صدمة الاحتلال والكآبة والحزن السبب الرئيسي في وفيات الكويتيين

قالت دراسة امريكية صادرة عن كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد ان المواطنين الكويتيين الذين بقوا في البلاد ابان الاحتلال العراقي لدولة الكويت عام 1990 معرضين للوفاة 20 مرة اكثر من غيرهم من الذين تركوا البلاد ابان تلك الفترة.

وعلى الرغم من ان اسباب ارتفاع معدلات الوفيات مازالت غير محددة حتى الان الا ان الابحاث اظهرت ان صدمة الاحتلال والكابة والحزن التي صاحبتها ربما تكون قد لعبت دورا في الوفاة المبكرة وايضا نوعا ما بسبب انبعاث الغازات السامة جراء جريمة حرق ابار النفط.

وقال الدكتور جون ايفانز رئيس فريق الابحاث بجامعة هارفارد والذي عمل بصورة وثيقة مع نظرائه الكويتيين لوكالة (كونا) ان المرحلة الاولى من الدراسة الشاملة للصحة العامة للكويتيين والتي استمرت خمسة اعوام اظهرت ان التعرض للغازات السامة جراء حرق ابار النفط لايعد سببا كافيا للتحديد بانه السبب الوحيد لارتفاع معدل الوفيات.

واضاف ان التعرض للدخان والغازات المنبعثة من ابار النفط المشتعلة ليس كافيا بمفرده لتفسير الزيادة الملحوظة في معدلات الوفيات لدى الكويتيين الذين بقوا في البلاد ابان الاحتلال.

وترجح دراسة جامعة هارفارد ان تكون اثار صدمة الغزو والاحتلال هي السبب الاساسي في تفسير ارتفاع معدل الوفيات.

واوضح الدكتور ايفانز ان صدمة الغزو والاحتلال هي نوعا ما السبب الرئيسي في الوفيات.

واضاف ايفانز وهو ايضا استاذ محاضر حول علوم البيئة بجامعة هارفارد ان التعرض للدخان المنبعث من ابار النفط المشتعلة ربما يلعب دورا ما في الوفيات الا انه لم يجد تفسيرا واضحا يبرر هذا الامر.

وكشفت الدراسة ان نسبة الاصابة بامراض الاوعية الدموية والربو لدى المواطنين الذين بقوا في البلاد ابان الاحتلال هي اكثر من غيرهم.

وقالت ان اثار مابعد الصدمة التي يمكن ان تحدث لاشخاص تعرضوا للهجوم او شهدوا اعمال عنف ضد افراد اسرهم او قاموا بالاختباء لمدة ثلاثة ايام او اكثر هي من بين ماتعرض لها المواطنون الكويتيون ابان الغزو.

وقام فريق الدكتور ايفانز بزيارة الكويت عشرين مرة تقريبا خلال الاعوام الثلاثة الماضية حيث اجروا بحوثا ودراسات على عينة عشوائية من المواطنين الكويتيين بلغ عددها خمسة الاف مواطن كويتي يبلغون من العمر الخمسين ومافوق خلال فترة الاحتلال .

واظهرت التحليلات خلال الاعوام ال 14 الماضية ان معدلات الوفيات لدى هذه الشريحة العمرية من الاشخاص الذين عاشوا ابان فترة الاحتلال في البلاد والذين اجريت عليهم الدراسة هو اعلى بكثير من الاشخاص البالغين نفس المرحلة العمرية من الذين غادروا البلاد خلال نفس الفترة اي فترة الاحتلال.

وقال ايفانز ان فريق البحث اكتشف ان هناك سلسلة من الامور الاخرى التي من شانها ان توءثر على سير الدراسة وتحديد اسباب الوفاة الرئيسية مثل التعرض للصدمات ابان الاحتلال وعادة التدخين والحمية والاجهاد والعوامل الاقتصادية والاجتماعية مثل التعليم والدخل.

وهنا يتساءل الدكتور ايفانز قائلا ان السؤال الذي يبقى هو هل هذا يثبت ان معدل الوفيات يعود الى عوامل اثار مابعد الصدمة فقط.

ورد على تساءولاته نافيا هذا الامر الا انه اضاف ان هذا يظل احتمال قوي.

وعلق على الامر قائلا ان "الحقيقة في الاوضاع المعقدة مفادها ان دراسة واحدة ليس بامكانها اثبات اي شيء".

ويأمل الفريق الامريكي في انجاز المرحلة الثانية من الابحاث ولكن هذه المرة على شريحة من الاطفال الكويتيين الى سن ال 11 من العمر كانوا يعيشون ابان الاحتلال في البلاد حيث سيجري الفريق دراسات مقارنة بين هؤلاء الاطفال الذين بقوا في البلاد وبين الذين غادروا مع اهاليهم من نفس الفئة العمرية.

واضاف ان هناك الكثير مما سيمكن تحصيله ومعرفته حول نتائج الدراسات للفئات العمرية المختلفة.

وقامت الكويت بتكليف فريق الابحاث من جامعة هارفارد باجراء دراسة لتحديد مااذا كانت هناك اثار عامة على صحة الكويتيين من جراء الغزو والاحتلال العراقي وفي حال وجود مثل هذه الاثار تقدير مدى حجم تلك الاثار الصحية وتقييم اسبابها وتحديد مدى امكانية تشخيص الامراض قبل حدوثها وسبل العلاج والاشخاص المصابين.

ويعتقد الدكتور ايفانز ان هذه الدراسة من شانها ان توءدي الى تقديم تعويضات مالية لضحايا الاحتلال العراقي.

يذكر ان فريق الابحاث استند في بحوثه ايضا على دراسات صادرة حول اثار الغزو عن مركز كويتي اجريت في عام 1993 وايضا في عام 1998 والتي اظهرت ايضا ان اثار صدمة الاحتلال والكابة والخوف والرعب التي صاحبتها كانت اكبر لدى الكويتيين الذين بقوا في البلاد.

وقال الدكتور ايفانز ان المرحلة الثانية من الدراسة سوف لن تنجز الا بحلول عام 2007.

واوضح ان هذه الدراسة تمت تحت رعاية لجنة التعويضات الدولية لضحايا الغزو العراقي.

واعرب الدكتور ايفانز عن سعادته لتمتع الشعب الكويتي بوضع بيئي غير مقلق بتاتا كما كان متوقعا سابقا.

شبكة النبأ المعلوماتية - الاحد 17/ تموز/2005 - 9/ جمادى الأولى/1426