الايدز يجتاح الهند وآسيا في تصاعد تراكمي

نقال مسؤول صحة رفيع ا 7200 مريض بالايدز على الاقل قضوا نحبهم في الهند التي تعتبر ثاني أسوأ دولة ينتشر بها مرض اعراض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) منذ بدأ تعداد رسمي منذ عشرين عاما.

وقال اس.واي. قرشي مدير المنظمة الوطنية لمكافحة الايدز التابعة للدولة والتي تتعامل مع كل مشاكل المرض في الهند ان هذا العدد تقديري تراكمي ويحتمل بنسبة كبيرة أنه أقل من الواقع بسبب عدم ابلاغ عدد كبير من المصابين بالمرض عن انتقال العدوى اليهم.

وقال قرشي لرويترز "كان عدد الوفيات بالايدز حتى يونيو قرابة 7200. وهو عدد تراكمي مبني على تقديرات غير محددة.

"من الممكن أن يكون عدد الوفيات الفعلي أكثر من هذا. ولكن ما يحدث هو نسبة العديد من وفيات الايدز الى اسباب ثانوية مثل السل."

وبدأت وزارة الصحة الهندية الاحتفاظ بسجلات وفيات الايدز منذ 1984.

ويحمل فيروس اتش.اي.في. المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة 39 مليون شخص حول العالم منهم 25 مليون في دول جنوب الصحراء الافريقية.

وتكشف تقديرات المنظمة الوطنية الهندية لمكافحة الايدز ان 1114 مريضا بالايدز ماتوا في 2004-2005 بينما مات 1514 مريضا في العام السابق.

وتقول تقديرات الامم المتحدة ان 5.1 مليون مصاب بالايدز في الهند وهذا ما يضعها في المرتبة الثانية بعد جنوب افريقيا.

وتقول المنظمة الهندية ان 103000 هندي يعانون في مرحلة متقدمة من الايدز الا ان المنظمات الصحية الاهلية تقول ان العدد أكثر من هذا بكثير.

ويدافع قرشي بقوله ان منظمته تعتد فقط بالحالات التي يبلغ اصحابها عن اصاباتهم.

ويضيف "هناك كثيرون لا يعرفون ان لديهم فيروس اتش.اي.في. وبالاضافة الى ذلك فان الخوف من وصمة عار يمنعهم من الكشف عن اصابتهم أو طلب العلاج."

ويقول قرشي ان نسبة المصابين بالايدز لا تتجاوز واحد في المئة من اجمالي سكان الهند البالغ عددهم مليار شخص مقارنة ببعض الدول الافريقية التي تزيد فيها النسبة عن 30 في المئة.

"هذا لا يعتبر باعثا للراحة. حتى واحد في المئة من اجمالي عدد السكان يعتبر عددا كبيرا." 

وتقدر الامم المتحدة ان 8.2 مليون شخص مصابون بفيروس نقص المناعة المكتسب (اتش.اي.في) في اسيا منهم نحو 5.1 مليون في الهند. وتقول الحكومة الصينية ان هناك 840 الف مريض في الصين.

 وقال خبراء ان توفير العلاج لملايين من مرضى الايدز في الهند والصين قد يكون أمراً حاسما في إحتواء الوباء في آسيا حيث ينتشر بسرعة وباقي أنحاء العالم.

وتحدث إصابة من بين كل أربع إصابات بالمرض في آسيا موطن أكثر من نصف سكان العالم ويموت 1500 في المنطقة يوميا بسبب الايدز. وانتشر الايدز في كافة أقاليم الصين بينما يوجد في الهند ثاني أكبر عدد من المصابين بالايدز وحاملي الفيروس المسبب له (اتش.اي.في) بعد جنوب افريقيا.

وأبلغ الدكتور جيم يونج كيم مدير ادارة الايدز في منظمة الصحة العالمية مؤتمرا دوليا عن الايدز تستضيفه مدينة كوبي بغرب اليابان ان الاهتمام العالمي يحتاج الى التركيز على 20 دولة تمثل مجتمعة 85 بالمئة من احتياجات لم تُلَب من العلاج.

وقال "من بين العشرين دولة هذه فان مصير ملايين من الأرواح في الصين والهند مُعلق في الميزان والجهود التي تبذل حاليا في هاتين الدولتين يمكن ان تحدد مصير الوباء العالمي.

"ليس هناك دولة في العالم بمنأى تماما عن خطر تفشي وباء الايدز."

وبينما يمكن لمرضى الايدز وحاملي فيروس (اتش.اي.في) المُسبب له في الدول المتقدمة الحصول على العقاقير اللازمة لانقاذ حياتهم والتي يمكنها وقف نمو وتطور المرض لسنوات فان هذا العلاج بعيد عن متناول كثيرين من المرضى في البلدان النامية.

وفي الهند امتد المرض لأبعد من الجماعات الأكثر عرضة للإصابة بشكل تقليدي مثل بائعات الهوى ومدمني المخدرات والمثليين الى العائلات ليصيب الأمهات والأطفال.

وقال سيث بيركلي رئيس المبادرة العالمية للقاح الايدز ان الحل النهائي يكمن في تطوير لقاح مضاد للمرض وهو في طور الاختبارات السريرية حاليا.

لكنه اضاف انه من المستحيل التكهن بموعد نجاح اللقاح فعليا مضيفا ان مزيدا من الاستثمار والجهود السياسية أمر ضروري.

وتستهدف منظمة الصحة العالمية توفير علاج لثلاثة ملايين بنهاية عام 2005 لكنها قالت الاسبوع الماضي انه من غير المُرَجح الوفاء بهذا الهدف.

ومع ذلك قال كيم ان مليون شخص يتلقون العلاج الآن وهم مرضى لم يكن من الممكن حصولهم على علاج دون وضع هذا الهدف.

ويختتم المؤتمر الذي يشارك فيه ثلاثة آلاف شخص من نحو 80 دولة أعماله يوم الثلاثاء.

 

وأخفقت منظمة الصحة وبرنامج الامم المتحدة المشترك الخاص بفيروس اتش.اي.في / ايدز (يو.ان.ايدز) UNAIDS بالفعل في الوفاء بموعد آخر هذا العام. فقد كان يحدوهما الأمل في توفير العلاج بحلول يونيو حزيران 2005 لعدد 1.6 مليون طفل وبالغ في حاجة له وهو ما لم يتحقق.

وقال كيم لرويترز على هامش مؤتمر دولي حول الايدز في آسيا والمحيط الهادي بمدينة كوبي غرب اليابان "نعم..لم نف بالموعد ونشعر بالأسى بسبب عجزنا عن إنقاذ أرواح مزيد من الناس."

غير انه استطرد قائلا "نحن لم نزل على عزمنا على الوصول الى ثلاثة ملايين. حتى اذا تأخرنا 18 شهرا فما زال هناك ثلاثة ملايين شخص سنكون قد أنقذنا حياتهم في فترة وجيزة للغاية."

شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 12/ تموز/2005 - 4/ جمادى الأولى/1426