المؤتمر الاسلامي يبحث مسائل الجهاد والارهاب والتكفير والخطاب الاسلامي المعاصر

بحث علماء ومفكرون مسلمون يشاركون فى المؤتمر الاسلامي الدولي الاول مسائل تشغل بال المسلمين وتتعلق بالجهاد والعنف والارهاب والتكفير وكذلك المشروع الحضاري الاسلامي وصياغة خطاب اسلامي معاصر.

واوضح المشاركون فى المؤتمر المنعقد تحت عنوان (حقيقة الاسلام ودوره في المجتمع المعاصر) مفهوم الجهاد وانواعه التي لا تقتصر على القتال والحرب وانما تشمل جهاد النفس وخدمة المجتمع مؤكدين ان "اساءة تطبيق فكرة الجهاد قادت الى ما نشهده من الغلو والتطرف والارهاب والتكفير".

واشاروا الى موقف الاسلام من الغلو والتطرف والارهاب موضحين انه " لا يجوز تكفير المسلم طالما أنه يقر بالشهادتين كما ان شرود الحاكم عن هدي القران والسنة لا يعد كفرا وبالتالي لا يجوز الخروج عليه".

ونبهوا الى ان تبني مفاهيم الغلو والتطرف يؤدي باصحابها الى الانجراف وراء ظاهرة التكفير العشوائي لكل من يخالف اراءهم وقناعاتهم الاجتهادية مؤكدين نبذ الاسلام للتعصب والتطرف وان تعاليمه تؤكد وسطية هذا الدين واعتداله.

ودعا المشاركون من خلال الابحاث واوراق العمل التي قدموها للمؤتمر فى يومه الاخير الى احترام الناس لمن يخالفونهم فى الدين حتى الذين يحملون معتقدات خاطئة معتبرين التعددية الدينية والتنافس في الخير امرا محمودا و"انه لا يحق لاحد اصدار احكام جزافية على عقيدة اي شخص آخر وان المماحكات الدينية أمور لا طائل منها".

 واكدت جلسة عمل ناقشت موضوع الوسطية بين الاعتدال الفكري والتطبيق العملي ضرورة الالتزام بالافكار والمفاهيم الوسطية التي حث عليها الاسلام وتطبيقها على ارض الواقع ممارسة وسلوكا لتحقيق التأثير المطلوب والتطور والتقدم المنشود.

وحول مسألة نهوض العالم الاسلامي واولوياته رأى مشاركون ان على الامة الاسلامية الواحدة على اختلاف مذاهبها وطوائفها أن تواكب مسيرة التغيير والتجديد والاصلاح وان تاخذ دورها في بناء حاضر العالم ومستقبله للوصول الى شراكة مؤثرة تخرج المسلمين من حالة الاستضعاف والعزلة الى التفاعل والمساهمة في بناء المجتمع العالمي.

كما ناقش المؤتمر المبادىء والمفاهيم التي يجب ان يقوم عليها المشروع الاسلامي الحضاري المنشود بما فيها توفير اجواء العدالة والاستقرار والحرية والتنمية الشاملة والمتوازنة وتحسين نوعية الحياة مع التركيز على افكار الاعتدال والوسطية والتكافل والترابط على اسس من الثقة والاخلاق الفاضلة.

ودعا بحث تناول مسألة اعادة هيكلة العالم الاسلامي زعماء الامة الاسلامية الى عقد اجتماعات دورية لبحث لقضايا والتحديات التي تواجه الامة واقتراح الحلول الملائمة لحلها لأن هذه الخطوة ستعيد الثقة الى المسلمين وتعطيهم دفعة قوية الى الامام.

وفيما يتعلق بالمواطنة والدولة المدنية التي تحفظ الدين والمدنية معا اكد بحث في هذا الصدد ان "المشروع الاسلامي مفتوح على التحديث والتطوير بما ينسجم مع موروثنا الثقافي والديني ورؤيتنا لنظام الكون والانسان القائم على الاختلاف والحوار باعتبارهما شرطا للوجود والتجديد والمواطنة الصالحة".

واكد بحث اخر تناول منطلقات لخطاب اسلامي معاصر الحاجة الماسة في الوقت الراهن الى صياغة خطاب فكري اسلامي معاصر يركز على ثوابت الاعتدال والتسامح والوسطية ويراعي كل المتغيرات والمستجدات للتعامل مع مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وقال مشاركون ان هذا الخطاب يجب ان يراعي ايضا المصالح العامة للمسلمين انطلاقا من منظور شمولي يعتمد على التيسير والتبسيط والابتعاد عن التنفير لتفعيل النص الديني وادامة تأثيره في حياة المسلم.

وعلى صعيد محاولات التجديد في العالم الاسلامي دعا باحثون الى جمع ابداعات المفكرين العرب والمسلمين وانشاء مؤسسة متخصصة لرصد الابداعات المعاصرة ووضع الاستراتيجيات الملائمة لتحليل هذا الفكر وتطويره في اجواء من الحرية المسؤولة بعيدا عن التعصب والفوضى.

واكدوا ان "تجديد ثقة المجتمع الاسلامي بنفسه تورث التعقل والهدوء والتبصر والانفتاح" كما انها تعيد للعالم الاسلامي ايمانه بأهمية رسالته الشاملة التي اسهمت في بناء مختلف الحضارات وتطويرها.

شبكة النبأ المعلوماتية - الجمعة 8/ تموز/2005 - 30/ جمادى الأولى/1426