(القرآن الكريم منبع الخيرات، ومبعث الأنوار في هذه الحياة فهو
الكتاب التدويني الذي جمع فيه الباري تعالى كل شيء يحتاج إليه البشر
لتكامله إلى القمة المرجوة والجنة الموعودة..)
من منطلق إسلامي أصيل، وفكر مبارك مسؤول راح العلماء والأعلام
يفتشون ويبحثون عن منافذ وأبواب ليفتحوها على المطلق فتستنير منها قلوب
وتثار فيها عقول من هذه الأمة المرحومة...
ومن هؤلاء سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي (دامت بركاته وظله
الوارف) الذي راح يبحث عن كنوز القرآن، وما ورد فيه من آيات مباركات
نزلت بخصوص شيعة أهل البيت الأطهار (ع).
فكان هذا الكتاب المبارك وهو واحد من سلسلة رائعة كتبها وألفها
سماحته قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن...
هذا الكتاب طبع ثلاث طبعات متتالية، وكانت أخرها في العراق (كربلاء)
بعد سقوط النظام البائد.. ولكن لأهمية هذا الموضوع وسلاسة هذا الكتاب
ارتأت (مؤسسة الإمامة) إعادة طبع ونشر هذا الكتاب المبارك لمزيد من
الفائدة...
ونقرأ في (مقدمة) المؤلف هذا التمهيد:
هذه آيات بينات من الذكر الحكيم، ورد تفسيرها، أو تأويلها، أو
تنزيلها، أو تطبيقها، في شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه
السلام).
وقد جمعتها من كتب التفسير والحديث والتاريخ لعلماء العامة، دون
علماء الشيعة..
ودافعي في هذا الجهد هو أمران:
الأول: أن يكون وثيقة ولاء.. عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
الذي بموالاته تقبل الأعمال الصالحة....
الثاني: أن يكون نبراساً ونوراً لمن ألقى السمع وهو شهيد، ممن وصفهم
الله تعالى في القرآن الحكيم بعباده، وبشرهم بذلك حيث قال عز اسمه:
(فبشر عباد، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم
الله وأولئك هم أولو الألباب)[1].
أن العديد من هذه التفاسير أخذتها عن المصادر الثلاثة التالية:
1- شواهد التنزيل، تأليف الحاكم الحافظ الحسكاني الحنفي.
2- ينابيع المودة، للحافظ القندوزي الحنفي.
3- غاية المرام للسيد هاشم البحراني.
ثم نقرأ هذه المختارات من بين أكثر من (39) آية قرآنية كريمة نزلت
بحق وصالح شيعة الإسلام المحمدي:
(صراط الذين أنعمت عليهم) (سورة الفاتحة: 7).
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) في (شواهد التنزيل) بإسناده عن
عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن أبيه في قول الله تعالى: (صراط الذين
أنعمت عليهم) قال: النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن معه، وعلي بن
أبي طالب (عليه السلام) وشيعته)[2]
(فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً)
(سورة النساء: 64).
نقل الشيخ المحمودي عن ابن عساكر قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي
بإسناده المذكور، عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله (ص) قال
في حديث له:
إن الله علمني أسماء أمتي كلها كما علم أدام الأسماء كلها، ومثل لي
أمتي في الطين، فمر بي أصحاب الرايات، واستغفرت لعلي (ع) وشيعته)[3]
(وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) (سورة يونس: 2).
روى الحافظ القندوزي الحنفي عن الحافظ أبي بكر بن مردويه في كتاب (المناقب)
أنه روى عن جابر بن عبد الله الأنصاري في قوله تعالى: (وبشر الذين
آمنوا أن لهم قد صدق عند ربهم).
قال: (نزلت في ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام)[4]
أقول: إذن فهذه الآية دالة على فضيلة شيعة علي (ع) وأوليائه فهم
الذين لهم قدم صدق عند ربهم.
الكتاب: الشيعة في القرآن
المؤلف: المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)
التفاصيل: (123) صفحة من القطع المتوسط
(الطبعة الرابعة 1426هـ - 2005م)
(الطبعة الأولى 1400هـ - 1980م)
[1]
- سورة الزمر 17 – 18.
[2]
- شواهد التنزيل: ج1 ص85 ممن سورة الفاتحة ح 105، ط1 نشر مؤسسة
الطبع والنشر عام 1411هـ/ 1990.
[3]
- شواهد التنزيل: ج1 ص496 هامش رقم 2 نقلاً عن (تاريخ دشمق)
لابن عساكر: ج20 ص 152).
|