم الحزب الديمقراطي الوحدوي أكبر الاحزاب البروتستانتية لهيئة الاذاعة البريطانية "المحك والاختبار الحقيقي هو الفعل لا القول. سمعنا كل هذا من قبل. نريد افعالا نريد دليلا على ان هذا يحدث."

ويرفض الحزب الديمقراطي الوحدوي الموالي لبريطانيا اجراء محادثات مباشرة مع الشين فن ناهيك عن الاشتراك معه في حكومة واحدة لكن زعماء السياسة الكاثوليك حافظوا على صلاتهم معه.

وظلت ترسانة الجيش الجمهوري الايرلندي التي استخدمها في شن حملته العسكرية ضد الحكم البريطاني في ايرلندا الشمالية طوال 30 عاما وحتى وقف اطلاق النار عام 1997 حجر العثرة الرئيسي امام التوصل الى تسوية سياسية للصراع.

وفي وقت سابق يوم الخميس عاد بيرتي أهيرن رئيس وزراء جمهورية ايرلندا الى العاصمة دبلن انتظارا لبيان الجيش الجمهوري كما عاد ديرموت أهيرن وزير الشؤون الخارجية من فرنسا على وجه السرعة تحسبا للتطورات المنتظرة.

 يذكر ان الجيش الجمهوري خاض حرب عصابات في ايرلندا الشمالية امتدت لاكثر من ثلاثين عاما راح ضحيتها الآلاف.

يذكر ان الحملة المسلحة التي خاضها الجيش الجمهوري كانت تهدف الى إنهاء الوجود البريطاني في ايرلندا الشمالية واعادة توحيد الجزيرة الايرلندية.

من جهتها وصفت الحكومة البريطانية الاعلان بانه "ايجابي جدا" كما اعلن متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لوكالة فرانس برس.

ورحب المتحدث بالدعوة الواضحة من قيادة الجيش الجمهوري الايرلندي الى وضع "حد للكفاح المسلح" والى "التخلي عن اي نشاط مهما كان" وهو ما فسره على انه رغبة في وضع حد للانشطة الاجرامية للمنظمة العسكرية. واعلن ان هذه العبارة الثانية "مهمة للغاية". وفي الاجمال فان البيان "ايجابي جدا" بحسب المتحدث باسم بلير.

كما رحب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم الخميس بإعلان الجيش الجمهوري الايرلندي انه سيوقف حملته المسلحة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للصحفيين في مكتبه في داوننج ستريت "ارحب ببيان الجيش الجمهوري الايرلندي الذي يضع نهاية لحملته .. ارحب بوضوحه .. أرحب بإدراك ان السبيل الوحيد للتغيير السياسي هو انتهاج الوسائل السلمية والديمقراطية."

من جهته قال الحزب السياسي البروتستانتي الرئيسي في ايرلندا الشمالية ان البيان الصادر عن الجيش الجمهوري الايرلندي بانهاء حملته العسكرية في بريطانيا ليس واضحا بما يكفي ليجعله على ثقة بأن المقاتلين الكاثوليك سيلتزمون بكلمتهم.

وقال الحزب الديمقراطي الوحدوي في بيان يوم الخميس "تاريخ العقد الماضي في ايرلندا الشمالية حافل ببيانات الجيش الجمهوري الايرلندي التي قيل لنا انها "تاريخية" و"حاسمة".

وتابع البيان "حتى في ظاهر البيان لم يعلنوا (الجيش الجمهوري) بشكل قاطع انهاء نشاطهم الاجرامي الذي يتكلف ملايين الجنيهات ولم يوفروا مستوى الشفافية الضروري لبناء الثقة الحقيقية بأنهم ألقوا السلاح نهائيا."

شبكة النبأ المعلوماتية - الجمعة 29/ تموز/2005 - 21/ جمادى الأولى/1426