مسلمو بريطانيا يقولون ان من الصعب عليهم استئصال التطرف من ابنائهم.. علمائهم ومدارسهم يتحملون المسؤولية

أقر زعماء مسلمون في بريطانيا بانه يجب عليهم بذل المزيد لمنع الشباب المسلم سريع التأثر من ان يصبحوا مفجرين انتحاريين في المستقبل لكنهم قالوا ان شبكة الانترنت والصور التلفزيونية من الشرق الاوسط والعراق تُصَعب من مهمتهم.

واضافوا ان صور الاخبار التي تظهر مسلمين يقتلون في العراق أو يحتجزون في معسكر الاعتقال الامريكي في خليج جوانتانامو بكوبا أثارت غضب الكثيرين من مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة والذين يرون ان السياسة الخارجية البريطانية مسؤولة جزئيا.

بالاضافة الى ذلك هناك الحرمان الاجتماعي الذي يعيش فيه كثير من المسلمين وستجد أرضا خصبة لنوع التطرف الذي دعا أربع شبان مسلمين بريطانيين الى تفجير أنفسهم في لندن الاسبوع الماضي مما اسفر عن مقتل 53 شخصا.

ويتهم بعض البريطانيين الأئمة في بريطانيا باذكاء التطرف الاسلامي بالقاء خطب مثيرة بالمساجد ومهاجمة القيم الغربية.

لكن داود عبد الله مساعد الامين العام لمجلس مسلمي بريطانيا الذي يُعد أكبر تجمع اسلامي في بريطانيا قال ان ذلك صورة مشوهة ومضللة وانه يجب عدم توجيه اللوم الى الأئمة.

وقال "أعتقد حقيقة انه لا توجد مساجد في اوروبا أو فقط توجد أعداد قليلة جدا التي تدعو لهذا النوع من الافكار التي قد تحض على مثل تلك الأعمال" في إشارة الى هجمات.

واضاف "يجب ان تنظروا الى ساحات الكليات وخارج المساجد حيث ستجدون جماعات مثل المهاجرون " في اشارة الى جماعة بريطانية متطرفة.

وتابع يقول "نحن نعلم ان تلك الجماعات موجودة هناك. المسلمون وغير المسلمين والشرطة والاعلام يرغبون جميعا في عزلها واحتوائها والتأكد من ان رسالتها لا يسمع لها."

واكتسبت جماعة المهاجرون سمعة سيئة منذ ثلاث سنوات بعدما امتدحت المختطفين الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001.

ولا يوجد ما يربط تلك الجماعات بتفجيرات لندن التي لم تتحدد الدوافع وراءها بعد. وينحدر ثلاثة من بين منفذي تفجيرات لندن الأربعة من الجالية ذات الأصول الباكستانية في ليدز بشمال انجلترا ووصفهم أصدقاؤهم وأقاربهم بانهم مُحبون للسلام وودودون وغير مهتمين بالسياسة.

لكن كثير من الخبراء يقولون ان المهاجمين أُثيروا جزئيا على الاقل بسبب السياسة البريطانية في الشرق الوسط واسيا. وكان أحدهم على الاقل سافر في الآونة الأخيرة الى باكستان.

وقال الطبيب أمجد علي بينما كان يقف أمام أكبر مساجد لندن أثناء الوقوف دقيقتين حدادا على ضحايا الهجمات "اذا كنت ترغب في العيش في سلام هنا فاترك العالم اذا يعيش في سلام."

وتساءل "كم عدد دقائق الصمت التي يجب ان تقفها حدادا على أرواح ضحايا اذا وقفنا دقيقة واحدة حدادا على روح كل (واحد من )الذين قتلوا في العراق وافغانستان وكشمير وفلسطين؟."

ويقول مجلس مسلمي بريطانيا انه يخشى من ان بعض الشبان المسلمين في بريطانيا يتم استقطابهم الى جماعات مثل تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن من خلال الانترنت حيث يمكنهم العثور على وفرة من المواقع الاسلامية المتطرفة كثير منها تدار من الشرق الاوسط.

وقال عبد الله "اننا نتحدث عن جيل واع بالتكنولوجيا. لا يوجد الكثير الذي يمكننا فعله بخصوص ذلك."

وحث الشيخ انور ماضي امام المسجد المركزي في لندن الاسر على المساعدة في ضمان عدم تحول ابنائهم الى التطرف.

وقال لرويترز "الاسرة عليها مسؤولية كبرى في الاشراف على الطريقة التي ينبغي ان يتصرف بها أبناءهم.

"ينبغي أن يفهم شبابنا ان اتخاذ قرارات بخصوص القضايا الكبرى الرئيسية ينبغي ان يكون فقط مهمة العلماء وزعماء الجالية."

و وتستغرب صحيفة الاندبندنت في تقرير بعنوان: "لماذا تحول الشبان الاربعة إلى الارهاب"، تحول هؤلاء الشباب الفكري وحماسهم للتضحية بأرواحهم من أجل قتل الابرياء رغم شهادات الاهل والجيران بأنهم كانوا أبعد ما يكونون عن التشدد الديني.

وتقول الصحيفة إن المسجد القريب الذي كان يصلي فيه اثنان على الاقل من هؤلاء لم يشتهر مطلقا بالتشدد وإنه ليس هناك أدلة على أنهم كانوا يترددون على مساجد اشتهرت بتشدد الائمة فيها مثل مسجد فنزبري بارك شمال لندن.

بيتر فوستر مراسل صحيفة الديلي تليغراف زار أحد المدارس الاسلامية في باكستان والتي قال إنها "تُحمل مسؤولية تغذية التشدد لدى التلاميذ".

شبكة النبأ المعلوماتية - السبت 16/ تموز/2005 - 8/ جمادى الأولى/1426