كتب قسم المتابعة: قررت الحكومة العراقية المنتخبة أن يكون تاريخ 15
آب 2005م موعداً أخيراً تطرح فيه مسودة الدستور العراقي الدائم أمام
الجمهور وأجهزة الإعلام العراقية كي تناقش مضامينه قبل عرضه في استفتاء
عام على المجتمع العراقي في منتصف شهر تشرين الأول أكتوبر 2005م القادم
قبل أن يقر من قبل الجمعية الوطنية العراقية وتصدره حكومة بغداد
كـ(قانون) مُلزم التطبيق.
ولا يتوقع أن يثير موضوع طرح مسودة قانون دول العراق أي آراء جادة
بعد أن أوعز لهيئة وضع الدستور أن يكون شاملاً في بنوده بحيث لا يجد أي
من مواطني البلاد غبناً فيه ضد أحد أطياف المجتمع العراقي.
والدستور العراقي المعني بكل معنى الكلمة أن يكون مواكباً لـ(أوضاع
الشعب والوطن) لحري أن يتم الرهان الوطني على صلاحه لهذه المرحلة
العصيبة التي يمر بها العراقيون وإن إصدار الدستور الدائم للبلاد الذي
طال أمده سينهي عقده سياسية طالما تحجج السياسيون العراقيون وغير
العراقيون بغيابه عن تشكيلات الحكومات الجمهورية المتعاقبة وما يمكن
الإشارة إليه بهذا الصدد أن قوى الإرهاب الحالية في العراق المكونة من
قطعان النظام الصدامي السابق والعربان الأوغاد الذين دخلوا العراق خلسة
لممارسة دورهم الإجرامي العشوائي ضد العراقيين وتحت واجهة كاذبة اسمها
مقاومة الاحتلال الأمريكي يمكن الملاحظة أن هؤلاء السرسرية المرتزقة
الذين باعوا أنفسهم وداسوا على مبادئ الإخوة العربية والإسلامية
بأيديهم القذرة يتجاهلون أن المحتل الصدامي منذ سنة 1968 وحتى 9 نيسان
2003م كان احتلالاً غير مباشر للعراق ومقرر كـ(شرط غربي) لإيصال الفريق
السياسي الصدامي الإمبريالي إلى دست الحكم بحسب اعترافات (حردان
التكريتي) نائب رئيس الجمهورية ونائب القائد العام للقوات المسلحة
العراقية في انقلاب 1968 الإمبريالي.
وحيث أن حجة مقاومة الاحتلال الأمريكي بحسب إطلاق التسميات
العربانية الجهولة على الوضع العراقي الحالي هي حجة للتمويه إلا أنها
حجة تبرئ بريطانيا من الاحتلال إذ يلاحظ أن أغلب أجهزة الإعلام
المحسوبة على بعض الدول العربية كتلفظ (مصطلح الاحتلال الأمريكي) بدلاً
من مصطلح (الاحتلال الأنكلو – أمريكي) ويتم كل ذلك عن عمد (ومع سبق
الإصرار) لغايات معروفة ولم تعد خافية على المتابعين.
وبات في حكم المقبول أن يقدر أن قوى الإرهاب في العراق الآن تخشى من
صدور الدستور العراقي الدائم لأنه سيكون نقطة انطلاق العراقيين نحو
بناء دولة القانون في بلادهم ولذا يمكن تفسير تنشيط الإرهاب الحالي
ضدهم سبباً من الأسباب.
|