حزن عميق وغضب شديد في الجزائر بعد قتل الدبلوماسيين وجماعة جزائرية سلفية تشيد بقتلهما

خيمت حالة من الحزن والالم في الشارع الجزائري اليوم بعد تلقي نبا اغتيال الدبلوماسيين الجزائريين علي بلعروسي وعز الدين بلقاضي.

وشد الخبر انتباه المواطنين الجزائريين الذين تعاطفوا كثيرا مع عائلة الدبلوماسيين مبديين خيبتهم الكبرى بعد تبدد الأمل في عودة الدبلوماسيين سالمين الى ذويهم.

واكد عدد من المواطنين ادانتهم للعملية النكراء مشيرين الى الدور الكبير الذي لعبته الجزائر في هذه القضية والجهود الحثيثة التي بذلتها السلطات من اجل اطلاق سراح الدبلوماسيين.

وتلقت الصحف الجزائرية اعدادا هائلة من رسائل الادانة والاستنكار من مختلف الاحزاب السياسية والمنظمات الوطنية ومن المواطنين وصفت فيها عملية الاغتيال بالجريمة الوحشية.

من جهتهم اعلن سكان منطقة وادي سوف بالجنوب الجزائري مسقط راس الشهيد علي بلعروسي تنظيم تجمع اليوم لادانة الجريمة والتعاطف مع عائلة الدبلوماسي.

فيما عمت منطقة بجاية شرق الجزائر التي يقطن بها حالة من الذهول والصدمة بعد تلقي خبر مقتل الدبلوماسي بلقاضي ابن المنطقة.

كما احتل خبر مقتل الدبلوماسيين الجزائريين من قبل تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الصفحات الاولى من الصحف اليومية الجزائرية سواء الناطقة بالعربية او الفرنسية حيث اتفقت اغلبها على عنوان واحد وهو " القاعدة تنفذ الجريمة ".

واعلنت الحكومة الجزائرية التزام دقيقة صمت اليوم الخميس عند الساعة الثانية عشرة ظهرا ترحما على روحي الشهيدين علي بلعروسي وعزالدين بلقاضي.

كما ستؤدى غدا الجمعة صلاة الغائب على روحيهما بكل مساجد البلاد.

وكانت الحكومة الجزائرية قد اعلنت امس عن اغتيال الدبلوماسيين الجزائريين بعد اختطافهما من قبل تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الخميس الماضي على بعد نحو 100 متر من مقر السفارة الجزائرية ببغداد.

من جهته قال وزير الخارجية الجزائري محمد بجاوي إنّ بلاده أجرت اتصالين فاشلين مع خاطفي الدبلوماسيين علي بالعروسي وعز الدين بالقاضي، قبل قتلهما.

ونفى في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن تكون حكومته عرضت مقابلا ماليا للخاطفين أو مبادلة الدبلوماسيين بالرجل الثاني في الجماعة السلفية الجزائرية المسجون عماري صايفي المعروف بالعبد الرزاق البارا.

ووصف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قتل الدبلوماسيين بـ"الجريمة الشنعاء" مشددا على أنّها تتنافى مع كل القيم الحضارية والدينية والإنسانية، وهي لا تخدم سوى آراء من يربطون "الإرهاب بالإسلام."

كما استنكر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بشدة الأربعاء مقتل الدبلوماسيين الجزائريين في العراق.

وقال في تصريحات أدلى بها في مقر المنظمة الدولية، إن الطريقة الوحشية والبربرية التي تم بها إعدام الدبلوماسيين الجزائريين تؤكد من جديد حاجة المجتمع الدولي إلى وضع تعريف محدد للإرهاب، والتوصل إلى معاهدة شاملة لمحاربته مع نهاية العام الحالي.

واعتبر جريمة قتل الدبلوماسيين الجزائريين بأنها "جريمة وحشية" استهدفت دبلوماسيين أبرياء ذهبوا لمساعدة الشعب العراقي، ويجب تقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.

وأكّد أن قتل الدبلوماسيين الجزائريين لن يحقق أي هدف، وأن الشعب العراقي عانى بما فيه الكفاية ويريد المضي قدما في حياته، وهو بحاجة لدعم المجتمع الدولي ودول المنطقة للقيام بذلك.

كما وجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك نداء للإفراج عن كل الرهائن ووقف "الممارسة الوحشية" التي تحط من شأن من يقوم بها، على حد قوله.

 فيما وصفت مدريد الحادث بأنه "جبان وبشع" مؤكدة رفضها القاطع لأي عمل إرهابي.

وعربيا، أدانت الجامعة العربية الأربعاء، قتل الدبلوماسيين، وذلك في بيان عبر فيه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن صدمته الشديدة، وإدانته لاغتيال الدبلوماسيين الجزائريين.

وأضاف البيان أن موسى أعرب عن "بالغ الصدمة والحزن وعميق التأثر للعمل الإجرامي الآثم الذي راح ضحيته دبلوماسيان جزائريان كانا يؤديان بشرف وشجاعة مهامهما الدبلوماسية في العراق."

واستنكر ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز الحادث "الإجرامي" في اتصال هاتفي ببوتفليقة.

هذا وهاجمت مجموعة المتطرف الاردني ابو مصعب الزرقاوي في بيان على الانترنت الخميس الرئيس الجزائري والرؤساء "المرتدين" الآخرين الذين دانوا قتل الدبلوماسيين الجزائريين الاثنين في العراق وتوعدت باستهداف ممثلين دبلوماسيين آخرين.

وجاء في البيان الذي يتعذر التحقق من صحته "الحق بين واضح وما يهمنا كلامكم ولا تهمنا إدانتكم فنحن نتقرب إلى الله تعالى بإقامة الحدود وتطبيق الشرع الحنيف".

واضاف "ديننا يأمرنا بقتل المرتدين والكافرين .. لأن رصاص الحق لا يقف أمام باطل بل يدمغه فإذا هو زاهق وهذا مصير كل من تولى اليهود والنصارى مصيره مصيرهم". وقال ان "آلاف القنابل المحظورة والمحرمة بشرع الأمم الملحدة تسقط على المسلمين في العراق وأفغانستان .. على النساء والصبيان والعزل ولم نسمع إدانة للجريمة الشنعاء (...) ولم نسمع إدانة الجزائر ولا إدانة طواغيت العرب ولا إدانة الأمم الملحدة".

واضاف "لما يقتل مرتدان ممن دخل في المشروع الأمريكي حتى يساعده ويساعد الصليبيين ويناصرهم ويعترف بدولة العلقميين الموالية لليهود والنصارى ترى إدانة قد اجتمع عليها أصحاب الفطر المنحرفة التي بدلت وغيرت الحقائق وقلبت الموازين".

ومن دون ان تسميه هاجمت المجموعة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وخاطبته قائلة "اصمت يا ناعق الشر يا من تلطخت يدك بدم طاهر .. اسكت يا أيها المشرك المنحرف اسكت يا أيها الظالم".

وهاجمت المجموعة ايضا السلطات العراقية التي وعدت بحماية الدبلوماسيين الاجانب العاملين على اراضيها حيث تنفذ يوميا عمليات دامية. وقالت "لا يقولن كاذب سنحمي الدبلوماسيين فإن بلاد الرافدين لا أمان فيها لأعداء الله تعالى فومضة الجهاد قد أضاءت الأفق وأنارت الطريق لأهل الخير".

من جهته رأى حزب جبهة العمل الاسلامي في الاردن الجناح السياسي للاخوان المسلمين الخميس ان مقتل الدبلوماسيين الجزائريين في العراق "حادث اليم" داعيا الحكومة الاردنية الى العدول عن قرارها ارسال سفير الى بغداد.

وقال امين عام الحزب حمزة منصور لوكالة فرانس برس "نعتقد انه حادث اليم ان يتم اعدام الدبلوماسيين الجزائريين ولا سيما ان الجزائر لا علاقات لها بجرائم الاحتلال الاميركي والبريطاني للعراق".

من جهتها أشادت جماعة اسلامية مسلحة في الجزائر يوم الخميس باعدام تنظيم القاعدة في العراق لدبلوماسيين جزائريين خطفا في بغداد.

وقالت الجماعة السلفية للدعوة والقتال في بيان على موقع في الانترنت "لقد استبشر المجاهدون في الجماعة السلفية للدعوة والقتال خيرا بخبر تنفيذ حكم الله تعالى واقامة الحد على مبعوثي النظام الجزائري العميل."

واضاف البيان "إن أعداء هذا الدين لا يسمعون صرخات اليتامى والثكالى إلا على وقع ازير الرصاص وصليل السيوف."

وكانت الجماعة دعت في بيان سابق القاعدة إلى قتل الدبلوماسيين.

 

وقال وزير الخارجية الجزائري محمد بجاوي يوم الاربعاء إن تحريض الجماعة السلفية للدعوة والقتال كان وراء اعدام المبعوثين. واضاف أن البيان كان "القطرة التي افاضت الكاس وأودت بحياة دبلوماسيينا."

ومن جانبها أدانت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) بشدة قتل الدبلوماسيين الجزائريين في بيان حصلت رويترز على نسخة منه يوم الخميس ووصفته بأنه "قمة الارهاب الذي يحرمه الاسلام تحريما قاطعا."

واضاف البيان "مرتكبو الجريمة مجرمون قتلة مفسدون في الارض ويسيئون باعمالهم الارهابية ابلغ الاساءة إلى الدين الحنيف."

وطلبت الايسيسكو من العالم الاسلامي "خاصة القيادات الاسلامية القيام بحملة عالمية للتنديد بالارهاب الذي تمارسه فئة ضالة تتخذ من الاسلام شعارا لها... والجرائم التي ترتكبها سواء في العراق أو غيره من البلدان جرائم ضد الاسلام وضد الانسانية جمعاء."

شبكة النبأ المعلوماتية - الجمعة 29/ تموز/2005 - 21/ جمادى الأولى/1426