شيعة العراق يعلقون امالهم على الدستور ولكن بحذر

أبلغ زعماء شيعة مؤتمرا يوم الخميس أن الدستور المقرر الانتهاء من صياغته في الشهر المقبل سيحل كثيرا من مشكلات العراق. ولكن حتى أشد أنصارهم يقولون انهم لن يصدقوا شيئا حتى يروه بأعينهم.

وملأ نحو 700 من أعضاء تجمع طلابي اسلامي قاعة في فندق ليستمعوا الى ساسة ورجال دين شيعة توقعوا مستقبلا زاهرا بعد الانتهاء من كتابة واقرار الدستور.

وقال عادل عبد المهدي نائب الرئيس ان ايام القهر ولت وجاء عهد جديد هو عهد الشعب. وأضاف أن الدستور لن يؤذي أحدا وسيضمن حقوق الجميع.

ويأمل الزعماء الشيعة الذين فازوا بانتخابات يناير كانون الثاني أن يساعد اقرار الدستور في تهدئة التمرد المسلح الذي يقوده السنة.

ويشكل الدستور ايضا عنصرا مهما في سياسة الولايات المتحدة ويرى فيه كثيرون أداة لتحقيق الاستقرار في البلاد.

ورغم انضمام أعضاء سنة الى اللجنة المكلفة بالانتهاء من صياغة الدستور بحلول 15 اغسطس اب فسيكون من الصعوبة بمكان اقناع السنة بما سيتوصلون اليه.

وفي الاجتماع الطلابي تعامل القادة مع جمهور أسهل بكثير تحدثوا اليه من فوق منصة علتها صورة ضخمة لبعض فقهاء الشيعة الذين قتلوا في عهد صدام حسين.

وعلت هتافات الحضور كلما دخل الى القاعة أحد رجال الدين الشيعة. لكن مسالة الدستور المعقدة أثارت مخاوف البعض.

وقال ستار هاشم وعمره 21 عما "عشنا في دكتاتورية 35 عاما. وكان صدام وحده هو الدستور. الكلام عن الدستور شئ وكيفية التطبيق شئ اخر هو المهم."

واضاف "العراقيون من النوع الذي سيتحول الى العنف اذا لم نحصل على حقوقنا."

وستقرر لجنة كتابة الدستور يوم الاثنين المقبل ما اذا كانت بحاجة لتمديد تفويضها ستة اشهر أخرى كي تنتهي من عملها.

وتواجه اللجنة حقل الغام في تعاملها مع قضايا مثل دور الدين في الدولة والفيدرالية.

ويخشى السنة العرب أن يؤدي منح استقلال ذاتي على غرار ما يتمتع به الاكراد في الشمال الى تقسيم العراق واضعافهم أكثر مما حدث خاصة في وقت تتصاعد فيه التوترات الطائفية.

لكن السنة ليسوا وحدهم في معارضة الفيدرالية.

قال الطالب أحمد حسن الذي يدرس المسرح "لا نريد الفيدرالية لانها ستقسم البلاد."

وأضاف "أكن الاعجاب لزعمائنا. لكني لن أقتنع بالدستور الا بعد أن أراه."

لكن البعض ابدى تفاؤلا. وقال خالد اسماعيل (29 عاما) "عندما يصبح لدينا دستور لن يستطيع انصار صدام البعثيون فعل شئ."

ويخشى البعض أن يحول زعماء العراق الشيعة الجدد البلاد الى دولة اسلامية على غرار ايران.

وقال طالب "يتوقف كل شئ على ما يحاول رجال الدين فعله. فالقول بان الاسلام دين الدولة شئ والتدخل (في السياسة) شئ اخر."

شبكة النبأ المعلوماتية - الجمعة 29/ تموز/2005 - 21/ جمادى الأولى/1426