شيرين عبادي: العصيان المدني هو الحل ورفسنجاني ونجاد وجهان لعملة واحدة

تؤكد المحامية الايرانية شيرين عبادي حائزة جائزة نوبل للسلام ان "العصيان المدني" هو الطريق الوحيد للتغيير في ايران وتتمسك بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة الجمعة معتبرة ان المرشحين اكبر هاشمي رفسنجاني ومحمود احمدي نجاد وجهان لعملة واحدة.

ويشهد مكتب شيرين عبادي في شمال غرب طهران هذه الايام زحمة صحافيين اجانب راغبين بمعرفة موقفها من معركة قسمت الايرانيين الى فئتين تحت عنوان كبير "التطرف او الاعتدال".

الا ان شيرين عبادي لا تتبنى هذا التوصيف. "حملة هاشمي الانتخابية هي التي تروج لمقولة اذا لم تنتخبوني فالطالبان قادمون".

وتقول الناشطة الايرانية في مجال الدفاع عن حقوق الانسان لوكالة فرانس برس "اقل ما يمكننا القيام به هو العصيان المدني. فالاصوات التي سيتم اسقاطها في صناديق الاقتراع ليست صالحة لانها ليست حرة".

وتستدرك "انا لا ادعو الناس الى شيء. انا لست قائدة سياسية ولا انتمي الى اي مجموعة. انا مواطنة وكمواطنة تؤمن بحقوق الانسان اعبر عن رايي (...) ويعود للشعب ان يقرر اللحاق بي ام لا".

وتعترض شيرين عبادي على القانون الذي يسمح لمؤسسات غير منتخبة في النظام الايراني بالاشراف على الانتخابات مؤكدة انها لن تشارك في اي عملية انتخابية قبل تغيير هذا القانون.

ويصعب استدراج هذه المرأة القصيرة القامة صاحبة الصوت الخافت والمتعب هذه الايام الى قول ما لا تريد قوله. فردا على سؤال عن توقعاتها في حال فاز بالرئاسة الرئيس الايراني السابق رفسنجاني البراغماتي المعتدل ام عمدة طهران احمدي نجاد المحافظ المتشدد تقول "لننتظر ونر ما يخبىء لنا المستقبل".

وتتابع بثقة "الحرية طريق لا عودة عنه. لا يمكن العودة الى الوراء. حتى بعد انتصار الثورة لم يتمكن المسؤولون من فرض ارتداء التشادور على النساء. بينما في افغانستان حتى بعد التحرير لم يتغير وضع النساء كثيرا لان العائلات الافغانية لا تسمح للفتيات بالذهاب الى المدرسة".

بالنسبة الى شيرين عبادي "الثقافة الايرانية لن تسمح بان يكون هناك نظام كنظام طالبان" مشيرة الى ان اكثر من 60% من الطلاب في الجامعات الايرانية من الشابات.

ويركز خصوم احمدي نجاد على تطرف آرائه بالنسبة الى النساء والحريات ويتخوفون من فقدان الحريات المكتسبة خلال عهد الرئيس محمد خاتمي.

وتؤكد شيرين عبادي ان "الشعب سيحمي الحرية التي حصل عليها ولن يسمح بعودة الامور الى الوراء". وهل سينصف التاريخ محمد خاتمي اكثر مما انصفه الايرانيون تقول "خاتمي هو افضل رئيس حصلت عليه ايران".

واشارت الى ان اهم الانجازات التي تحققت في عهد خاتمي هو فتح تحقيق في الاغتيالات التي طالت في 1998 مثقفين ومعارضين سياسيين وكشف منفذيها. وقد تبين في التحقيق ان وزارة الاستخبارات تقف وراء هذه العمليات. ويقول الصحافي المعارض المسجون اكبر غانجي ان رفسنجاني كان متورطا في هذه الاغتيالات.

واضافت عبادي ان خاتمي "يؤمن بحرية التعبير" متابعة "كلما تم اقفال صحيفة كانت صحيفة اخرى ترى النور".

وعمدت السلطة القضائية التي يسيطر عليها المحافظون خلال عهد خاتمي الى اقفال العديد من الصحف ومواقع الانترنت.

ولن تختلف صورة المستقبل في ايران بحسب شيرين عبادي سواء وصل رفسنجاني ام احمدي نجاد لا على صعيد الاصلاحات ولا على صعيد حقوق الانسان. وردا على مقولة ان في امكان الايرانيين ان يختاروا بين "السيء والاسوأ" تجيب "رفسنجاني هو استمرارية للدولة القديمة".

وتتابع "على الايرانيين ان ينظروا الى الوراء ويقرروا ما اذا كانوا راضين ام لا. رفسنجاني كان رئيس مجلس الشورى ورئيس جمهورية ايران وهو لا يزال رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام. كان دائما الرجل الثاني او الثالث في النظام فهل كانت الامور جيدة في ظل وجوده؟ وان لم تكن كذلك ما الذي يدفعنا للتفكير بانها ستتغير؟".

وعن مفهومها عمليا للعصيان المدني تشرح بانها بعد حصولها على جائزة نوبل للسلام احيلت الى المحاكمة مرتين. "كان الامر غير قانوني في المرتين. في المرتين لم اذهب الى المحكمة. هذا نموذج عن العصيان المدني".

وعما اذا كان الشعب الفقير العادي يمكن ان يتحمل القمع والظلم كثمن لمثل هذا العصيان تقول حائزة جائزة نوبل للسلام بحزم "لكل شيء ثمن وللحرية والديموقراطية ثمن. الايرانيون اظهروا استعدادهم لدفع الثمن مهما غلا (الى) حد التضحية بالحياة" مشيرة الى ان السجناء السياسيين يشكلون خير دليل على ذلك.

وعما اذا كانت ستبقى في ايران بعد الانتخابات الرئاسية ام ان الامر يتعلق بهوية الرئيس تقول شيرين عبادي "نعم. سابقى. انا ايرانية وسابقى في ايران. تذكروا انني ذهبت الى السجن مرتين (قبل حصولها على الجائزة). وعندما غادرت السجن لم اشأ مغادرة ايران".

شبكة النبأ المعلوماتية - الخميس 23/ حزيران/2005 - 16/ جمادى الأولى/1426