بعد ان ضاق عليها الخناق في العراق.. القاعدة تضرب في لندن وتجند شبانا في كليات بريطانية

قالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية يوم الاحد ان تنظيم القاعدة وهو المشتبه به الرئيسي في التفجيرات التي وقعت في لندن الاسبوع الماضي واودت بحياة اكثر من 50 شخصا يجند سرا مسلمين في كليات بريطانية.

واضافت الصحيفة نقلا عما وصفته بتقرير سرب من وزارتي الداخلية والخارجية ان القاعدة تبحث بشكل خاص عن الطلاب ذوي الخبرة في مجال الهندسة والكمبيوتر .

ونقلت عن التقرير قوله "يُعرف عن المتطرفين استهدافهم المدارس والكليات حيث يحتمل ان يكون الشبان فضوليين جدا ولكن اقل تحديا واكثر تشككا في منطق المتطرفين."

واضاف التقرير ان حرب العراق أحد الاسباب الرئيسية في تحول الشبان المسلمين البريطانيين الى الارهاب.

ونقل عن التقرير قوله "يبدو ان من بين الاسباب القوية بشكل خاص للسخط بين المسلمين ما يعتقد انه (الكيل بمكيالين) في السياسة الخارجية للحكومات الغربية ولاسيما بريطانيا والولايات المتحدة."

واعلنت ثلاث جماعات اسلامية مسؤوليتها عن تفجيرات لندن التي قال وزراء بالحكومة انها تحمل بصمات القاعدة .

ولم يتم تأكيد اي من هذه الاعلانات.

وتحاول الشرطة البريطانية تحديد مااذا كان المسؤولين عن تفجيرات يوم الخميس متطرفين اجانب ام راديكاليين "محلي النشأة " من بين 1.6 مليون مسلم يعيشون في بريطانيا.

ولم يتسن الحصول على تعليق رسمي على هذا التقرير بشكل فوري.

هذا وتبنى تنظيم القاعدة السبت الاعتداءات التي هزت لندن الخميس وكانت تبنتها مجموعة اولى قالت انها تابعة لتنظيم اسامة بن لادن يوم حصول الاعتداءات وذلك في بيانين على شبكة الانترنت يتعذر التاكد من صدقيتهما.

وحمل التبني الثاني توقيع "كتائب ابو حفص المصري-لواء اوروبا" التي تحمل اسم احد قادة تنظيم القاعدة كان قتل في حرب افغانستان ونسب الى نفسه حوادث مدريد واسطنبول.

وقال البيان الذي حمل تاريخ 9 تموز/يوليو ان "ثلة من المجاهدين في كتائب ابو حفص المصري قامت بتوجيه الضربة تلو الاخرى في عاصمة الكفر عاصمة الانكليز فقتل من قتل وجرح من جرح".

وكانت مجموعة "كتائب ابو حفص المصري" (قائد في القاعدة ادار العمليات العسكرية للتنظيم حتى وفاته في تشرين الاول/اكتوبر 2001 خلال الحرب في افغانستان) تبنت الهجمات التفجيرية التي استهدفت مدريد في 11 اذار/مارس 2004 وتسببت بمقتل 191 شخصا وكذلك الاعتداء المزدوج في اسطنبول في تشرين الثاني/نوفمبر 2003 (25 قتيلا).

واسفرت الاعتداءات على وسائل النقل في لندن عن مقتل اكثر من خمسين شخصا اضافة الى اصابة المئات بجروح عدد منهم لا يزالون في حالة حرجة.

وبعد ساعات من الاعتداءات تبنتها مجموعة تطلق على نفسها اسم "تنظيم قاعدة الجهاد في اوروبا" في بيان نشر على موقع الكتروني اسلامي.

وقال البيان "حذرنا الحكومة البريطانية مرارا وتكرارا وها نحن قد اوفينا بوعدنا ونفذنا غزوة عسكرية مباركة في بريطانيا بعد مجهودات شاقة قام بها المجاهدون الابطال واستمرت فترة طويلة لضمان نجاح الغزوة".

وهدد اصحاب البيان بمهاجمة دول اوروبية اخرى اذا لم تسحب قواتها من العراق وافغانستان وخصوصا الدانمارك وايطاليا.

اما "كتائب ابو حفص المصري" فاشادت "بهذه الغزوة المباركة" في لندن ووعدت بهجمات جديدة "في الايام المقبلة" في بيانها.

وتوعدت المجموعة بتنفيذ المزيد من الاعتداءات وقالت "لن نهدأ ولن نستكين قبل ان يصبح الامن واقعا وحقيقة في ارض الاسلام والمسلمين في العراق وافغانستان وفلسطين".

وكان زعيم القاعدة اعلن في تشرين الاول/اكتوبر 2001 في شريط فيديو بثته محطة "الجزيرة" الفضائية القطرية ان اميركا لن تعرف الامن قبل ان تعرفه فلسطين وقبل ان تنسحب كل الجيوش الغربية من الاراضي المقدسة.

وحذرت "كتائب ابو حفص المصري" من ان "البداية كانت في مدريد واسطنبول واليوم في لندن وغدا سيكون للمجاهدين كلمات اخرى".

وفي لندن اتهمت السلطات البريطانية تنظيم القاعدة بارتكاب الاعتداءات وقال رئيس شرطة سكوتلنديارد ايان بلير ان هذه الاعتداءات "تحمل بصمات القاعدة" فيما تحدث وزير الخارجية البريطاني جاك سترو منذ مساء الخميس عن "ماركة القاعدة".

وقال محللون ان شبكة القاعدة الذي يتزعمها أسامة بن لادن هي وحدها التي تملك القدرة التنظيمية والحماسة الايديولوجية لتوجيه مثل هذه الضربات القاتلة لقلب "الغرب الصليبي" التي ترى أنه يشن حربا على الاسلام.

والتوقيت السياسي الذي اختارته القاعدة بتوجيه الضربة اثناء اجتماع الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في قمة مجموعة الثماني في اسكتلندا أمر يتفق تماما مع أساليبهم.

قال مصطفى علاني محلل شؤون الامن في مركز أبحاث الخليج ومقره دبي "الاسلوب هو أسلوب القاعدة هجمات متعددة في مواقع جغرافية مختلفة لإنزال أكبر قدر من الاصابات. القاعدة وحدها هي التي تمتلك القدرة على تنفيذ هجمات متعاقبة بمثل هذا التنسيق."

ومضى يقول "لا شك عندنا في أنها القاعدة ليس بسبب تخطيط الهجمات وحسب وانما أيضا بسبب اختيارهم السياسي للتوقيت. فالقاعدة تختار دائما توقيتات تنفيذ هجماتها لتتزامن مع أحداث سياسية مهمة. هذه هي استراتيجيتهم."

وسقط أكثر من 50 قتيلا وأصيب 700 شخص في تفجيرات وقعت يوم الخميس هي على ما يبدو أول هجمات تشنها القاعدة في لندن وأعنف هجوم تتعرض له بريطانيا في وقت السلم.

وهناك أوجه للشبه بين التفجيرات التي تعرضت لها شبكة مترو الانفاق وحافلة في لندن مع التفجيرات التي وقعت في مدريد في العام الماضي عندما انفجرت عشر قنابل اخفيت في حقائب رياضية في أربعة قطارات ضواحي مزدحمة في ساعة الذروة الصباحية لتسفر عن سقوط 191 قتيلا.

ويشير مسؤولون بريطانيون بأصابع الاتهام للقاعدة وأعلنت جماعتان غير معروفتين كلاهما يتحدث باسم القاعدة مسؤوليتهما الى الان. لكن لم يوضع أي من الاعلانين على مواقع معروفة للقاعدة على شبكة الانترنت ولغتها غير أصيلة على ما يبدو.

والهجمات التي تحدث في تعاقب سريع يستهدف احداث أكبر قدر من الاضرار والذعر أسلوب كثيرا ما تستخدمه القاعدة منذ تفجير سفارتي الولايات المتحدة في شرق أفريقيا في عام 1998 ثم هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة بطائرات ركاب مختطفة.

ومنذئذ تكرر النمط في هجمات متكررة قاتلة نسبت الى القاعدة أو متشددين اسلاميين يشبهونها في اندونيسيا وكينيا والمغرب والسعودية وتركيا واسبانيا.

وقال معظم المحللين ان هجوم القاعدة في لندن كان مسألة وقت وحسب بسبب تأييد بلير لبوش في الحرب على الارهاب بما في ذلك غزو أفغانستان والعراق.

قال علاني "هناك أسس تستند اليها القاعدة لمهاجمة بريطانيا التي يرون أنها حليف للولايات المتحدة."

وقال بعض الخبراء ان المهاجمين قد يكونون اسلاميين بريطانيين من جاليات عربية أو اسيوية أو شمال أفريقية جندتهم القاعدة. لكن الكثيرين يعتقدون أن عددا قليلا من هؤلاء ربما جاء من الخارج مع دعم بالامداد والتموين من الداخل.

قال فارس بن حوزام وهو باحث متخصص في القاعدة "هناك كثير من الجماعات الاسلامية (المرتبطة بالقاعدة) في لندن التي تجند نشطاء وتحرضهم على القتل باسم الجهاد."

وقال ماجنوس رانستورب خبير الارهاب المقيم في بريطانيا "ربما يكون هناك بعض العناصر التي جاءت من الخارج... بعض المخضرمين الذين وفروا الخبرة لكن عندما تنتهي التحقيقات ربما نجد أن الغالبية جاءوا من الداخل."

وسيكون نوع المتفجرات ومصدرها وطريقة تفجير القنابل عناصر رئيسية في التحقيق. وقال رانستورب "الية التفجير ستقدم الدليل الحقيقي على تعقد الهجمات."

وقال حوزام ان المفجرين قد يكونون جزءا من خلية واحدة لكنهم يعملون دون أن يعرفوا بعضهم وهو أسلوب تقليدي تتبعه القاعدة للحفاظ على السرية وتجنب أن تكتشف اذا اعتقل أحد اعضائها.

وأضاف "انه عمل لمحترفي القاعدة. انني متأكد تقريبا من أن الاربعة الذين نفذوا الهجمات لا يعرفون شيئا عن بعضهم."

ورغم تحذيرات مسؤولين بريطانيين رجحت هجوما للقاعدة قال محللون ان تفجيرات الخميس بينت أن الشبكة العالمية لا تزال تمتلك القدرة على تخطيط وتنفيذ هجمات قاتلة اثارها السياسية ليست بسيطة بالنسبة لبلير.

وقال رانستورب لرويترز "هذا يبين أن مجموعة صغيرة من الافراد قادرة دائما على أن تحجب اجتماع دول مجموعة الثماني الاقوى في العالم والاهم معاقبة بريطانيا والولايات المتحدة لتورطهما في العراق."

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثنين 11/ تموز/2005 - 3/ جمادى الأولى/1426