رغم المشاكل.. السائحون الاجانب يتوافدون على سوريا

يتجول السائح الامريكي ديفيد كومر وسط الشوارع الضيقة في واحدة من اقدم المدن المأهولة في العالم ويقول ان شعوره بالامان وسط اسواقها القديمة أكبر مما يستشعره في نيويورك.

ويقول كومر (55 عاما) المدرس باحدى كليات فالهالا في ولاية نيويورك وهو يجلس في فناء منزل قديم في دمشق "انها اكثر امنا من نيويورك ولكن الامريكيين يخشون العرب. انهم يعتقدون انهم جميعا ارهابيون. معظم هذه الدعاوى اجحاف وأنا لست خائفا."

وكومر واحد من الاف الغربيين الذين يتوافدون باعداد متزايدة الى سوريا رغم صورتها كدولة محاطة بصراعات اقليمية. كما تتوافد اعداد كبيرة من العرب والايرانيين ويمثلون أكبر عدد من السائحين القادمين الى سوريا.

وتصف الولايات المتحدة سوريا بانها دولة راعية للارهاب وتحثها على اغلاق حدودها مع العراق بدعوى ان مسلحين اسلاميين يعبرون الحدود لمقاتلة القوات الامريكية.

وهيمنت سوريا على لبنان على مدى ثلاثة عقود ولكنها سحبت قواتها من جارتها الاصغر في ابريل نيسان تحت ضغط دولي مكثف عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في فبراير شباط.

ورغم ذلك يسافر سائحون غربيون الى الدولة التي تفاخر بوجود واحدة من اقدم عواصم العالم فيها ومزارات مسيحية واسلامية واثار حضارة ترجع الى 12 الف عام.

ويقول شريف الفرم من شركة فجر للسياحة "التاثير الاكبر يتمثل فيما ينقله اوروبيون يأتون هنا ويذهلهم ما يشاهدونه. هذا ما يأتي بهم الى سوريا وليس الانباء السيئة."

وتقول وزارة السياحة السورية ان ارقامها تشير الى زيادة الرحلات السياحية للقادمين من القارة الاوروبية بنسبة 55 بالمئة في أول خمسة اشهر من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

ويحصل الغربيون ومن بينهم الامريكيون على تأشيرة الدخول عند الوصول وهي خطوة يقول وكلاء السفر والمسؤولون التنفيذيون في شركات الطيران انها ادت الى زيادة اعداد السائحين.

وتقول السلطات السورية ان التوقعات المستقبلية مشرقة وانها نجحت اخيرا في الترويج للبلاد كمزار سياحي امن رغم ما تصفه بأنه دعاية موجهة سياسيا تخيف الاجانب دون الاستناد للواقع الفعلي.

وقال وزير السياحة سعد الله اغا القلعة ان سوريا تريد ان تنقل عبر الاسواق رسالة مفادها انها مكان امن وان صناعة السياحة متطورة وجذابة.

ويعتبر مبنى فندق فور سيزونز المكون من 24 طابقا في وسط دمشق اكبر استثمار في تحديث فنادق الخمس نجوم في المدينة التي لا زالت تعاني من نقص حاد في الفنادق الفخمة.

ويتوقع ان ترتفع عائدات السياحة الى 2.8 مليار دولار في عام 2005 من 2.2 مليار في العام الماضي. وزار سوريا اكثر من ثلاثة ملايين سائح في عام 2004 ويتوقع ان يرتفع هذا الرقم بما لا يقل عن 600 الف هذا العام.

وقال اغا القلعة ان الاستثمارات السياحية في الاونة الاخيرة اتاحت زيادة عدد السائحين في عام 2004.

وتأمل سوريا في تطوير السياحة لتصبح احد دعائم اقتصادها وهي تجتذب عددا أكبر من السائحين من الدول المجاورة المطلة على البحر المتوسط مثل قبرص واليونان وتركيا التي يأتي مواطنوها لشراء سلع رخيصة بينما يتوافد الايرانيون على المزارات الشيعية.

كما يأتي سائحون من دول الخليج العربية الى دمشق المستقرة نسبيا متجنبين بيروت التي منيت بسلسلة من التفجيرات.

ويقول مسؤولون انه يوجد ما بين 35 و40 الف غرفة فندقية في جميع انحاء البلاد ويبني مستثمرون عشرة الاف غرفة اخرى من بينها سلاسل فنادق عالمية مثل شيراتون.

واضافوا انه يجري التخطيط لتوفير ستة الاف سرير فندقي باستثمارات اجمالية قدرها 500 مليون دولار.

وفيما يبدي وكلاء السفر الاجانب اهتماما اكبر وتتزايد طلبات الحجز في الفنادق يقول نظراؤهم المحليون ان المناخ السياسي العقبة الرئيسية امام فوز البلاد بحصة اكبر في السوق الاقليمية.

وقالت يولاند شمس الشريكة في شركة اريج الشرق للسياحة "نواجه مشقة كبيرة في اقناعهم بان سوريا مكان امن وان يضعوها في برامجهم بينما تحصل دول اخرى على سائحين دون اي ترويج."

ويقول مسؤولون تنفيذيون في صناعة السياحة ان عدد الزائرين الغربيين ومعظمهم من الالمان والفرنسيين واعداد متزايدة من الاسبان والاسكندنافيين ليس سوى نسبة ضئيلة من العدد الذي تستطيع سوريا ان تجتذبه في حالة احلال السلام الاقليمي.

وقالوا ان امكانية استئناف عملية السلام في الشرق الاوسط يمكن ان تغير مستقبل صناعة السياحة.

وقال يوسف قسيس الذي يبيع منتجات حرف يدوية للسائحين "اذا شاع السلام بيننا وبين جيراننا في المنطقة ستنمو السياحة لان المنطقة باسرها متحف قديم وسوريا هي الجوهرة."

وتابع "دمشق اقدم مدينة مأهولة. يرغب الجميع في زيارة هذا الملتقى بين الحضارات.

ولكن السياسة تفسد دائما موسم العطلات."

شبكة النبأ المعلوماتية - االثلاثاء  19/ تموز/2005 - 11/ جمادى الأولى/1426