الايدز هو موجات تسونامي صامتة تعصف باسيا

قال مسؤولو صحة دوليون يوم السبت ان مرض أعراض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) يمثل موجات مد عاتية صامتة تهدد أسيا بأكملها لكن المرض الفتاك يمكن التغلب عليه اذا اتخذت الحكومات عملا جديا الان.

وتحدث حالة واحدة من بين كل أربع حالات اصابة جديدة في اسيا كما يموت 1500 شخص يوميا بالمرض. وانتشر الايدز في جميع أقاليم الصين أكبر بلدان العالم من حيث عدد السكان بينما يوجد بالهند أكبر عدد من حاملي فيروس (اتش.اي في) المسبب للايدز في العالم بعد جنوب افريقيا.

وقالت الامم المتحدة يوم الجمعة ان مخاطر انتشار مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) في اسيا أصبحت الان أعلى من أي وقت مضى حيث يوجد 12 مليون شخص يواجهون خطر الاصابة بالمرض القاتل بحلول عام 2010 اذا لم تصبح جهود الوقاية من المرض لها الاولوية عالميا.

وتوجد حالة اصابة بين كل اربع اصابات جديدة بالمرض في اسيا. وانتشر الفيروس في كل أقاليم الصين بينما يوجد في الهند ثاني أعلى عدد مصابين بالايدز ( الفيروس المسبب للمرض) بعد جنوب افريقيا.

وقال التقرير الذي نشر قبل مؤتمر للايدز يفتتح في مدينة كوبي في غرب اليابان في وقت لاحق من يوم الجمعة ان الوباء مازال يتركز بصفة اساسية بين المجموعات الاكثر عرضة للاصابة مثل المثليين ومدمني المخدرات الذين يستخدمون المحاقن وعاملات الجنس لكن يمكن ان ينتشر الى السكان بصفة عامة اذا لم تبذل جهود حثيثة.

وقال بيتر بايوت المدير التنفيذي لوكالة الامم المتحدة لمكافحة الايدز "مخاطر انتشار الايدز أكثر في اسيا ومنطقة المحيط الهادي اصبحت الان أعلى من أي وقت مضى."

وينظر الى انخفاض استخدام العازل الطبي والاستخدام المحدود لاختبار الايدز وعدم المساواة بين الجنسين وانتشار استخدام المحاقن بين مدمني المخدرات والعمل الجنسي على انها "مزيج خطير" يمكن ان يؤدي الى الزيادة السريعة في انتشار المرض القاتل.

وقال بايوت في بيان "اذا تم تكثيف برامج الوقاية من الايدز فانه يمكن منع ستة ملايين اصابة من الحدوث في السنوات الخمس القادمة في المنطقة."

وأضاف "اذا لم تهب الدول الاسيوية لمواجهة التحدي فان 12 مليون شخص سيصبحون مصابين جددا بالمرض."

وتأتي الوقاية وامكانية الحصول على أدوية رخيصة على قمة جدول أعمال مؤتمر الايدز السابع لاسيا ومنطقة المحيط الهادي الذي يعقد في كوبي في الفترة من الاول الى الخامس من يوليو تموز . والاهتمام الرئيسي هو التأكد من عدم انتشار المرض في اسيا مثلما حدث في افريقيا.

وتقدر الامم المتحدة عدد المصابين بالايدز في اسيا بنحو 8.2 مليون مصاب منهم 5.1 مليون في الهند وحدها. وتقول الحكومة الصينية انه يوجد 840 الف مصاب في الصين.

وفي أنحاء العالم يوجد نحو 39 مليون مصاب بالايدز (الفيروس المسبب للايدز) من بينهم 25 مليون في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في افريقيا.

لكن مسؤولين بمؤتمر دولي حول الايدز بمدينة كوبي في غرب اليابان قالوا ان الارادة السياسية لمحاربة المرض غائبة لدى معظم حكومات المنطقة رغم حصيلة الخسائر المحتملة في الأرواح وأهداف التنمية المفقودة حيث يسقط الملايين من أرباب الاسر ضحايا للفقر.

وسيكون للفشل في محاربة الايدز اثار اقتصادية خطيرة على المنطقة. وتقدر الامم المتحدة أن اجمالي الخسائر قد يصل الى 29 مليار دولار بسبب الايدز وحده بحلول عام 2010 اذا لم يتم اتخاذ اجراء ما اليوم.

وقال جي.في.ار براسادا راو مدير فريق الدعم الاقليمي التابع لبرنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز وهو الوكالة الدولية المخصصة لمكافحة المرض ان الحكومات بحاجة الى النظر الى الايدز على انه تهديد يصل الى مستوى كارثة طبيعية مثل موجات المد العاتية التي وقعت في ديسمبر كانون الاول الماضي وتركت 230 ألف شخص ما بين قتيل ومفقود.

وقال في جلسة بالمؤتمر "العائق الوحيد أمام رفع مستوى مواجهة اتش اي في تكمن في الادراك.

"المرض لا يقتل مئات الالاف في ضربة مدوية مثل موجات المد العاتية كما انه لا يقدم صورا تلفزيونية واضحة... انه أشبه بموجات مد عاتية صامتة."

وتشير تقديرات الامم المتحدة الى اصابة 8.2 مليون شخص بالايدز في اسيا من بينهم 5.1 مليون في الهند وحدها. وتقول الحكومة الصينية ان هناك نحو 840 ألف مريض بالايدز في الصين.

وهناك قرابة 39 مليون حامل لفيروس (اتش اي في) في أنحاء العالم بينهم 25 مليونا في دول جنوب الصحراء الافريقية.

لكن البرامج الوقائية المستهدفة تصل فقط الى 19 بالمئة من ممارسي بالجنس وخمسة بالمئة من مدمني المخدرات التي تؤخذ بالمحاقن في اسيا بينما لا ترتفع النسبة بين المثليين من الرجال هناك عن 2 بالمئة.

ويحذر برنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز من انه في حال عدم اتخاذ خطوات فمن المحتمل ان يصاب 12 مليون شخص بالمرض في اسيا بحلول عام 2010.

وقال بيتر بيوت مدير البرنامج يوم الجمعة ان هذا الرقم يمكن خفضه الى النصف بالعمل الجدي خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة لكنه قال ان ذلك يتطلب ارادة سياسية كبيرة.

ولايزال الايدز منتشرا في اسيا بصفة رئيسية بين المجموعات الأكثر عرضة للاصابة مثل المثليين ومدمني المخدرات التي تؤخذ بالمحاقن وممارسي الجنس لكن مسؤولي الصحة يقولون انه يمكن ان ينتشر الى السكان العموميين.

وقال راو ان كثيرا من السياسيين لا يرغبون في الحديث عن مدمني المخدرات الذين يستخدمون المحاقن أو المثليين من الرجال أو غيرهم.

وأضاف "القيادة الحقيقية تعني قبول ذلك والتعامل معه وعمل ذلك بطريقة علنية."

وهناك قصص نجاح تحققت في اسيا كما في تايلاند حيث انخفضت الاصابات الجديدة بفيروس (اتش اي في) من قرابة 143 ألف مصاب سنويا في عام 1991 الى 21 ألفا و260 في نهاية عام 2003 ويرجع ذلك الى حملات التثقيف الواسعة وبرامج نشر العازل الطبي التي استهدفت ممارسي الجنس وغيرهم من المجموعات الأكثر عرضة لخطر الاصابة.

وعلى النقيض من ذلك فاليابان الاكثر ثراء والاعلى من الناحية التثقيفية لا يزال بها عدد قليل نسبيا من الاصابات لكن خبراء يقولون ان عدم المبالاة بصفة عامة يمكن ان تؤدي الى انتشار كبير للمرض خلال العقد المقبل.

وكان من المقرر ان يشارك وزير الصحة الياباني في مراسم افتتاح المؤتمر يوم الجمعة لكنه ألغى مشاركته في اللحظات الاخيرة بسبب انشغاله بمهام برلمانية. وقرأ مسؤول بالوزارة خطاب الوزير الياباني نيابة عنه.

وقال راو "المشكلة بكل وضوح ليست في الموارد أو المعرفة... فاليابان أحد أكثر دول العالم تقدما من الناحية الاقتصادية. التفسير الوحيد وبكل تأكيد هو الافتقار الى جعل المشكلة من الأولويات."

لكن راو قال ان اسيا قادرة على قهر المرض مشيرا في ذلك الى تعاملها مع حالات طارئة مثل التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) وموجات المد العاتية.

وأضاف "عندما نريد (قهر المرض) فيمكننا التعبئة بسرعة وحشد مواردنا ونصبح أكثر ابداعا في ايجاد حلول لجميع المشكلات.

"اننا بحاجة الى استجابة أشبه بحالة الطواريء لمواجهة هذا الوباء."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد  3/ تموز/2005 - 25/ جمادى الأولى/1426