بكتريا الخنازير تقتل العشرات في الصين وتسبب وباءا جديدا في شرق آسيا

ذكرت صحيفة تشاينا ديلي يوم الثلاثاء أن وزارة الصحة الصينية أرجعت مرضا غامضا قتل 19 شخصا في اقليم بجنوب غرب الصين وأصاب 61 اخرين الى بكتريا تنتشر بين الخنازير.

وقالت وزارة الصحة أمس ان الاختبارات الاولية خلصت الى أن الاشخاص المصابين يعانون من بكتريا المكورة السبحية أو العقدية (streptococcus suis) ومصدرها الخنازير والتي انتقلت عدواها بعد ذبح أو مخالطة خنازير مريضة.

وهذه البكتريا تنتشر بين الخنازير في غالبية الدول التي تربي الخنازير الا ان اصابة البشر بها نادرة.

وقالت وسائل اعلام حكومية انه في البداية عانى 20 عاملا زراعيا من الحمى والدوار والنزيف بعد أن خالطوا خنازير وأغنام مريضة أو نافقة في 12 مدينة و15 قرية في اقليم سيشوان. وتم الابلاغ عن مزيد من الحالات بعد أن بدأ مسؤولو الصحة تمشيط القرى بحثا عن مصابين.

وذكرت تشاينا ديلي انه حتى يوم الاحد الماضي تم تأكيد أو افتراض اصابة 80 شخصا فيما توفي 19.

ونقلت الصحيفة عن وزارة الصحة قولها في بيان "لم يتم العثور على عدوى بين البشر (بهذه البكتريا)."

وقالت الصحيفة ان السلطات في الاقليم والحكومة المركزية شنت حملات لتحديد الخنازير المصابة واعدامها واغلاق أي قنوات قد تنتشر عبرها البكتريا مثل منع المزارعين من ذبح أو التعامل مع خنازير مصابة.

وأصدرت هونج كونج أوامر لمستشفياتها لتكون في حالة تأهب اذا ظهرت أعراض على أشخاص مثل الحمى والدوار ونصحت المسافرين الى سيشوان باتخاذ اجراءات وقائية مثل الامتناع عن لمس حيوانات نافقة واستخدام طارد للبعوض.

الا ان متحدثا باسم وزارة الصحة في الصين القى شكوكا على تكهنات بانتقال البكتريا عن طريق البعوض.

ونقلت تشاينا ديلي عن المتحدث ماو كونان قوله "لو كان هذا صحيحا لكان اناس كثيرون اخرون قد اصيبوا بالمرض."

ونفت حكومة اقليم سيشوان في وقت سابق تكهنات بأن سبب تلك الوفيات هو انفلونزا الطيور أو التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) وهو تقدير أكدته منظمة الصحة العالمية.

ومسؤولو الصحة العالميون في حالة استنفار بسبب فيروس انفلونزا الطيور الذي قتل أكثر من 50 شخصا في اسيا منذ نهاية عام 2003.

وظهر مرض سارز في جنوب الصين في نهاية 2002 وانتشر في 30 دولة وأصاب 8500 شخص وقتل حوالي 800.

ويضيف المسؤولون في إقليم سيشوان إن البوادر تشير إلى أن المرض نتيجة عدوى بكتيرية تنتقل عبر الاتصال بالخنازير المذبوحة أو النافقة وليس نتيجة عدوى فيروسية.

يذكر أن 58 شخصا على الأقل ظهرت عليهم أعراض بينها ارتفاع درجة الحرارة والغثيان والتقيؤ خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز.

وقد حثت منظمة الصحة العالمية على التحلي بالهدوء، وقالت إن المرض غير قادر على الانتقال من البشر إلى البشر.

وقد ارتفع عدد المصابين بالمرض بشكل متواصل مع بحث المسؤولين الصحيين عن أعراض الإصابة بين سكان القرى النائية في الإقليم.

وقد توفي 17 شخصا إجمالا بينما لم يسمح سوى لشخصين بمغادرة المستشفى.

ويقول الأطباء أن 12 شخصا مازالوا في وضع حرج بينما وصفت حالة 27 آخرين بأنها "مستقرة".

وكان الخبراء قد أعربوا عن مخاوف من أن تساهم الخنازير، التي يمكنها أيضا نقل فيروس أنفلونزا الطيور، في التعجيل بتحور فيروس أنفلونزا الطيور إلى شكل يمكن انتقاله بين البشر.

وفي هونج كونج حذر المسؤولون الصحيون المستشفيات من توخي الحذر إزاء ظهور أعراض مماثلة، وحظروا استيراد لحوم الخنازير من إقليم سيشوان الصيني.

ويقول المراسلون إن هونج كونج تخشى من انتقال الأمراض من بقية الصين منذ انتشار إصابات مرض سارس التنفسي الحاد، الذي أسفر عن وفاة قرابة 300 شخص هناك عام 2003.

من جهتها أعدمت السلطات الاندونيسية الأحد حوالي 200 خنزير مصابين بأنفلونزا الطيور في قرية قريبة من مسقط رأس أول ضحايا انفلونزا الطيور في البلاد وهم ثلاثة أفراد من أسرة واحدة.

وقال هاري بريونو المتحدث باسم وزارة الزراعة إن الخنازير كانت في قرية بالقرب من تانجيرانج وهي مدينة قريبة من العاصمة الإندونيسية.

وأضاف المسؤول "سنخدرهم أولا ثم نعدمهم وبعد ذلك سنحرقهم وندفنهم، ويهلك الفيروس حينما تصل درجة الحرارة إلى 80 درجة مئوية."

وكان مسؤولون قالوا إنه لا يوجد دليل ملموس على وجود صلة بين الضحايا وحيوانات المزرعة، وإن تحاليل المعامل أشارت إلي أن الفيروس ليس طفرة جديدة تسمح للمرض بالانتقال بين البشر، وفقا لرويترز.

ولا يزال خبراء الصحة في حيرة بشأن حالات الوفاة في إندونيسيا، رابع أكبر بلاد العالم تعدادا للسكان، ولكن السلطات أعدت 44 مستشفى في أنحاء اندونيسيا لمعالجة حالات الإصابة المحتملة مستقبلا.

والضحايا الثلاث الذين توفوا من جراء الإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور هم رجل يبلغ من العمر 38 عاما، وابنتيه البالغتين من العمر تسع سنوات وسنة على الترتيب. وكانوا يقطنون إحدى ضواحي العاصمة الإندونيسية.

وفي وقت سابق، أبلغت إندونيسيا عن أول حالة إصابة بالفيروس بين البشر، والمصاب هو عامل في مزرعة دواجن، غير أن الضحية لم تظهر عليه أعراض الإصابة بالفيروس، ومالبث أن تماثل للشفاء في وقت لاحق.

وكانت أنفلونزا الطيور التي أصابت آسيا في أواخر 2003 قد قتلت أكثر من 50 شخصا حتى الآن في المنطقة، ومن هذه البلاد فيتنام وتايلاند وكمبوديا.

شبكة النبأ المعلوماتية - الاربعاء 27/ تموز/2005 - 19/ جمادى الأولى/1426