الأنوار الفضائية الإسلامية من نجاح إلى آخر

بسام محمد حسين

دخلت الفضائية الأنوار الإسلامية المعتدلة تحمل خطاباً ملتزماً بقضايا المسلمين كافة حيث لم تحتج إلى كل ما عرفت الفضائيات الأخرى من الدعاية بكل أنواعها ولا إلى استغلال عقل وقلب المشاهد بالصورة والعناوين المثيرة ولا إلى دعم ما من أي جهة أخرى سوى أنها أثبتت وبحق أن العمل الإعلامي الصادق والمحايد والذي يبحث عن الحقائق ويتناول جذور مشاكل المسلمين والأمة العربية هو الأسمى والأبقى ويوماً بعد يوم تزداد أهمية موضوعاتها وجدية برامجها لتدخل عتبة كل منزل وتتسيد الحوارات والنقاشات في شرق الأرض ومغربها.. بحكمة العقلاء ورؤية الحكماء وخطاب احترم وعي وعقل المشاهد والاستجابة المعتدلة لكل تساؤلات العصر، شقت طريقها معلنة أن وظيفة الإعلام لن يكون أكثر من أهمية آراء ومواقف كل الناس، متكئة على الحديث الشريف أن الناس سواسية كأسنان المشط، إذ هي بحق استطاعت أن تردم الهوة بين موضوعاتها والمتلقي، بلغة بسيطة واضحة صادقة مفهومة، إضافة إلى أنها استطاعت أن تلامس الحقائق التي ظن بعضهم أنها أصبحت طي النسيان وخاصة فيما يتعلق بتاريخ الإسلام الحقيقي فهي ابتعدت عن قراءة التاريخ بلغة التعصب والثأر والاتهامات، في محاولة جادة صبورة.. على أن تساهم موادها وخطابها في تحقيق ما هو غائب عن الساحة الإسلامية والعربية من الاعتدال والتسامح واللاعنف واحترام الرأي الآخر، وأن أسجل بعض ملاحظاتي حول المزيد من تناول أوضاع حياة المسلمين بكل جوانبها الثقافي والفكري والاجتماعي، وأن تتقدم خطوات لتواكب مستجدات أحوال المسلمين بلغة عصرية معتمدة على عصرنة الخطاب الإسلامي بروح التجديد والتطوير، وأن أشير إلى أن غياب التنافس في هذا المضمار عائد بالدرجة الأولى إلى أنها القناة (الأولى) التي فعلاً اختارت طريقاً إعلامياً مختلفاً وجريئاً وحقق الكثير من المنجزات وحدّ علمي بإمكانيات متواضعة تشهد لها نجاح برامجها ووصولها إلى أوسع الشرائح الاجتماعية مترافقة مع الاحترام والتقدير لموضوعاتها وأن تسجل لها اليوم في عصر هيمنة وتسلط الإعلام المسموم والإعلام الذي يتاجر بأوقات الناس وبمصالحهم وحياتهم عبر لغة العنف والإثارة تارة وبالبرامج الرخيصة التي تضع ضحايا البرامج التي تساهم في خلخلة وعيهم وتشتت أهدافهم ودفعهم إلى العادات والتقاليد الغريبة عن واقعهم ودينهم، كما دخلت منزلاً وأنا أرى الأب والأم والابن والبنت والجار والجارة في صمت مطبق ينظرون بدهشة وانتباه شديد إلى برامج الأنوار.

إنها بحق ضيف عزيز كريم على كل منزل ينشد الاستقرار والأمان، فإلى المزيد من النجاحات رغم صعوبات جمة تواجهونها إلا أن المستقبل لكم ومعكم إلى حيث تنشدون مجتمعاً إسلامياً حراً ديمقراطياً إنسانياً، فالإنسان أولاً وأخيراً هدفكم وغايتكم، وفق الله المشرفين على الفضائية الأنوار، وأخص بالتوفيق والمباركة للمرجع سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) وأسأل الله أن يقدر الخير وأن تجد أعمال القائمين على استمراريتها كل التوفيق والله الموفق.

aboalibassam@gawab.com

شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 12/ تموز/2005 - 4/ جمادى الأولى/1426