
قال تقرير اقتصادى اصدره مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في (الأهرام)
ان الظروف الحالية في العالم أصبحت مواتية لعودة الأموال العربية
المهاجرة.
وذكر التقرير ان فقدان جانب من الثقة فى الأسواق العالمية نتيجة
لكون الاستثمارات العربية فى الخارج معرضة لخطر التجميد والملاحقة يشكل
فرصة أمام أسواق المال العربية لجذب هذه الاستثمارات .
وأضاف أن ذلك لن يتم الا من خلال الغاء الأسباب التى أفضت الى هروب
تلك الأموال بالدرجة الأولى ويتم ذلك من خلال توفير بيئة سياسية وأمنية
مستقرة ومنفتحة وديمقراطية حقيقية وضمان عائد منافس على المستوى الدولى
والقضاء على البيروقراطية .
وذكر أن الأموال العربية المستثمرة فى الخارج فى صورة استثمارات
مباشرة وغير مباشرة وودائع مصرفية تشكل تعبيرا مكثفا عن اهدار المدخرات
العربية ونزحها الى الخارج حيث قدرت الاستثمارات الخليجية فقط فى
الخارج بنحو 1413 مليار دولار.
وقال انه فى الوقت الذى لا تتجاوز القيمة السوقية لاجمالى أسواق
الأسهم فى دول الخليج الست 140 مليار دولار فان هناك 1400 مليار دولار
من الخليج مستثمرة فى الخارج وفقا لأدنى التقديرات.
وافاد ان حصة تسع دول عربية من الأموال العربية فى الخارج تقارب 88
بالمائة وهى على الترتيب الامارات العربية 2ر56 مليار دولار والسعودية
3ر51 مليار والبحرين 9ر29 مليار والكويت 4ر20 مليار وسوريا 20 مليارا
ومصر 7ر19 مليار ولبنان 9ر16 مليار وليبيا 9ر13 مليار وأخيرا الأردن
1ر10 مليار دولار . وذكر أن عام 2004 اتسم بتصاعد اهتمام الدوائر
المالية والاقتصادية العربية بأمر الأموال العربية فى الخارج وبدىء
للمرة الأولى فى اجراء البحوث من أجل معرفة حجم وطبيعة تلك الأموال
بدقة .
وأشار الى قيام دول عربية ومنها دول خليجية باصدار تشريعات متعددة
من أجل حفظ الاستثمارات العربية التى تقرر العودة الى وطنها الا أن
الأمر يحتاج الى انشاء أسواق مالية عربية متطورة لاستيعاب رأس المال
العربى المهاجر وتحويله الى تمويل الاستثمارات العربية.
وقال التقرير ان الكثير من الدول العربية تستند الى زيادة دور
القطاع الخاص الذى يمكن أن يبدأ بتنفيذ مشاريع تتعلق بمرافق البنية
التحتية أو مشاريع ذات صلة بمرافق الاقتصاد الجديد من تقنيات وغيرها .
وقال ان تدفق رأس المال العربى الى الخارج أدى الى تقليص معدل النمو
الاقتصادى الذى كان يمكن أن يتحقق وبالتالى ضياع فرص عمل لاستيعاب
العاطلين العرب الذين بلغ عددهم أكثر من 15 مليون عاطل حاليا بما يضع
المنطقة العربية فى مقدمة مناطق العالم المصابة بالبطالة بكل أشكالها . |