في أعقاب الهجوم الثاني الذي استهدف العاصمة البريطانية، والذي أوقع
إصابة واحدة فقط، اصبح الغموض سيد الموقف كما يرى المحللون. حيث اطلقت
صحيفة الإندبندنت على لندن مدينة الخوف.
وقالت الصحيفة أن "الآثار المعنوية على لندن قد تكون أشد وقعا وأطول
أمدا...الحكومة وكبار المسؤولين في الشرطة قلقون للغاية حول أثر (العملية)
على ثقة الناس بأمنهم في عاصمة البلاد."
وأضافت الصحيفة: "اليوم (الجمعة) من المتوقع أن يكون اللندنيون
خائفين وقلقين حتى أكثر مما كانوا يوم الجمعة الشبيه بهذا قبل أسبوعين.
هم أيضا سيأملون أن تظل الأمور تحت السيطرة."
وتحت عنوان "النظريات"، تناولت الإندبندنت مختلف التفسيرات للحدث،
وذكرت بالتفصيل أربعة منها:
أولا: احتمال أن تكون العملية محاولة للقتل الجماعي من جانب خلية
إرهابية مرتبطة بالخلية التي نفذت التفجيرات الأولى.
ثانيا: احتمال أن تكون العملية محاولة تهدف فقط لنشر الرعب، وليس
للقتل، من جانب خلية إرهابية مرتبطة بالخلية التي نفذت التفجيرات
الأولى.
ثالثا: احتمال أن تكون العميلة محاولة لتنفيذ هجمات مطابقة للهجمات
الأولى من جانب جماعة إسلامية أخرى غير مرتبطة بالأولى.
رابعا: احتمال أن تكون العملية محاولة لتنفيذ هجمات مطابقة للهجمات
الأولى من جانب جماعة غير إسلامية.
من جهتها أشارت صحيفة الجارديان إلى ارتباك لدى كثير من الخبراء حول
هدف المحاولة، وما إذا كان المقصود التفجير أو مجرد التخويف.
ونقل مراسل الصحيفة للشؤون العلمية دايفد آدم عن خبير متفجرات في
الجيش البريطاني قوله إنه من المستبعد جدا أن يحصل نفس الخلل في أربعة
متفجرات في نفس الوقت.
وتوجت الصحيفة أجواء الغموض السائدة في رسم على صفحة الرأي الداخلية.
فجاء الرسم على شكل علامة استفهام ضخمة، أما النقطة تحت العلامة فأتت
على شكل قنبلة متفجرة.
وبدا ذلك تتويجا لأجواء الغموض والتساؤل السائدة: هل كانت العملية
محاولة فاشلة للقتل أم محاولة ناجحة للتخويف؟
من جهتها كشفت صحيفة تايمز أن شهزاد تنوير أحد المشتبه بهم في
التفجيرات أعرب لأحد أقربائه عن رغبته في أن يصبح انتحاريا.
وقالت الصحيفة أنه في حين لم تكن عائلته في بريطانيا على علم بذلك،
أعرب لنسيبه محمد سليم في باكستان عن طموحه في الانتقام لطريقة معاملة
المسلمين.
ونقلت الصحيفة عن سليم قوله إن تنوير كان يعتبر أسامه بن لادن بطلا،
كما نقلت عنه تأييده لتنوير، وقوله "مهما فعل، إذا قام بذلك، فهو على
حق."
|