شرم الشيخ مدينة السلام والمؤتمرات تشهد فرار السياح وسيطرة الاكتئاب وخسائر اقتصادية

تعتبر مدينة شرم الشيخ في محافظة سيناء التي روعتها التفجيرات الارهابية ملتقى السياح والهواة الباحثين عن الاسترخاء والهدوء والرياضة البحرية التى تعد أهم ما يميزها .

في كل يوم تشهد مدينة شرم الشيخ جديدا بحيث ان من زارها بالأمس يكتشف شيئا مختلفا اذا زارها اليوم وهذه هي الحقيقة التي تحولت معها هذه الصحراء الشاسعة والجبال الشاهقة عند ملتقى خليج العقبة والسويس والبحر الأحمر الى مدينة عصرية خلال 10 سنوات فقط.

وبدأت عملية التنمية الحقيقية للمدينة وفق أهداف محددة تتلخص في الحفاظ على الموارد الطبيعية المتاحة بالمدينة وتعظيمها وعدم المساس بالبيئة البرية والبحرية النباتية .

وهدفت التنمية الى خلق مجتمع جديد تطبق فيه سياسات غير تقليدية والاستفادة من موقع شرم الشيخ المميز وتحويلها الى مركز سياحي عالمى قادر على المنافسة مع المراكز السياحية العالمية في اوروبا وآسيا والولايات المتحدة .

وجذبت شرم الشيخ ايضا محبي الرياضات البحرية من جميع انحاء العالم وجميع الاعمار فقد استضافت المدينة مخيمات الشباب من معظم انحاء العالم نظرا لما تتميز به .

من الناحية الطبيعية تنفرد شرم الشيخ بطبيعتها الساحرة وجبالها الشاهقة والشواطئ الذهبية وشعابها المرجانية التي تصل الى 250 شعبا مرجانيا واحتوائها الاف الانواع من الاسماك والمخلوقات البحرية .

وعلى المستوى العالمي تعد شرم الشيخ مدينة السلام حيث استضافت الكثير من مؤتمرات السلام ومنها المؤتمر الدولي حول العراق واخرها القمة الرباعية في فبراير الماضي والتي اعلن فيها استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية من أجل تطبيق خطة خريطة الطريق.

والمدينة لاتحتاج الى جهود كبيرة كي تتزين فهي متحف ساحلي سياحي دائم التزين واعتادت تأمين الضيوف سواء كانوا سياسيين أو اقتصاديين أو مثقفين أو فنانين وزادت خبرات القائمين على الأمن فيها بمرور الوقت.

وساهمت الفنادق والمنتجعات السياحية المتناثرة وهدوء شوارعها الفسيحة وندرة السيارات المارة فيها وغياب كتل سكانية أو أحياء شعبية داخل المدينة كلها أو حولها فى جعلها مركزا مفضلا لتكون مكانا مناسبا للمؤتمرات .

واستطاعت المدينة فى الفترة الأخيرة أن تجتذب زيادة كبيرة في عدد السياح الأمر الذي انعكس على نسبة اشغال الفنادق وحجم مبيعات محلات البيع ومراكز التسوق ووكالات السياحة والسفر ومحلات تاجير السيارات والدراجات البخارية والقوارب وغيرها من القطاعات التجارية الحيوية التي اعتبرت شهور الصيف والشتاء مواسم حافلة بالانشطة والعمل.

ويقول محافظ جنوب سيناء اللواء مصطفى عفيفي ان عدد الفنادق في مدينة شرم الشيخ تجاوز 180 فندقا ومنتجعا بطاقة بلغت 35 الف غرفة تصل الى 40 الف نهاية العام الماضي.

وأكد سعى السلطات الى ادخال سياحة التسوق الى مدينة شرم الشيخ كنوع جديد من أنواع السياحة يتم ادخاله ضمن الأنشطة السياحية العديدة التي تقوم بها المدينة التى تعد من أجمل بقاع الارض.

والقت انفجارات شرم الشيخ التي اسفرت عن 88 قتيلا واصابة 200 غالبيتهم من المصريين بظلالها على الاقتصاد القومي وحركة السياحة اللذين كانا قد انطلقا الى افاق ارحب وذلك في وحدة من أسوأ احداث الارهاب الاسود.

وتفاوتت اراء المحللين وخبراء الاقتصاد والمصارف بشان القراء الاقتصادية لاحداث شرم الشيخ الذين رجح بعضهم ان يكون تأثيراتها السلبية محدودة الاثر وقصيرة الامد فيما قدر البعض الاخر ان تتراوح الخسائر المتوقعة ما بين مليارين وثلاثة مليارات دولار.

وقدر بعض رجال الاعمال ومستثمرون في قطاع السياحة حجم الخسائر الاقتصادية المترتبة على انفجارات شرم الشيخ بما يتراوح بين مليارين وثلاثة مليارات دولار مؤكدين ان هذا

هذا وقد حزم مئات السائحين الاجانب امتعتهم وغادروا منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الاحمر يوم الاحد عائدين إلى بلادهم في أعقاب التفجيرات التي قتل فيها عشرات الاشخاص في أسوأ هجمات تتعرض لها مصر منذ عام 1981.

وتدفقت الحافلات على مطار شرم الشيخ حاملة السائحين في طريقهم إلى عديد من العواصم الاوروبية.

وكانت للتفجيرات تداعيات فورية على الاقتصاد المصري حيث هبطت الاسهم المصرية يوم الاحد في أول جلسة تعامل بعد التفجيرات. وهبط مؤشر هيرميس القياسي 4.5 بالمئة في أول عشر دقائق من التداول في البورصة لكنه استقر بعد ذلك عند مستوى يقل 3.2 بالمئة عن اغلاق الخميس.

وقطع النمساوي اوليفر تاتسمان عطلته في شرم الشيخ بناء على طلب والدته رغم انه لم يقض في المدينة سوى يوم واحد. وقال "لم أعد اشعر انها عطلة. الناس يبدو عليهم الاكتئاب."

وسافر معظم المغادرين على رحلات جوية منتظمة رغم ان بعضهم رحل قبل موعده. لكن قاعة الوصول في المطار خلت من الركاب في معظم أوقات الصباح باستثناء بعض السائحين القادمين من النمسا الذين قالوا إن طائرتهم كانت خالية تقريبا.

وقال يوسف موسى الذي يعمل في شركة ترافكو للسياحة ويستقبل السائحين لدى وصولهم إلى المطار ان معظم الناس يريدون العودة قبل موعدهم.

وقالت متحدثة باسم وزارة السياحة المصرية إن الوقت ما زال مبكرا لتحديد مدى تأثير التفجيرات على حركة السياحة وهي مصدر رئيسي للدخل القومي المصري لكنها توقعت الغاء بعض الافواج السياحية القادمة الى مصر.

ووصلت اول طائرة مستأجرة تقل سائحين فرنسيين من شرم الشيخ إلى باريس يوم الاحد وعلى متنها نحو 200 راكب. وكان فريق طبي في استقبالهم بمطار شارل ديجول.

ويبحث مسؤولون ووكلاء سفر فرنسيون كيفية اعادة بقية الرعايا الفرنسيين الراغبين في مغادرة شرم الشيخ. كما طلبوا من الفرنسيين الذين سيتوجهون إلى المنتجع المصري في الايام القادمة اما تأجيل سفرهم أو تغيير وجهتهم.

وطلب اتحاد وكلاء السفر الفرنسيين من اعضائه عرض وجهات بديلة او تواريخ سفر لاحقة على الراغبين في السفر إلى مصر حتى 28 يوليو تموز.

وقال متحدث باسم الاتحاد إن نحو 300 سائح فرنسي كانوا يعتزمون التوجه إلى شرم الشيخ في مطلع الاسبوع الجاري لكن نحو نصفهم قرر الغاء السفر.

وقطع 293 سائحا سويسريا عطلتهم في شرم الشيخ صباح يوم الاحد وعادوا إلى زوريخ على متن طائرة مستأجرة طراز ايرباص.

واستهدفت التفجيرات التي وقعت يوم السبت فندقا ومنطقتين تجاريتين يقبل عليهما السائحون.

وقال محافظ جنوب سيناء مصطفى عفيفي إن انفجار سيارتين ملغومتين وما يبدو أنها حقيبة مملوءة بالمتفجرات هزت المنتجع الذي يقبل عليه كثير من السياح لممارسة هواية الغطس وقضاء العطلات فضلا عن الدبلوماسيين الذين اشتهر بينهم المنتجع بقمم عالمية والذي تسميه مصر "مدينة السلام".

وقال وزير الداخلية المصري حبيب العادلي إنه من السابق لاوانه القول بأن القاعدة أو أي جماعات اسلامية اخرى لها أي علاقة بالتفجيرات لكن ربما كانت هناك صلة بالهجمات التي وقعت في أكتوبر تشرين الاول الماضي وقتل فيها 34 شخصا معظمهم في فندق هيلتون طابا على الحدود مع إسرائيل.

وألقت السلطات المصرية بالمسؤولية في تلك الهجمات على عاتق فلسطيني يتزعم جماعة ليس لها صلة بأي جماعة اخرى.

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثنين 25/ تموز/2005 - 17/ جمادى الأولى/1426