الهاتف المحمول يساعد بمسبة كبيرة في تطوير الاعمال الصغيرة

يترك العامل الكس ثيوري أدوات السباكة بعد أن يركب انبوب مياه في مبنى ويمسك بأدوات الكهرباء ليركب أسلاكا في مكان اخر لكن هناك أداة واحدة لا يتركها أبدا.. الهاتف المحمول.

فقد أصبح الهاتف المحمول أهم عناصر العمل بالنسبة لثيوري وهو سباك وكهربائي وصاحب عمل صغير في كينيا وهو مثل غيره من مواطني البلد يعمل في أكثر من عمل في ان واحد لكسب عيشه.

وبفضل النمو الهائل في استخدام المحمول في كينيا على مدى الاعوام الخمسة الماضية يقول ثيوري ان اعماله في الكهرباء والسباكة زادت بنسبة 50 بالمئة.

وهو يقدم كذلك خدمة الاتصال لافراد لاجراء مكالمات ويشحن أجهزة المحمول مقابل أجر. ويقول "الهاتف المحمول ساعدني كثيرا."

وأضاف "أحيانا أتلقى ما يصل الى خمس طلبات عمل مختلفة في اليوم الواحد. لو لم يكن الهاتف المحمول لكانت الاعمال التي تعرض علي قليلة للغاية. من خلال الهاتف أصبحت معروفا."

ويتابع ان رقم هاتفه يتناقله الزبائن الذين شعروا بالارتياح عما يؤديه من عمل.

وهو ضمن الاف الكينيين وأغلبهم من الفقراء الذين استفادوا من ظاهرة انتشار الهاتف المحمول لتسهيل ادارة الاعمال الصغيرة.

فيضع عمال الطلاء والبناؤون اعلانات بأرقام هواتفهم على الاشجار على جانبي الطريق. وفي الماضي كانوا يجلسون بجوار المتاجر ينتظرون من يأتي لشراء مسامير واسمنت ومواد بناء أخرى.

والان يتلقى باعة الخضر الطلبيات دون ان يتركوا منصات البيع. ويتجنبون التعرض للخداع اذ يمكنهم استخدام الرسائل النصية لمعرفة الاسعار والبحث عن أفضل سعر.

وفي يونيو حزيران عام 1999 لم يكن في كينيا سوى 15 الف مشترك في خطوط المحمول.

لكن بيانات هيئة الاتصالات الكينية تشير الى أن عدد المشتركين بلغ 3.4 مليون في نهاية عام 2004.

ومن المتوقع ان يرتفع هذا العدد الى أربعة ملايين بحلول اخر شهر يوليو تموز الجاري.

ودعم هذا الازدهار نشاط قطاع الاعمال الصغيرة التي تضم أغلب العمال في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 32 مليون نسمة وتعد أكبر هيكل اقتصادي في شرق افريقيا.

وأفاد التقرير الاقتصادي الحكومي لعام 2005 أن القطاع وفر في العام الماضي 437900 فرصة عمل جديدة.

واستفاد خمسة أشخاص يعملون لدى ثيوري كذلك من نمو أعماله.

وخارج محله الخشبي الصغير في مدخل سوق في نيروبي يستخدم ثيوري الهاتف في تلقي طلبات العمل والاتصال بحثا عن سلع يريد شراءها بدلا من اهدار الوقت في الانتقال من متجر لاخر في المدينة كما كان يفعل من قبل.

وإتاحة الهاتف للافراد لاجراء اتصالات مقابل أجر وهي خدمة يطلق عليها (سيميو يا جامي) بالسواحيلية اتاحت خدمة الهاتف المحمول لغير القادرين على شرائه.

وحتى رجال الاعمال يلجأون لهذه الخدمة اذا اوشكت بطاقات الشحن الخاصة بهم على الانتهاء.

وقال ثيوري "احيانا ما يكون ذلك اسهل لهم من استخدام هواتفهم المحمولة. فقد يريد أحدهم اجراء اتصال بمقابل 20 شلنا (0.26 دولار) لكن لا أحد يبيع بطاقة شحن مقابل 20 شلنا."

وتقول الهيئة انه بحلول عام 2004 اصبح في البلاد خمسة الاف يقدمون هذه الخدمة. وهذه الهواتف متصلة بشبكات شركتي سفاري كوم وسليل اللتين تديران خدمة الهاتف المحمول في كينيا.

وادارة مثل هذا العمل سهلة للغاية اذ أنها لا تتطلب أي صلة بشبكة الهاتف التي تديرها شركة تليكوم كينيا التي تحتكر الخطوط الارضية في البلاد والتي شهدت تراجعا في عدد المشتركين في السنوات القليلة الماضية.

ويمكن استخدامها حتى في الاماكن التي لا توجد بها كهرباء اذ تشحن الهواتف سواء بالطاقة الشمسية أو ببطاريات السيارات مما يوفر الاتصالات لابعد المناطق في البلاد.

وومع ذلك لا يزال هناك العديد من الكينيين الذين لا يقدرون على استخدام شبكة المحمول.

وتبددت الآمال في أن تلغي الحكومة ضرائب بنسبة عشرة بالمئة على وقت الاتصالات في احدث ميزانية لكينيا.

وقال مايكل جوزيف الرئيس التنفيذي لسفاري كوم "قرار وزير (المالية) بالابقاء على الضريبة الاضافية على الاتصالات رغم انه محبط يبعث على الارتياح بالمقارنة بالزيادات على السجائر والجعة."

وحد من التنافس الكبير في القطاع تأخر ظهور شبكة محمول ثالثة في البلاد كان من شأنها دفع اسعار المكالمات للانخفاض.

وتأخر انظلاق شركة ايكونت وايرلس كينيا وهي وحدة تابعة لشركة ايكونت وايرلس انترناشيونال ومقرها جنوب افريقيا في البلاد بسبب خلاف قانوني على ترخيصها.

لكن زاتشاري وازارا الرئيس التنفيذي لايكونت المسؤول عن المشروع الكيني يؤكد ان المشروع سيمضي قدما. وقال "نواصل بناء الشبكة ذاتها. اعتقد أن بعض المعدات وصلت بالفعل الى البلاد."

وتقول الشركة ان لديها ترخيصا للتشغيل.

لكن قضية معلقة في المحكمة منعت هيئة الاتصالات من اصدار خطة ترقيم وموجات ستربط بين محطاتها الاساسية.

وقال ثيوري "أفضل تكنولوجيا شهدناها في كينيا في الفترة الاخيرة هي تكنولوجيا الهاتف المحمول."

شبكة النبأ المعلوماتية - االثلاثاء  19/ تموز/2005 - 11/ جمادى الأولى/1426