(فيدرالي ابن فيدرالي) هل يمكن ان يكون عراقياً؟

وسام السيد طاهر

يقولون انه في سنة من السنوات طافت تظاهرة تؤيد الاتحاد الفيدرالي بين المملكة العراقية والأردنية شوارع بغداد تطالب باتحاد فيدرالي وكان هنالك شخص متحمس جدا أكثر من الذي نظم التظاهرة نفسه .

وبعد ان هدأ غبار التظاهرة وانفض الناس جاء المنظمون لسؤال هذا الإنسان الذي يبدو عليه انه من أهل الله على تعبير أهلنا لماذا حضرتك متحمس للفيدرالية وما هي أفق الطموحات التي تريد ان تحققها ؟؟؟

فرد (بعد عيني عينه فيدرالي ليش هو مو جان ويا الَحسين)...

بين هذا الفهم الشعبي وبين فهم أناس متخصصين في القانون ولكن لديهم تحسس من الكلمة وليس من المعنى فهو يريد ان يعطي الأكراد والجنوبيين كل ما يطلبوه وأكثر ولكن بعد ان يغير الاسم الى حكم ذاتي موسع ...

بين هذين المفهومين والمعنيين يتدرج فهم الكثير من مواطني هذا البلد الذي لا تفيد به خبرات الجدات والأجداد للعيش ....من دون كل الأماكن التي خلقها الله.!!!!

فمعضلاته ومشاكله متجددة ومتغيرة وربما تجد إنسان في نهايات عمرة يقف حائرا أمام صواب تصرف ام خطأه .

وهذا أمر يلغي محصلة الخبرات وتراكمات السنون..

ففي هذه الأرض كلنا في عمر خبرات متساوي...

فالفدرالية شيء جديد لم يمر بتفكيرنا ولم نعرف ماله وما عليه.

ولا يمكن تحديد لماذا يوافق قسم عليها ولماذا يتكهرب القسم الثاني منها .حتى ولو كانت الكهرباء منعدمة عنده.

وقد تكون آلة الإعلام الأعرابية الموجهة كل أسلحتها لأي تغيير يمكن ان يهز عروش أبناء الآلهة من المرضى المسيطرون على عروشها.

الموحين للبعض بأنهم يقرؤون المستقبل وان طريق الفيدرالية هو طريق النهاية لشيء اسمه عراق.

مع ان هؤلاء لا يستطيعون حتى قراءة التأريخ الماضي بحقائقه وربما عبره التي يمكن اختصارها بان من نازع الشعوب حقها بان تشم نسيم الحرية ببلدها.

 داسته بأنعلها المعادة لا الجديدة لأنها لا تملكها بسبب حالات التجلي لحكامها الملهمين.

وقد يكون الرفض نابعاً من كون الإنسان العراقي الآن  في مواجهة حالة طوفان التغيرات المتسارعة. 

في البدء يستخدم سلاح الرفض للتغيير والقبول بالواقع حتى ولو كان يرفضه بالأمس ويعتبره ظالماً.

او قد يكون البعض يرفض التعاطي مع هذه الفكرة لأنها تولدت في رحم سكان العراق من الدرجة الثانية اقصد(الأكراد والشيعة)..

فمتى حق لهؤلاء ان يعيشوا فوق هذه الأرض حتى يريدون ان يفرضوا قناعاتهم الغريبة عن العقلية الفاشية والشمولية البعثية المتداخلة مع أنفاس الكثيرين ممن يشتمون بألسنتهم البعث المجرم وتطوف عقولهم سبعاً حول تمثاله.!!!!

فليس من حق عبيد الأمس ان يهبوا معنى جديد لهذه الأرض التي لم تعرفهم الا  جماجم فاقده للأسماء والأحبة في لحظات دفنهم الأخيرة...

ان من يريدون الفيدرالية ليسوا اقلية يمكن قمعهم بشيء من الألسن الملتوية والتهديد ..

واستعمال أسلوب المزايدة بالوطنية التي كان يستعملها البعث وفأره (صديم)....

فالوطنية عمرها ما كانت تحيى بالقهر والشدة ,.

فمن حق أي إنسان ان يرى وطنه مثلما يريد ولهذا نحن مازلنا نحب العراق لأننا لا نراه مثلما يصوره الإعلام والإرهاب بالصورة الدموية.

لقد نما عراقنا معنا مع كل نقطة حليب وكل ذرة تراب وكل رائحة لحجر نقي .

وبس ربك يستر .

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية - الجمعة 15/ تموز/2005 - 7/ جمادى الأولى/1426