من هم أدعياء الأغلبية في العراق؟

السيد عامر الحلو

نشرعلى موقع شبكة أخبار العراق للجميع مقالا بعنوان الى أدعياء الاغلبية للكاتب علي الزبيدي نشره يوم الاثنين المصادف 27/ 5 / 2005 هو يحاول أن يظهر الشيعة في العراق أقلية والسنة هم الاكثرية وذلك بذكره لأرقام هو إرتضاها لنفسه معتمدا على إحصاء 1996 م / الذي تم في زمن عدو الشعب العراقي صنم العراق الذليل.وقطعا كان ذلك الاحصاء مجانبا للصواب مخالفا للواقع نتيجة دوافع سياسية وطائفية0

واذا كان كاتب المقال يعتمد لغة الاحصاءوالارقام فلماذا يقول في بعض الاحيان وهو الذي أرجحه وقد تكرر هذا منه اكثر من مرة ولغة الارقام والاحصاء لاتخضع عادة للترويج اطلاقا وفي جوابه وبعد ما تقدم اقول : -

 1- نحن الآن لسنا بصدد معرفة الاكثرية والأقلية بل بصدد كتابة الدستور لعراق حر مستقل جديد لا يظلم فيه أحد بحسب معتقده أو قوميته بل لسنا مع الاحصاء الأخير الذي تم في العراق عام 1996 لما فيه من الظلم والحيف والمفارقات.

2 - سوف يجرى إحصاء جديد لكل العراقين بما فيهم العراقيون في الخارج وعند ذلك تعرف الحقائق من غير تزوير فنعرف الاكثرية والاقلية.

3 -  قال في مقالته: وفي العراق كذلك طائفتان كبيرتان هما أهل السنة والجماعة والشيعة واختلاف هاتين الطائفتين دينيا لا يمنع التقائهما سياسيا ووطنيا بل هو واجب شرعي ومطلب وطني. والغريب انه يجعل أهل السنة والجماعة من دين والشيعة من دين آخر فلماذا لم يسمي لنا دين الشيعة ؟ وهل للشيعة دين غير الاسلام ؟ واذا كان الشيعة على غير دينك وعلى غير شريعتك فما هو الواجب الشرعي الذي تلزمهم به في كلامك هذا ؟

4 -  لا يخفى على  القارىء اللبيب ان قرابة أربعة ملايين عراقي يعيشون في المهاجر والمنافي وغالبيتهم من شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) وقد هاجروا هربا من نظام القتلة والمجرمين السابق في العراق.

5 – قال ان المحافظات ذات الكثافة السكانية الشيعية في العراق يعيش فيها مسلمون سنة بنسبة  35% وهذا لم يثبت قطعا وهي ايضا مفخرة للشيعة اذهم مسالمون يحبون الخير والحياة لغيرهم وهو عكس ما حصل لشيعة أهل البيت في سامراء والمدائن وتلعفر وبعض ضواحي ديالى في الآونة الاخيرة، وما يحصل في راوة والرمادي وسابقا في الفلوجة واللطيفية واليوسفية والمحمودية وجرف الصخر والاسكندرية لاحقا.

6 – ويقول ان المحافظات ذات الكثافة الشيعية هي ذات كثافة سكانية واطئة مقارنة بالمحافظات السنية التي هي في غالبيتها مناطق أومحافظات ذات كثافة سكانيةعالية. وهذا إن كان صحيحا فهو بفضل حارس البوابة الشرقية للامة العربية وصاحب البطولات العنترية القائد الضرورة المهزوم إذ قتلهم وشردهم وما المقابر الجماعية والحروب  الظالمة التي شنها على جيران العراق الا دليل على ذلك وقد سمعت وزير الداخلية العراقي الاستاذ فلاح حسن مصطفى النقيب السامرائي في حديث معه بثته محطة العالم الفضائية يقول : لقد احصينا عدد ضحيا نظام القتلة السابق في بغداد فكانوا مليونين وثلاثمائة ألف ولا أشك غالبية هؤلاء والضحايا هم من الشيعة فليلتفت صاحب المقال الى ذلك، وليعرف السبب في النقص ان كان حاصلا ومع هذا فان بقية السيف اكثر عددا وأنمى ولدا.

7 - اذا كان الطرف الاخر هو الاكثرية وغيرهم الاقلية فاننا نطالب الاكثرية ان تعدل ولم يحصل هذا من سنة 1921 الى سنة 2003 بل رأينا الاقصاء والتهميش والطرد والتهجير وسحب الجنسية والتسفير خارج  الوطن. واليوم وبعد سقوط الصنم  فقد اصبح مجدهم غابرا وصاروا يبكون على الاطلال وكأنهم يريدون دائما التسلط والقهر لغيرهم وهذا ما لا يرتضيه الدين ولا الإنسانية ولا التاريخ ولا السنن الكونية ابدا.

8 - واضح  لكل منصف مواقف اتباع أهل البيت في تعاملهم مع اخوانهم في الدين من التنازل عن الاستحواذ والاصرار على مشاركة الجميع في كتابة الدستور وقد مدوا ايديهم للآخرين بكل محبة  ولم يحصدوا من جراء ذلك الا السيارات المفخخة التي تستهدفهم ومساجدهم وحسينياتهم وعلمائهم، والاخرون يتفرجون  وان حصل شيء منهم فهو من باب دفع العتاب وهم يستنكرون إن استنكرو على خجل ولاشك أن بعضهم لم يزل حارسا على مبادئ وأفكار النظام الجائر البائد وهو متضرر من سقوطه ودليلنا على ذلك اننا لحد الان لم ولم نقرأ أي بيان إدانه أو شجب منهم لجرائم النظام السابق بل نجد إن مواقفهم التي فيها كثير من الاحقاد والضغائن تدل على انهم كانوا خدما لذلك النظام ورئيسه الذليل وهم كانوا يمدحونه ويصفونه باعظم الاوصاف في خطب الجمعة وهذا دليل على ما نقول.

9 – اننا وبفارغ الصبر نتطلع الى الاحصاء الجديد السليم الخالي من كل الشوائب والاكاذيب ليعرف الجميع الحقيقة وتوضح فيه كل الحقائق أمام الناس ليعرفوا الاغلبية من الاقلية.

10 – ولتسليط الضوء على ما تقدم أذكر للقارء الكريم بعضا من اعترافات سياسيين من غير الشيعة حول هذا الأمر وهي:

  1 – يوم الاربعاء 27 / 4 / 2005 اعترف الرئيس المصري محمد حسين مبارك في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلا ان السنة في العراق كانوا ماخذين كل شيء وهم أقلية وقد نقل كلامه هذا من خلال عدة محطات فضائية منها العربية وغيرها.

2 – في لقاء مع الدكتور عدنان الباججي أجرته معه قناة الشرقية الفضائيه في شهر 3 / 2005 قال  : مرتين ان السنة العرب في العراق يشكلون نسبة 30 % أو أقل من ذلك.

3 – في أداء القسم قال الرئيس العراقي المنتخب الاستاذ جلال الطالباني أمام الجمعية الوطنية العراقية في شهر ابريل 2005 ان الشيعة العرب يشكلون النسبة السكانية الاكثر في العراق وقل ايضا : ان الدستور ستكتبه المكونات الثلاث للشعب العراقي وهم الشيعة ذو الاغلبية السكانية والعرب السنة والكرد وهذا اعتراف صريح بان الشيعة العرب يشكلون النسبة السكانية الاكثرية في العراق فكيف اذا أضفنا اليهم الكرد الشيعة والتركمان الشيعة وهم كثر في العراق وخارجه.

11- اذا كان غير الشيعة هم الاغلبية فلماذا لم يشاركوا في الانتخابات لكي يسيطروا بعد ذلك على أكثر مقاعد البرلمان المنتخب ألم نشاهد أن غير الشيعة لما كانوا أكثرية في افغانستان شاركوا في الانتخابات اكثر من مرة.

12 – كثير مايتبجح وترنم كاتب المقال مكررا كلامه واصفا جماعة السنة بأهل السنة والجماعة فهل يعلم ويدري أن أول من سماهم بذلك هو معاوية بن سفيان حينما قال لمن كان معه أنتم أهل السنة والجماعة وعلي ( ع )  واصحابة أهل الفرقة والبدعة فهل يفتخر الانسان المسلم بذلك، ( المصدر كتاب لا تضيع السنة رقم الصفحة 11 طبعة بيروت الاستاذ مصطفى خميس).  

وهل يعلم أن من أطلق على اتباع أهل البيت إسم الشيعة هو النبي الاعظم محمد (ص) كما ذكر ذلك المفسر السيوطي في كتاب الدر المنثور في تفسير كتاب الله بالمأثور في تفسير قوله تعالى من سورة البينة الاية رقم 7 حيث أخرج عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي (ص) فأقيل علي ( عليه السلام )  فقال النبي (ص )  : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت آية (  إن  الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية )  ونحن أتباع أهل البيت نفخر بذلك ونفاخر.  

*فيينا / النمسا

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثتين 4/ تموز/2005 - 26/ جمادى الأولى/1426