انطلقت الجمعة فعاليات معرض الكتاب العربي الاوروبي الثامن الذي
ينظمه معهد العالم العربي في باريس والذي دعا فلسطين لتكون ضيفة شرف
فيه "كتحية لحيوية انتاجها الفكري".
وافتتح المعرض الذي يستمر لغاية الثلاثين من حزيران/يونيو مساء
الخميس في خيمة ضخمة في باحة معهد العالم العربي بحضور وزير الثقافة
الفلسطيني الاديب يحيى يخلف وبجانبه مندوبة فلسطين العامة في باريس
ليلى شهيد.
ورافق الوزير الفلسطيني في قص شريط المعرض رئيس معهد العالم العربي
ايف غينا ومدير المعهد الجديد مختار طالب بن دياب والمفوض العام للمعرض
بدر الدين عرودكي وممثلون عن وزارة الثقافة الفرنسية وبعض السفارات
العربية والاجنبية.
والقى رئيس معهد العالم العربي كلمة حيا فيها الحضور الفلسطيني الذي
"يرتدي في عيوننا اهمية قصوى". وقال "نعم إنها فلسطين ضيفة الشرف وهذا
يعني لنا الكثير نعم هناك شيء بين فرنسا وفلسطين".
واثنى غينا على نضال الشعب الفلسطيني قائلا "حين نكون شعبا ونكافح
لنبقى كذلك فاننا نستمر" كما روى ذكرى له مع الرئيس الفلسطيني الراحل
ياسر عرفات الذي اشتكى له مرة في تونس كيف انه يوصف بالارهابي فقال له
غينا "لا يثيرن ذلك قلقك فقد وصفت انا نفسي بالارهابي حين كنت انشط الى
جانب ديغول".
من ناحيته اعتبر مدير معهد العالم العربي مختار طالب بن دياب ان
تكريم فلسطين في المعرض عبارة عن تحية لحيوية انتاجها وهي التي اصدرت
نحوا من 1500 كتاب في السنوات الاخيرة و"لاخذ فكرة عن هذا الجهد الحثيث
والمستمر وللتعرف على اسماء لم تعرف خارج فلسطين لاسباب نعرفها جميعا
ولا داعي لتكرارها".
اما وزير الثقافة الفلسطيني يحيى يخلف فقد اعتبر في كلمته
الافتتاحية ان قرار معهد العالم العربي باعتبار فلسطين ضيف شرف لمعرض
الكتاب العربي-الاوروبي "اوجد صدى طيبا بين مثقفي الشعب الفلسطيني
الذين يؤمنون بدور الثقافة في تقرير الهوية الوطنية في اطار الانفتاح
على جميع ثقافات العالم والتنوع الثقافي".
واضاف الوزير الفلسطيني متوجها للحضور "اؤكد لكم ان الاحتلال ما زال
يهدد هويتنا الوطنية وما زالت الممتلكات الثقافية مهددة".
وراى الوزير يخلف في المشاركة الفلسطينية دعوة لتعزيز الحوار بين
الثقافات شرط ان يكون هذا الحوار متكافئا.
ويشارك حوالى 260 ناشرا في هذا المعرض وستكون فلسطين حاضرة من خلال
15 ناشرا سيعرضون "بانوراما شاملة" تتضمن حوالى 1300 مطبوعة خلال هذه
التظاهرة.
وشهد المعرض اليوم الجمعة ندوته الاولى التي جاءت بعنوان "آفاق
عربية اوروبية حول العلوم المعاصرة" وعقدت بمشاركة جامعة باريس
المتعددة التخصصات.
ويتمحور عدد من انشطة المعرض حول الكتاب الفلسطيني فاضافة الى
التوقيعات تتناول ندوة يوم غد السبت شأن "الصحافة في فلسطين" وتتناول
ندوة اخرى موضوع "نشر وتوزيع واستيراد الكتاب الفلسطيني". ويشارك فيها
الكاتب والناشر اسعد الاسعد ومدير عام الهيئة العامة للكتاب في فلسطين
محمد الاسمر ومدير عام دار الشروق نقولا عقل.
وتتناول ندوة الاثنين المقبل موضوع "التعاون اللامركزي الفرنسي
الفلسطيني" فيما تقام ندوة الثلاثاء حول كتاب جانين البريش "اسرائيل
فلسطين ما الذي تستطيعه السينما".
ويشهد يوم الاربعاء طاولة مستديرة بعنوان "القدس رهانات اليوم"
ويشارك فيها احمد عبد الرحمن مستشار رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية
للقضايا السياسية والارشمندريت عطا الله الناطق باسم كنيسة الروم
الارثوذكس في القدس وفلسطين والشيخ تيسير التميمي رئيس المجلس الاعلى
الفلسطيني للقضاء.
كما يشارك في هذه الندوة السياسية الطابع خليل التوفقجي الطوبوغرافي
المتخصص في قضايا المستوطنات الاسرائيلية في القدس اضافة الى كل من
المؤرخ الياس صنبر والكاتب فاروق مردم بيك.
ومن بين الانشطة الاخرى طاولة مستديرة بعنوان "المشاريع الكبرى
للترجمة في العالم العربي" بمشاركة عدد من المتخصصين وفي طليعتهم
الباحث المصري وامين عام المجلس الاعلى للثقافة في مصر جابر عصفور.
ويقام ايضا عدد من المعارض وعروض الفيديو من بينها معرض صور لطارق
شرارة عن مخيم شاتيلا ومعرض حول الرسامين العرب لكتب الاطفال المصورة.
ويتم عرض فيلمين عن كتاب فلسطينيين الاول لمصطفى حسناوي بعنوان "الجميلات
الاجنبيات: فلسطين" والثاني لسمير عبد الله "كتاب الحدود" الذي رافق
خلاله رحلة لكتاب عالميين زاروا فلسطين بدعوة من الشاعر محمود درويش.
ويقدم الشاعر سميح القاسم الذي حضر الافتتاح قراءات شعرية مساء
السبت يلي ذلك حفل موسيقي يحييه الاخوة سمير ووسام وعدنان جبران على
آلة العود في عزف ثلاثي.
وانشئ المعرض الاوروبي العربي للكتاب الذي ينظم كل سنتين عام 1990
بهدف تشجيع الاصدارات العربية والاوروبية حول العالم العربي. وقد تضاعف
عدد دور النشر المشاركة في المعرض هذا العام. |