الأردن يطلق سراح المقدسي معلم الزرقاوي.. لقنه فكره عن الجهاد ويرفض قتل الشيعة وقطع الرؤوس

ذكر اسلاميون ومصادر أمنية يوم الاثنين أن الشيخ الذي تلقى عنه أبو مصعب الزرقاوي حليف تنظيم القاعدة أفكاره أطلق سراحه من السجن في الاردن.

وأطلق سراح عصام البرقاوي (43 سنة) المعروف باسم الشيخ أبو محمد المقدسي في 28 يونيو حزيران بعد أن قضى ستة أشهر محتجزا في مقر جهاز المخابرات وذلك في أعقاب تبرئته في قضية كان متهما فيها مع عدد من الاردنيين والسعوديين الموالين لتنظيم القاعدة.

ولم تتمكن مصادر سياسية من تحديد أسباب الافراج عن المقدسي الذي يخضع لرقابة لصيقة من السلطات في منزله القريب من الزرقاء شرقي العاصمة عمان حيث ولد الزرقاوي.

وقال مسؤول طلب ألا ينشر أسمه "يستطيع المقدسي حاليا أن يتحرك بقدر أكبر من الحرية وأن يتصل باتباعه. يحتمل أن يشكل ذلك خطرا على الأمن وأن يؤلب الاصوليين إذ أن الزرقاوي لا يزال مطلق السراح."

ويقول باحثون اسلاميون يتابعون أحاديث الزرقاوي على شبكة الانترنت أن تعاليم المقدسي كان لها تأثير كبير على فكر الزرقاوي منذ كان مسجونا مع المقدسي في الاردن بين عامي 1995 و1999.

وقال محمد النجار الباحث الاسلامي ان الزرقاوي كان تلميذا للشيخ المقدسي الذي لقنه فكره عن الجهاد.

وأفرج عن المقدسي والزرقاوي من السجن عام 1999 حيث شملهما عفو عام أصدره العاهل الاردني الملك عبد الله. لكن المقدسي اعتقل مرة أخرى في وقت لاحق على ذمة قضية أخرى فيما غادر الزرقاوي الاردن إلى أفغانستان.

وأشار بعض الناشطين إلى أن المقدسي قد يكون له دور بعد الافراج عنه في اضفاء بعض الاعتدال على فكر الزرقاوي الذي تعتبر القوات الامريكية في العراق جماعته المعروفة باسم التوحيد والجهاد أكبر تهديد تواجهه.

واستشهد الناشطون برسائل وجهها المقدسي إلى الزرقاوي نشرت في وقت سابق من العام الحالي في بعض مواقع الانترنت ودعاه فيها إلى تفادي تفجير السيارات في الاماكن العامة وحقن دماء المدنيين المسلمين قدر الامكان.

وقال النجار إن المقدسي أبلغ الزرقاوي في الرسالة باتفاقه مع الهدف العام للجهاد في العراق لكنه يختلف مع الوسائل خاصة السيارات الملغومة.

ويقول الناشطون إن الرسالة كانت تهدف إلى ابلاغ الزرقاوي بتصعيد الهجمات على القوات الامريكية وتفادي التفجيرات في المناطق المأهولة تحاشيا لتراجع التأييد الشعبي.

وطالب المقدسي الذي قتل ابنه عمر البالغ من العمر 19 عاما في العراق تلميذه الزرقاوي بعدم استعداء الشيعة العراقيين بل المتعاونين مع القوات الامريكية فحسب.

وتتهم القوات الامريكية في العراق والمسؤولين العراقيين الزرقاوي بالسعي إلى اثارة حرب طائفية في البلاد.

وأضاف النجار أن المقدسي ناشد الزرقاوي ألا يوسع دائرة أعدائه وقال له إن الخصومة ليست مع الشيعة بل مع المتعاونين سواء من السنة أو الشيعة.

وتردد أن الزرقاوي رد على نداء المقدسي بالاشارة الى أنه يقدر نصائحه أبلغ تقدير.

وتنشر مواقع الانترنت المرتبطة بالزرقاوي صور وتعاليم المقدسي وتصفه بالبطل المجاهد الاسير.

وكشف عصام البرقاوي الملقب «أبو محمد المقدسي» الذي يتزعم التيار السلفي الجهادي، عن نيته تشكيل هيئة من علماء السنّة في العالم من أجل ضبط الفتاوى والخطاب بين التيارات السلفية.

وحظي أبو محمد القدسي، باستقبال كبير من طرف أنصاره الذين احتشدوا ببيته في مدينة الزرقاء (30 شرق عمان) للتهنئة ببراءته من تهمة التخطيط لضرب جنود أميركيين في القواعد الجوية الأردنية شمال المملكة قبيل الحرب على العراق. داخل بيت المقدسي كانت النقاشات الهادئة تدور حول السجن وأحوال المسلمين في العراق وعلاقته بأحمد فضيل نزال الخلايلة (أبو مصعب الزرقاوي)، الذي كان المقدسي زعيمة الروحي السابق قبل ان يفترقا بعد الخلاف على أساليب الجهاد في العراق. وتحدث المقدسي للصحافيين في بيته عن نصيحته إلى زعماء تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري قبل احداث ايلول (سبتمبر) عام 2001 «بعدم تعجيل الصدام مع الولايات المتحدة». ويشرح المقدسي لزواره هدفه من ذلك قائلاً: «خشيت على الشباب الجهادي، فطالبت بالعمل على المحافظة على دولة طالبان والعمل على ارسال الشباب إلى الدول العربية لإطلاق ثورات إسلامية مثلما جرى في ايران».

ويبدو ان أبو محمد المقدسي، الذي طاف اسمه العالم وأصبح مشهوراً في العالم أكثر مما هو معروف في بلده الأردن، وذلك بتأثير من كتبه وفتاويه التي ساعدت الشبكة العنكبوتية في ابرازها ونشرها بين التيارات السلفية في العالم، فوجدت نسخ من كتبه لدى العديد من «الجهاديين» أثناء المداهمات في كثير من دول العالم.

ومن التغييرات التي طرأت على شخصية المقدسي نتيجة تردده على السجون منذ عام 1994، حذره الشديد من الحديث على الهاتف حول الأمور الساخنة، رغم ان بيته لم يكن خاضعاً لحراسة الأجهزة الأمنية الأردنية التي اشترطت عليه عند إطلاق سراحه عدم الدعوة إلى حمل السلاح أو الوصول إلى مدن اربد والسلط ومعان، كما قال، لمنع اختلاطه بالتيارات السلفية المنتشرة في تلك المدن. وسجلت له الأجهزة الأمنية شريط فيديو قبيل الإفراج عنه تحدث فيه عن أفكاره، خصوصاً رفضه قتل المدنيين والشيعة في العراق.

واشتكى أبو محمد المقدسي من استخدام أبو مصعب الزرقاوي لاسم موقعه على الانترنت «منبر التوحيد والجهاد» واتخاذه اسماً لجماعته في العراق وهو ما اعتبر المقدسي انه «يضر كثيراً» بالفكر الذي يدعو اليه. ولا يتستر المقدسي على خلافه مع الزرقاوي، خصوصاً رفضه الشديد لقتل المدنيين والشيعة في العراق، مؤكداً أنه «يرفض تصوير العمليات العسكرية التي يسقط فيها مدنيون وبث الصور على المواقع الالكترونية والتفاخر بها، خصوصاً تلك العمليات التي تبثها المواقع الالكتروينة الاسلامية لمشاهد قطع الرؤوس».

ويتخلص فكر المقدسي برفض الديموقراطية والتعددية والعمل النيابي التشريعي والتعليم العام في المدارس والجامعات. ويعتبرها من أعمال الكفر، حتى انه يرفض ادخال ابنائه إلى المدارس، ويعتبر «حكومة طالبان» أقرب النمادج للحكم الإسلامي المعاصر، ويكفّر الحكام والدساتير والجيش والشرطة وأئمة المساجد المؤيدين للحكومات. ومنع المقدسي أولاده الثمانية من الالتحاق بالمدراس الأردنية، لكنه حرص على تحفيظهم القرآن وتنشئتهم على أصول الدين فقط.

المقدسي من مواليد قرية برقا في الضفة الغربية ودرس في العراق والكويت والمملكة العربية السعودية، وسافر للجهاد في أفغانستان وباكستان، واستقر بعد عودته في الكويت التي تركها بعد الغزو العراقي وهو متزوج من امرأتين.

المقدسي بعد أن أفرجت عنه محكمة أردنية: أرفض قتل المدنيين والشيعة وبث مشاهد قطع الرؤوس.

شبكة النبأ المعلوماتية - الأربعاء 6/ تموز/2005 - 28/ جمادى الأولى/1426